وجهت الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، عدة رسائل إلى الأطراف الغربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، في ما يتعلق بالمفاوضات النووية والاحتجاجات داخل إيران، وأكد المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، أنّ طهران تتعهد بمسار المفاوضات النووية، متهماً الغرب بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، ومؤكداً أنّ إيران "سترد بحزم" على "أي ابتزاز وضغوط".
وقال كنعاني إن بلاده مستعدة للتوصل إلى الاتفاق في أقرب وقت ممكن، مما "يحقق مصالح جميع الأطراف"، في حال كانت لدى الطرف الآخر "الإرادة اللازمة" لتحقيق ذلك، مشيراً إلى أنّه "لا جديد" في المفاوضات النووية.
وأضاف المتحدث الإيراني، أنّ "أصوات خرجت من الغرب سعت إلى أنّ تربط المفاوضات بالقضايا الأخيرة (الاحتجاجات) في إيران، وتقوم (هذه الأصوات) بنشر أخبار خاطئة وغير صحيحة"، مؤكداً رفض إيران هذا الربط.
وفي السياق، اتهم المتحدث واشنطن بـ"استغلال" الاحتجاجات، بغية "تحصيل تنازلات على طاولة المفاوضات"، مضيفاً أنّها "لن تسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونها الداخلية".
وشدد كنعاني على أنّ طهران "سترد بحزم وجدية على أي عقوبات، ومحاولة ضغط وابتزاز من الغرب وأميركا"، مندداً بالمواقف الغربية من الاحتجاجات في إيران، وقال إن "الاحتجاج والشغب شيئان منفصلان، وتترتب على كل منهما نتائج مختلفة"، متهماً بذلك الغرب والولايات المتحدة بتأجيج "أعمال الشغب" في إيران.
كما اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بـ"ازدواجية المعايير" في موضوع حقوق الإنسان، موضحاً أنّ هذه الأطراف "ليست في موقع يخولها أن تقدم توصيات" لإيران بهذا الشأن.
وعرج المتحدث على تعرض سفارات إيرانية لهجمات من قبل المحتجين خلال الأيام الأخيرة، وانتقد مواقف الدول التي تستضيف هذه السفارات، قائلاً إن "أولئلك الذين يوصون إيران بعدم ممارسة العنف، هم أنفسهم يسمحون لدعاة العنف بمهاجمة السفارات الإيرانية".
وأطلقت وفاة الشابة مهسا أميني، يوم السادس عشر من الشهر الماضي، في مستشفى في طهران، بعد أيام من إيقافها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بالحجاب "المناسب"، احتجاجات وردود فعل واسعة، منذ السابع عشر من الشهر الماضي، وكانت لها أيضاً تداعيات خارجية، حيث أضافت توتراً جديداً إلى العلاقات مع الغرب في ظل تعثر المفاوضات النووية.
وعلقت واشنطن وعدد من الدول الأوروبية، على الاحتجاجات بالإعلان عن دعمها لها واتهام الأجهزة الأمنية الإيرانية بـ"قمع المحتجين"، مع فرض عقوبات جديدة على إيران، فيما اتهمت السلطات الإيرانية أطرافاً خارجية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بـ"تدبيرها" و"التخطيط لها".
وقامت طهران وعواصم غربية، خلال الأسابيع الأخيرة، أثناء الاحتجاجات، باستدعاء متبادل للسفراء والاحتجاج على مواقف الطرف الآخر، فيما أعلنت السلطات الإيرانية أنها اعتقلت خلال الاحتجاجات الأخيرة 9 رعايا أجانب من دول أوروبية.