وصل وفد أمني مصري رفيع المستوى، أمس الإثنين، إلى مدينة القدس المحتلة، ضم مسؤولين عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة، وآخرين من ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية، للاجتماع بمسؤولين أمنيين إسرائيليين، من أجهزة "الموساد" و"الشاباك" ومجلس الأمن القومي التابع لحكومة الاحتلال.
وتهدف الزيارة إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حركة الجهاد الإسلامي وجيش الاحتلال، الذي دخل حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء أمس الأول الأحد.
وكشف مسؤولون مصريون، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر أسمائهم، أن زيارة الوفد تأتي في إطار التواصل مع الأطراف المعنية، حيث سيلتقي أيضاً مع قيادات حركتي حماس و"الجهاد" في قطاع غزة، عقب انتهاء مهمته في إسرائيل.
نقل العواودة لتلقي العلاج خارج السجن
وأوضحوا أن مهمة الوفد المصري العاجلة هي الإشراف على عملية نقل الأسير التابع لحركة الجهاد خليل العواودة المضرب عن الطعام لتلقي العلاج خارج السجن، بالإضافة إلى استكمال متابعة موقف الأسير بسام السعدي، الذي تسببت مشاهد اعتقاله في انفجار الأوضاع بقطاع غزة، حيث جرى الاعتداء عليه بشكل وحشي خلال عملية توقيفه من جانب عناصر الاحتلال.
القاهرة ألقت بثقلها في اتفاق الوساطة بعد تعهد لبيد وغانتس بالالتزام بالتفاهمات
وكشفت المصادر عن اتصال جرى، ظهر أمس الإثنين، بين مسؤول مصري رفيع المستوى وقيادي في حركة الجهاد الإسلامي، حيث حرص على نقل رسالة طمأنة مصرية بشأن جهود القاهرة لتنفيذ مطالب الحركة الخاصة بالعواودة والسعدي.
وكان وزير العدل في حكومة الاحتلال جدعون ساعر قد نفى أن يكون هناك التزام إسرائيلي بالإفراج عن السعدي، قائلاً إن هناك تعهداً مصرياً بهذا الخصوص وليس تعهداً إسرائيلياً. وأضاف ساعر: "يمكنني القول إنه لا توجد نية للإفراج عن بسام السعدي، ولا توجد نية أيضاً للإفراج عن الأسير خليل العواودة قبل إنهاء فترة الاعتقال الإداري المفروضة عليه".
التزام القاهرة بتعهداتها لتثبيت الهدنة
وقالت المصادر إن الرسالة المصرية التي جرى نقلها لقيادة حركة "الجهاد"، أمس الإثنين، مفادها أن القاهرة ملتزمة بكل ما تعهدت به خلال المفاوضات الخاصة بالهدنة بشأن تلقي العواودة العلاج والعمل على الإفراج عن السعدي.
وأكدت المصادر أن هذه التفاهمات جرى خلالها التواصل بين أعلى مستوى سياسي لدى الجانبين، على حد تعبير المصادر، التي شددت على أن البيان المصري الصادر مساء أمس الأول الأحد من جهاز المخابرات العامة، جاء بعد تعهد من جانب رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد، ووزير الأمن بني غانتس، وهو ما جعل القاهرة تلقي بثقلها في تلك المفاوضات قبيل الساعات الأخيرة للإعلان عن الهدنة.
حكومة الاحتلال دفعت بقوة للهدنة
وقالت المصادر إنه على أرض الواقع حكومة الاحتلال هي التي كانت تدفع بقوة نحو الذهاب للهدنة، خشية تدخل حركة حماس في المعارك، حال استمرت أكثر من ذلك.
وكشفت المصادر أن الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين شهدت اتصالات مكثفة، باشرها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة "الجهاد" زياد النخالة، جرى خلالها جميعاً التأكيد على توافق كافة الأطراف بشأن التمسك بالهدنة والتزام الجميع بها طالما التزمت باقي الأطراف.
مهمة الوفد المصري الإشراف على عملية نقل الأسير العواودة لتلقي العلاج خارج السجن
وبشأن التصريحات الإسرائيلية التي وُصفت بأنها تنصل من الاتفاقيات، قالت المصادر المصرية إن "تلك المواقف سياقها مفهوم، كونها تأتي في فترة انتخابية"، مضيفة أنها موجهة بالأساس للداخل الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه خلال الساعات القليلة القادمة سيتم البدء في تنفيذ كافة الاتفاقيات، وعلى رأسها نقل العواودة لتلقي العلاج في مستشفى خارج السجن تمهيداً لإطلاق سراحه.
وبحسب المصادر المصرية، فإن الوفد سيراقب التسهيلات التي تم الاتفاق عليها مع الجانب الإسرائيلي المتعلقة بالمعابر وإدخال شحنات الوقود لتشغيل محطة الكهرباء في قطاع غزة. وقالت المصادر إن الوفد من المقرر أن يلتقي بقيادتي "حماس" و"الجهاد" في قطاع غزة، لنقل رسائل الطمأنة بشأن التفاهمات، وقطع الطريق أمام أي فرصة لكسر الهدنة.