قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الأربعاء، إنّ الجيش الروسي حوّل محطة زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، إلى قاعدة عسكرية، بعدما استولى عليها في مارس/ آذار الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الروسي نشر أكثر من 500 جندي في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، كما قام بنشر بطاريات مدفعية ثقيلة وزرع ألغامًا مضادة حول الخزان الذي تبرّد مياهه المفاعلات في المحطة.
من جانبها، قالت شركة الطاقة الحكومية الأوكرانية التي لا تزال تدير المحطة، إن القوات الروسية تهدد بتجفيف برك التبريد للعثور على أي أسلحة يشتبه في أن يكون مقاتلو المقاومة الأوكرانية قد خبؤوها تحت الماء. وأشارت إلى أن هذه الخطوة تشكل تحديًا خطيرًا للمحطة التي تعتمد على التدفق المستمر للمياة المفلترة لتبريد المفاعلات وقضبان الوقود المستهلك.
ورغم أن الجيش الأوكراني يسيطر على البلدات المنتشرة على الشاطئ المقابل على بعد نحو 3 أميال، إلا أنه لا يرى وجود طريقة سهلة لمهاجمة المحطة نظرًا إلى الخطر الناجم عن اندلاع معارك مدفعية حول المفاعلات النووية النشطة.
وقالت الصحيفة إن سيطرة الجيش الروسي على المحطة يزيد من حدّة أزمة السلامة للمنشأة الضخمة وآلاف العاملين فيها، مع استخدامها كـ"درع حام" تفاديًا لهجوم مضاد من القوات الأوكرانية، فضلا عن نشر القوات الروسية مركبة مدفعية من طراز Smerch، الشهر الماضي، قرب المجمع، عدا عن قاذفات صواريخ غراد ودبابات وناقلات جند.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي قوله: "إنهم يحتفظون بها كقاعدة لمدفعيتهم، ويدركون أن أوكرانيا لن ترد على هجماتهم من هناك". فيما قال وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاغورودنيوك: "يبدو أن هذا هو أحد التكتيكات الروسية عبر اتخاذ البنية التحتية الحيوية واستخدامها كدرع"، مضيفا "لن نقتحم المصنع (...) الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي محاصرته، وأخذ المناطق المحيطة، ومطالبتهم بالمغادرة".
ويخشى موظفو المحطة وعائلاتهم من أن تؤدي عسكرة المحطة إلى احتمال اندلاع حادث آخر مثل كارثة تشيرنوبيل، التي تعد أسوأ كارثة نووية وقعت في العالم.
وقالت الهيئة التنظيمية النووية التابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن الاتصال قد توقف في المحطة مدة ثلاثة أيام قبل استعادته لاحقًا.
وهذه هي المرة الثانية منذ الغزو الروسي التي يفقد فيها المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا الاطلاع على الكاميرات والأدوات التي تنقل عادةً لقطات أمنية وقراءات السلامة من المجمع.
إلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الجنود المتمركزين في المحطة باتوا يعتمدون على استراتيجية الابتزاز بشكل روتيني بحق العمال الأوكرانيين في المحطة، والبالغ عددهم 11 ألف عامل، إذ تختطف القوات الروسية 40 منهم حاليًا، وتطالب بفدية مقابل إطلاق سراحهم.
ويقول خبراء السلامة النووية إنه من الصعب تقييم المخاطر الناجمة عن زراعة الألغام الأرضية والمدفعية في المحطة دون زيارة خبراء مستقلين للموقع، فيما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي حاولت منذ أشهر دون جدوى التفاوض على اتفاق وممر آمن لإجراء تفتيش للموقع، إن جميع ما تسميه "الركائز السبع للسلامة النووية" تقريبا قد تعرضت للخطر في زابوريجيا، بما في ذلك السلامة المادية للمبنى، والرصد المنتظم للإشعاع خارج الموقع، والتدفق المستمر لقطع الغيار والوقود والإمدادات.