روحاني في احتفال مختلف بذكرى الثورة الإيرانية: نعتز بالتفاوض مع الأعداء

10 فبراير 2021
روحاني دافع عن سجل الإنجازات خلال ولايتيه منذ عام 2013 (Getty)
+ الخط -

كان الاحتفال بالذكرى الـ42 للثورة الإسلامية في إيران مختلفا عن سابقاته هذا العام، بسبب ظروف تفشي كورونا، إذ شاركت حشود إيرانية في مسيرات رمزية بالسيارات والدراجات النارية بهذه الذكرى في المدن والمحافظات، لكن السلطات الإيرانية، على غير عادة في هذه المناسبة، استعرضت صواريخ ومعدات عسكرية.  
في السياق، استعرض "الحرس الثوري" الإيراني صواريخ باليستية من طرازات "ذو الفقار بصير"، و"دزفول" و"قيام"، فضلاً عن منظومة "سوم خرداد" للدفاع الجوي التي أسقطت طائرة "غلوبال هوك" المسيرة الأميركية العملاقة في أجواء الخليج عام 2019، وكاد الحادث أن يفجر مواجهة عسكرية مع واشنطن.  
وفي كلمة متلفزة في هذه المناسبة، وهي الأخيرة له بصفته رئيساً لإيران، خصص الرئيس الإيراني حسن روحاني الجزء الأكبر منها للدفاع عن سجل حكومته في ولايتيه منذ عام 2013، مقدماً جرداً عن سجلها في المجال الاقتصادي ليتحدث عن إنجازات اقتصادية في ظروف العقوبات. 
لكن روحاني، في الوقت ذاته، حمّل الحرب الاقتصادية، التي تتعرض لها إيران على خلفية العقوبات الأميركية القاسية وفيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية، مسؤولية الإخفاقات، مضيفا أنه "لولا هذه الحرب والعقوبات لكانت ظروفنا مختلفة اليوم وحققنا جميع أمنياتنا". 
وقال الرئيس الإيراني إن بلاده واجهت 4 تهديدات معاً خلال العام الأخير، مشيراً إلى أنها الحرب الاقتصادية الأميركية "القصوى" وتداعيات فيروس كورونا والضغوط الإعلامية والتهديدات العسكرية. 
وأضاف أن عهد الضغوط القصوى والحرب الاقتصادية القصوى "قد ولى، لكننا بحاجة للصبر لتحقيق النصر النهائي"، مشيرا إلى أن بلاده "هزمت" الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب و"منعته من تحقيق أهدافه"، معتبراً أن "العالم مدين للشعب الإيراني في هزيمة ترامب" في الانتخابات، قائلا إنه بمقاومته لعب دورا في هذه الهزيمة. 

شدد مجلس "تنسيق الإعلام الإسلامي" على أن "الرهان على الأجانب والتخوف من الأعداء خطأ كبير لا يغتفر"

 

وأشاد روحاني بالتعامل الإيراني مع مسألة الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، ليقول إن طهران من خلال بقائها في الاتفاق "منعت ترامب من تحقيق الانتصار"، مضيفا أنه "لو كنا قد انسحبنا من الاتفاق لعادت جميع العقوبات"، في إشارة إلى العقوبات الأممية. 
كما تفاخر بالتفاوض مع "الأعداء" قائلاً "إننا نعتز بالتفاوض مع الأعداء وهو ليس أمراً سلبياً ومن مستلزمات الحكم"، معتبراً أن هذا التفاوض هو "تراث الرسول الأعظم الذي عقد الصلح مع الأعداء" وحفيده الإمام حسن بن علي، في إشارة غير مباشرة إلى صلحه مع معاوية بن أبي سفيان.  
وقال الرئيس الإيراني إنه بعد فوزه عام 2013 كان يسعى إلى اتباع سياسة "التعامل البنّاء" مع العالم، تلبية لمطالب الناخبين. 
وفي ما يتعلق بأزمة الاتفاق النووي، جدد التأكيد على موقف إيران في هذا الخصوص، مؤكدا أن عودتها إلى تنفيذ تعهداتها النووية مشروطة بعودة مجموعة 1+5 إلى "جميع التزاماتها"، مؤكدا أن "لا خيار آخر أمام العالم والمنطقة، وهذا هو المسار السياسي وطريق الاتفاق مع العالم". 

تقارير دولية
التحديثات الحية

وأشار روحاني إلى الاستحقاق الرئاسي في إيران خلال يونيو/حزيران المقبل، داعيا الشعب الإيراني إلى المشاركة فيه بكثافة، وقال "إذا كان انتخابنا جيدا فمستقبلنا سيكون جيدا، وإذا كان سيئا فمستقبلنا سيكون سيئا". وتوقع روحاني "سنوات أفضل" للشعب الإيراني خلال المرحلة المقبلة.  

وفي ختام المسيرات الرمزية، أذاع مجلس "تنسيق الإعلام الإسلامي"، الذي ينظم هذه المسيرات، بياناً بثه التلفزيون الإيراني، حذر فيه "الإدارة الديمقراطية الأميركية من أخطاء فادحة في الحسابات"، مشيراً إلى تصريحات المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الأخيرة حول الاتفاق النووي، وشدد على ضرورة "إلغاء جميع العقوبات عمليا وليس على الورق، فحينئذ سنعود نحن أيضا إلى تعهداتنا". 
كما حذر البيان من "مؤامرة" الولايات المتحدة ومن وصفهم بأنهم "المنخدعون الوقحون والمستغربون في الداخل" من "فتنة إيجاد اليأس والإحباط" في الشارع، مؤكدا "سنفشل هذه الفتنة". 
وشدد مجلس "تنسيق الإعلام الإسلامي" على أن "الرهان على الأجانب والتخوف من الأعداء خطأ كبير لا يغتفر"، قائلا "لن نتحمل أي تراخٍ وانفعال تجاه العدو في المجالات السياسية والاقتصادية والدولية". 
مجلس "تنسيق الإعلام الإسلامي" هو حسب ميثاقه "مؤسسة عامة غير حكومية تتولى مسؤولية التخطيط والتنسيق ورسم السياسات والإشراف والتنفيذ في إقامة المراسيم الرسمية والمناسبات العامة للجمهورية الإسلامية"، ويختار المرشد الإيراني الأعلى رئيس المجلس.  
وعلى صعيد آخر، قلل المساعد الأعلى للمرشد الإيراني في الشؤون العسكرية الجنرال يحيى صفوي من تهديدات "أعداء" بلاده العسكرية، وقال إنه "لا يمكنهم إيجاد تهديدات عسكرية جادة ضد إيران".  
وحذر صفوي، وفق وكالة "إيلنا"، من اختراق أجهزة الدولة من قبل الأجانب، قائلا إن "النفوذ والاختراق أحد أهم مشاريع الأجهزة السياسية والأمنية للأعداء"، وأضاف أن "العناصر الإنسانية المخترقة في مختلف أجهزة الثقافة والسياسة والاقتصاد تسعى إلى اتخاذ قرارات خاطئة".  

المساهمون