أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية منذر أبو أحمد بعد زيارته للأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات، آخر أسرى "نفق الحرية" المعاد اعتقالهم، أنهما تعرضا لمحاولتي اغتيال، وللتعذيب بعد الاعتقال.
ونقل أبو أحمد عن الأسيرين قولهما إنهما تعرضا لإطلاق نار منذ اليوم الأول لخروجهما من سجن جلبوع في منطقة العفولة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وثاني إطلاق نار كان في منطقة سالم غرب جنين، وبعد ذلك اجتازا حواجز الاحتلال وتمكنا من الدخول إلى جنين.
وأشار محامي هيئة الأسرى إلى أن أيهم كممجي كان موجودا في مخيم جنين منذ اليوم الثالث للفرار، والتقى مع مناضل بعد ستة أيام من تاريخ انتزاع الحرية من سجن جلبوع.
ونقل المحامي منذر أبو أحمد عن أيهم أن حلمه كان أن يزور قبر والدته في جنين.
ووفق المحامي، فقد تعرض أيهم للتنكيل والتعذيب منذ لحظة اعتقاله فجر اليوم، حتى وصوله إلى معتقل الجلمة وهو بحاجة إلى طبيب، لكنه بصحة جيدة رغم الآلام في الرقبة والكتف.
وكان نادي الأسير الفلسطيني قد حذّر، اليوم الأحد، من استفراد جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي "الشاباك" بالأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات، بعد اعتقالهما فجر اليوم في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الأسيرين أيهم كممجي ومناضل نفيعات قد يتعرضان لمدة تحقيق أطول عن بقية الأسرى الأربعة الذين فروا من سجن جلبوع، مشيراً إلى أنهما قد يتعرضان لعمليات تعذيب خلال التحقيق.
وأوضح أن إطالة مدة التحقيق بطريقة مختلفة عن رفاقهم الأسرى الأربعة الذين اعتقلوا الأسبوع الماضي، تأتي بسبب اعتقاد مخابرات الاحتلال أن مدة فرارهما قد طالت، إضافة لوصولهما إلى جنين، حيث سيعمل جهاز "الشاباك" على معرفة كيفية وظروف وصولهما.
وفي ما يتعلق بقضية متابعة الأسيرين نفيعات وكممجي قانونيًا، قال فارس: "إن إسرائيل دولة خارجة عن القانون، لكن بما أنها دولة تحت رقابة الإعلام حتى دوليا بشأن هذه القضية، فإنها تحاول الظهور وكأنها تطبق نصوص القانون"، داعياً المحامين والصليب الأحمر الدولي للإسراع بزيارتهما حتى لا تطول مدة استفراد "الشاباك" بهما.
من جانب آخر، قال نضال، شقيق الأسير مناضل نفيعات، لـ"العربي الجديد": "إن العائلة استفاقت منتصف الليل على خبر محاصرة أحد المنازل في الحي الشرقي بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، من دون أن تعلم إن كان ابنها مناضل في ذلك المنزل (...) لم تكن العائلة تعلم عنه أي شيء منذ خروجه من سجن جلبوع مع الأسرى الخمسة".
وأضاف نفيعات أن "العائلة ظلت تتابع وسائل الإعلام منذ أربعة عشر يوما لمعرفة مصير مناضل والأسرى الذين انتزعوا حريتهم"، مشيراً إلى أن العائلة توجهت فورًا إلى المنزل الذي يوجد فيه مناضل حين علمت بمكانه، إلا أنها لم تتمكن من رؤيته بسبب وصول قوات الاحتلال واعتقاله هو ورفيقه أيهم.
وأكد أن العائلة توجهت إلى المنزل للاطمئنان عليهما، وقال: "توجهنا لأننا كنا نجهل أي شيء، ذهبنا لنعرف مصيره، هل أصيب؟ هل استشهد؟ هل كان بخير؟".
وأفاد نفيعات بأن أصحاب المنزل وشهود العيان أكدوا للعائلة أن الأسيرين اعتقلا بصحة جيدة ولم يكونا مصابين، محذراً من تعرضهما لأي سوء خلال فترة التحقيق، معربًا عن تخوفه من تعرضهما لتحقيق عسكري قاس، خاصة بعد ما تعرض له الأسرى الأربعة الذين أعيد اعتقالهم خلال فترة التحقيق.
ونفى نفيعات رواية الاحتلال بأن أحد أفراد عائلته اتصل بشقيقه، وأن مخابرات الاحتلال علمت عن مكانه بسبب ذلك الاتصال، مشيراً إلى أن ذلك تلفيق إسرائيلي يحاول الاحتلال من خلاله دبّ الفتنة، إذ يؤكد أن العائلة لم تكن تعلم أن ابنها قد وصل إلى جنين، ولم يكن لديها وسيلة اتصال معه، كما يؤكد أنها علمت من أصحاب المنزل الذي اعتقل منه أنه وصل إليه قبل ساعة فقط من عملية الاعتقال.
ويقول نفيعات إن الأيام الـ14 الماضية كانت صعبة على العائلة، حيث كانت تترقب أي خبر حول مناضل، كما يشير إلى أن والدته كانت قلقة طيلة الوقت في انتظار أي خبر عنه.
ونفيعات، من بلدة يعبد في جنين، معتقل إداري (بلا تهمة) قضى في آخر اعتقال 19 شهرا، وكان قد أحيل إلى المحاكمة بقضية لاحقا، ولم يصدر بعد حكم عليه وفقا لتلك القضية، وهو أسير سابق قضى في سجون الاحتلال ما مجموعه قرابة 6 سنوات في أكثر من اعتقال، أما الأسير أيهم نايف كممجي (35 عاما)، من بلدة كفر دان غرب جنين، فمعتقل منذ عام 2006 ومحكوم مدى الحياة.
من جهته، يقول محرّم، شقيق الأسير أيهم كممجي، لـ"العربي الجديد"، إن شقيقه اتصل بوالده قبل اعتقاله بلحظات، مشيرًا إلى أن العائلة لم تعرف شيئًا عن أيهم منذ تاريخ هروبه حتى الاتصال بوالده الساعة الواحدة والنصف فجرا.
ويضيف أن شقيقه أيهم قال لوالده خلال الاتصال: "أنا محاصر في الحارة الشرقية في جنين، ينادون عليّ وسأسلم نفسي؛ حفاظا على حياة الناس الذين أُوجد عندهم"، بعدها دعا له والده بالرضى وطلب منه أن يحافظ على نفسه.
ويقول محرم إنه كان اتصالا مفاجئا لم تتوقعه العائلة، وتابع: "كانت العائلة تتوقع أن يأتي اتصال أيهم من غزة أو من خارج فلسطين، لكن أن يكون بجانبنا هنا بجنين، ولا نعلم أين كان منذ 13 يوما (...)، لقد كان ذلك مفاجئا".
واستقبلت العائلة الاتصال بفرح كما يروي شقيقه، متمنية أن تحدث صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة في غزة.
وتعتبر العائلة تسليم أيهم نفسه خوفًا من التسبب بأذى لأصحاب المنزل "شيئًا كبيرًا"، قائلة "لقد ضحى لكي لا يتأذى غيره، واعتبر أن حياة الناس في المنزل أكثر أولوية".
وتؤكد عائلته أنه لطالما سعى للحرية، فهو قبل اعتقاله لدى الاحتلال هرب من سجن يتبع للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبعد اعتقاله، وتحديدا في العام 2014، حاول الهرب من سجون الاحتلال. واعتقل أيهم عام 2006 وحكم بمؤبدين، قضى منهما 16 عاما.