استمع إلى الملخص
- الرسالة تنتقد ادعاءات بأن الكنيس والجمعية اليهودية غير سياسيين، مشددة على أن دعم الجيش الإسرائيلي وأيديولوجيته يعتبر موقفًا سياسيًا يجب مواجهته.
- تتطرق الرسالة لمواضيع مثل خلط الصهيونية باليهودية واستخدام الخطاب الديني في دعم الجيش الإسرائيلي، مؤكدة على ضرورة إثارة نقاش حول هذه القضايا ومعارضة دعم الاحتلال الإسرائيلي.
نشرت صحيفة بوليتيكن الدنماركية، اليوم الثلاثاء، رسالة مفتوحة وقع عليها 18 شخصية يهودية في البلد معلنين رفض تمثيلهم من أشخاص يدعمون الجيش الإسرائيلي ويصلّون من أجله. هذا الإعلان غير المسبوق يأتي في سياق أن "الوقت حان لإجراء مناقشة مفتوحة حول الموقف السياسي الحقيقي لمؤسسة تمثيل الجالية اليهودية وكنيس كريستال غادا في كوبنهاغن (شارع الكريستال الذي زُعم أن منفذ هجوم كوبنهاغن في فبراير/شباط 2015، عمر الحسن، كان يستهدفه) وما الذي يعملون من أجله في الصراع الحالي (الحرب على غزة)".
وأشار اليهود الدنماركيون إلى أن هاتين المؤسستين (مؤسسة تمثيل الجالية اليهودية وكنيس كريستال غادا) تُقدمان بصفتهما ممثلتين للمجموعة اليهودية كلها "ومن المهم مناقشة الغرض من استخدام هذا التمثيل، ولا يمكننا تحت أي ظرف من الظروف أن نقبل الادعاء بأن الكنيس في كريستال غادا هو مكان غير سياسي، أو أن الجمعية اليهودية هي مجرد تجمع ثقافي وغير سياسي".
ولتوضيح موقفهم هذا قالوا: "إنه أمر سياسي عندما تدعم، بطريقة أو بأخرى، أيديولوجية سياسية وجيشاً ينتهك في الممارسة الاتفاقيات الدولية يومياً. وهذا ما تشير إليه تصرفات ممثلي الطائفة اليهودية والكنيس". ويشدد هؤلاء على أنه "نادراً ما تُناقش العلاقة المباشرة بين إسرائيل والكنيس اليهودي علناًَ". وقدم أصحاب الرسالة المفتوحة أمثلة على أسباب رفض الكنيس اليهودي تمثيل يهود الدنمارك قائلين: "في الصلاة القياسية يُبارك جنود الجيش الإسرائيلي (الذين يحرسون أرضنا)"، مضيفين أنها تنتهي بـ"لأن الرب إلهك الذي يسير معك، يشن عنك الحرب ضد أعدائك وينصرك! ونقول آمين".
ولتوضيح ما يجري باللغة العبرية، وفقاً للرسالة، يقدم هؤلاء بعض الجمل التي تُردد بوجود الصغار أثناء الصلوات: "فهي تستند إلى مراجع كتابية من مثل: يضع (الرب) مبغضينا تحتهم، وهي (برأيهم) اقتباس كتابي أطول قليلاً من كتاب المزامير، الفصل 47، الآية 4: "يجعل الأمم تحتنا، الأمم تحت أقدامنا". ومثل تلك اللغة بحسب الرسالة المنشورة في بوليتيكن تُستخدم بوجود الصغار في الكنيس اليهودي في كوبنهاغن "والصلاة من أجل الجيش الإسرائيلي ليست جزءاً واضحاً من العقيدة اليهودية"، كما تؤكد الرسالة.
ويمضي هؤلاء في السياق ذاته لتوضيح أن موقفهم المعارض لدعم الاحتلال الإسرائيلي يحتّم عليهم رفض الصلاة للجيش الإسرائيلي ولقوة عسكرية حديثة ومعيّنة "حيث طلب المدعي العام للمحكمة (الجنائية الدولية)، كريم خان، إصدار مذكرة اعتقال بحق قادة الجيش، وقد تواجه الدولة نفسها إدانة بتهمة الإبادة الجماعية".
على خلفية ذلك يذهب هؤلاء اليهود في سابقة تاريخية إلى رفع صوت مشترك وليس فردياً للتعبير عن "القلق من أن الصلاة قد تورّط المشاركين في خلط ديني لا ريب فيه، ليس بين الدين والقومية الإسرائيلية فحسب، بل بين القومية المتطرفة المتشددة الكتابية والمسيحانية".
نتنياهو بلسانين
ويقول هؤلاء بلغة مباشرة إن الصلاة تُؤدى بالعبرية "ولا نعتقد أن الكثيرين ممن يشاركون فيها يفهمونها بالفعل" ثم يمضون قائلين: "إنه يذكرنا بكيفية قيام القادة الإسرائيليين بحفظ كلماتهم الأكثر عدوانية وإبادة جماعية في خطاباتهم باللغة العبرية".
وقدم هؤلاء مثالاً على ذلك: "ففي في 24 مايو/أيار الماضي، أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خطابين منفصلين انتقد فيهما المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وانتهي في نسخته الإنكليزية، بعد أن وصفه بأنه متهم بمعاداة السامية وشبّهه بقاض نازي، بعبارة أنه: لن يحدث ذلك مرة أخرى (في إشارة إلى الشعار الذي رفع تعهداً بعدم السماح بعودة حكم النازية مجدداً)"، مشددين بالقول: "لكنه في نسخته العبرية أشار مرة أخرى إلى العماليق ثم إلى إبادة الأطفال والماشية، عبر اقتباس من صموئيل الأول".
خلط الصهيونية باليهودية
وأشار هؤلاء بوضوح إلى قضية جدلية لم تطرح سابقاً سوى من معسكر تأييد الحقوق الفلسطينية متعلقة بما سمّوه "المثل على الخلط بين اليهودية وإسرائيل هو ربط العلاقة المباشرة بين الطائفة اليهودية والصهيونية". ووضحوا ما سمّوه "الدعاية الإسرائيلية الفاضحة من الجمعية الصهيونية في الدنمارك"، وذلك "من خلال قيامهم بنشر الاتهام الإسرائيلي المثير للسخرية في الأول من فبراير/شباط الماضي عن أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إرهابية، مصورين إياها على أنها تضم نازيين يقرأون كتاب كفاحي لأدولف هتلر ويحتجزون إسرائيليين في مكاتبهم".
وقدموا ما جرى مع الحاخام يائير ميلكيور، المفترض بحسب وجهة نظرهم أن يمثّل المنظور اليهودي، حين سُئل في إحدى مدارس الفعاليات عما إذا كان صهيونياً، فأجاب: "نعم، أنا صهيوني، ويجب أن يكون لليهود وطنهم الخاص، ولكنك أيضاً كصهيوني يمكنك أن تؤمن بدولة فلسطينية"، متسائلين: "من الجيد أنه يمكنك تصديق ذلك، فماذا تفعل كصهيوني لجعل ذلك حقيقة؟".