روسيا تسحب البساط من تحت "اللواء الثامن" تمهيدا لنقل عناصره إلى البادية السورية 

10 يناير 2022
تمهيد "اللواء الثامن" لنقله إلى البادية لمحاربة "داعش" (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تحاول روسيا سحب البساط من تحت "اللواء الثامن"، يقيادة أحمد العودة (القيادي السابق في المعارضة السورية)، من خلال تحجيم دور اللواء في محافظة درعا، جنوب سورية، بعد نسبهِ إلى "شعبة المخابرات العسكرية" التابعة للنظام السوري، والتضييق على عناصره من خلال اقتطاع الرواتب وتخفيضها، بالإضافة  إلى تجهيز مهمات لعناصر اللواء من قبل القوات الروسية لإرسالهم إلى البادية السورية لمواجهة خلايا تنظيم "داعش".

وعجزت روسيا والمليشيات المساندة لها، بما فيها المدعومة إيرانيا، عن كبح تعاظم نشاط خلايا "داعش" خلال العام الماضي، والذي نفذ هجمات مباغتة ضمن المناطق التي يُسيطر عليها النظام السوري في البادية، وأدت لمقتل وجرح العشرات من قوات النظام، والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران.

وأكد "تجمع أحرار حوران" (تجمع صحافيين ينقلون أحداث الجنوب السوري)، أن القوات الروسية أوقفت الرواتب الشهرية لعناصر "اللواء الثامن"، التابع لـ "الفيلق الخامس" في درعا، وذلك للضغط على قيادة اللواء من أجل القبول بإنشاء معسكر لهم في منطقة السخنة بريف حمص الشرقي، ضمن البادية السورية.

وأوضح التجمع أن "روسيا أبلغت قيادة اللواء الثامن بقرب إغلاق معسكر اللواء في (معسكر سلمى) في ريف محافظة اللاذقية، وتوزيع نقاط عسكرية دائمة للواء في البادية السورية، للبدء بمعركة ضد تنظيم (داعش) فيها"، مُشيراً إلى أن "الأمر واجهته قيادة اللواء الثامن بالرفض، لاسيما أن اللواء سيعمل هناك برفقة المليشيات الإيرانية ولواء القدس".


ولفت التجمع نقلاً عن مصدر في "اللواء الثامن" إلى أن "اللواء لم يعد يملك السلطة على المنطقة كما كان منذ تأسيسه، وخصوصاً بعد تحويل تبعيته إلى (شعبة المخابرات العسكرية 265)، في محافظة السويداء، في سبتمبر/أيلول الفائت"، منوهاً إلى أن "أي مشكلة تحدث مع عناصر اللواء تدرس في الشعبة وليس في مقر اللواء في مدينة بصرى الشام".

بدروه، أكد الناشط أبو البراء الحوراني، وهو عضو في التجمع، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه "في الآونة الأخيرة بلغ عدد العناصر المُسجلين ضمن القوائم نحو 1600 عنصر، مُعظمهم عناصر سابقون منشقون عن النظام السوري، وعاملون أيضاً في فصائل الجيش الحر التابعة المعارضة السورية"، لافتاً إلى أن "هؤلاء العناصر رفضوا الخدمة العسكرية ضمن صفوف قوات النظام لأنهم كانوا يعتقدون بأن اللواء الثامن سوف يبقى ضمن محافظة درعا، جنوب سورية".

وأضاف الحوراني، "بعد السنة الأولى من التسوية، بدأت ملامح الظهور للنوايا الروسية بعدم تطبيق هذا الاتفاق، وبدأت القوات الروسية بإرسال عناصر اللواء الثامن إلى مناطق بعيدة مثل البادية في محافظة السويداء، وإلى معسكر سلمى، شمالي شرق محافظة اللاذقية"، موضحاً: "والآن بدأت روسيا تطالب بإخلاء عناصر اللواء الثامن في معسكر سلمى بريف اللاذقية بُغية إرسالهم إلى بادية محافظة حمص الشرقية لمقاتلة خلايا تنظيم (داعش)".

ولفت الحوراني إلى أن "كل عنصر يعمل ضمن اللواء الثامن تقاضى 300 دولار أميركي، عن ثلاثة أشهر في يونيو/ حزيران العام الفائت إبان الحملة العسكرية على منطقة درعا البلد، وذلك بعد قطع للرواتب دام لقرابة ثلاثة أشهر متتالية".

واضاف الحوراني، أنه "منذ توقيع اتفاق التسوية 2018 في الجنوب السوري وحتى مارس/ آذار العام الفائت كان عناصر اللواء يتقاضون 200 دولار أميركي رواتب شهرية"، مؤكداً أن "رواتب عناصر اللواء الثامن توقفت من بداية سبتمبر العام الفائت وحتى الآن، من بعد ما أصبحت تبعية اللواء الثامن إلى شعبة المخابرات العسكرية 265 في محافظة السويداء".

إلى ذلك، أشارت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية لـ "العربي الجديد"، إلى أن "القوات الروسية إلى جانب قوات الفرقة 25 مهام خاصة، وقوات الفيلق الخامس المدعومين من روسيا، بدأوا منذ شهرين بتجهيز محارس على الطريق الواصل بين بادية مدينة السخنة شرق محافظة حمص، وبادية الرصافة جنوبي غرب محافظة الرقة".

وأضافت المصادر، أن "الهدف من إنشاء المحارس يأتي في إطار التجهيز لنشر عناصر ضمنها، سواء من خلال تجنيد مدنيين وعسكريين يقيمون ضمن مناطق سيطرة النظام عن طريق سماسرة يعملون لصالح شعبة المخابرات العسكرية، بالإضافة لعناصر يعملون لصالح القوات الروسية"، مؤكدةً أن "ذلك يأتي بهدف حماية القوافل النفطية التابعة لقوات النظام من هجمات تنظيم (داعش)، والتي تعاظم نشاطها خلال العام الفائت ضمن البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري، والممتدة من مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وصولاً إلى بادية مدينة السخنة شرق محافظة حمص".