روسيا تسحب 40% من قدراتها العسكرية في سورية

23 ديسمبر 2024
طائرة عسكرية روسية تقلع من مدرج قاعدة حميميم، 19 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحبت روسيا من سوريا بسحب 40% من قواتها، ونقل المعدات من قواعد حميميم وطرطوس إلى روسيا وليبيا، مع نقل ألف عنصر إلى بنغازي.
- سحبت القوات الأمريكية جزءًا من عتادها من قاعدة حقل العمر إلى قاعدة الشدادي بعد زوال المخاطر الإيرانية، دون انسحاب كامل.
- شهد شمال سوريا توترات عسكرية مع تعزيزات تركية وهجوم "قسد" على الجيش الوطني السوري، وسط محاولات لاستعادة المواقع المفقودة وقصف تركي على عين العرب.

تواصل روسيا سحب قواتها من سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، إذ سحبت حتى الآن حوالي 40% من قدراتها العسكرية في سورية، باتجاه روسيا وليبيا. وقال المرصد "أبو أمين - 80" العامل ضمن وحدات الرصد والمتابعة التابعة لإدارة العمليات العسكرية، لـ"العربي الجديد"، إن طائرات روسية من طراز "أنتونوف أن - 22" (البجعة العملاقة)، و"L76 - يوشن" و"L50 - يوشن" و "L22 - يوشن" تشحن يومياً معدات عسكرية من قاعدة حميميم الجوية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية شمال غرب سورية، إلى روسيا، وقاعدة  وقاعدة "بينيا" في بنغازي الليبية الواقعة ضمن مناطق سيطرة "الجيش الوطني الليبي" (قوات حفتر).

ولفت "أبو أمين - 80" إلى أن السفن الروسية تُشارك أيضاً يومياً في نقل المعدات العسكرية من قاعدة طرطوس البحرية باتجاه روسيا، مؤكداً أن العتاد العسكري الروسي المنسحب من سورية بلغ حوالي 40% منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وكان "العربي الجديد" قد حصل على معلومات من إدارة العمليات العسكرية في 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تؤكد أن روسيا سوف تسحب جميع قواتها العسكرية من سورية في غضون شهر، مُشيرةً إلى أن روسيا سحبت جزءاً من قواتها العسكرية القتالية من قاعدة حميميم في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية، ومن قاعدة طرطوس البحرية إلى روسيا وليبيا.

ونقلت روسيا في الأيام الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد حوالي ألف عنصر بينهم ضباط، معظمهم من قوات "الفيلق الخامس"، وآخرون من قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" التي كانت تدعمهم في سورية، من قاعدة حميميم إلى مطار بنغازي الذي تُسيطر عليه قوات حفتر في ليبيا، وفق تلك المصادر التي أشارت إلى أن بعض هؤلاء المقاتلين الذين جرى نقلهم لديهم سجل إجرامي في سورية.

واشنطن تسحب سلاحاً نشرته سابقاً لمواجهة المخاطر الإيرانية شرقي سورية

إلى ذلك، سحبت القوات الأميركية، العاملة تحت مظلة قوات التحالف الدولي، ليل الأحد - الاثنين، جزءاً كبيراً من السلاح الأميركي المنتشر ضمن قاعدة حقل العمر (النفطي) في ريف محافظة دير الزور الشرقي، شرق سورية، إلى قواعدها العسكرية المنتشرة في ريف محافظة الحسكة، شمال شرق البلاد.

وقال الناشط جميل الحسن، العامل لدى شبكة "رُكن الشرقية" (المهتمة بأخبار محافظة دير الزور وريفها)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأميركية المنتشرة ضمن قاعدة حقل "العمر" (النفطي) بريف دير الزور الشرقي، شرق سورية، سحبت ليل الأحد - الاثنين جزءاً كبيراً من عتادها العسكري المنتشر ضمن القاعدة باتجاه قاعدة قوات التحالف الدولي ضمن منطقة الشدادي التي تتخذها القوات الأميركية قاعدة لها في ريف محافظة الحسكة الجنوبي، شمال شرق البلاد.

وبيّن الحسن أن طائرة مروحية هبطت في قاعدة الشدادي بعد وصول الآليات العسكرية المنسحبة من قاعدة حقل العمر، مرجحاً أن تكون الطائرة المروحية قد نقلت ضباطاً من القوات الأميركية من الشدادي إلى قواعد التحالف الدولي في إقليم كردستان العراق. وأكد المتحدث ذاته أن عدد الآليات التي انسحبت من قاعدة حقل العمر (النفطي) يُقدر بحوالي 70 آلية عسكرية من ضمنها أنظمة دفاع جوي ومدافع وصواريخ ومعدات لوجستية، وآليات أخرى بحاجة إلى صيانة، موضحاً أن العتاد المُنسحب من القاعدة هو عتاد عسكري قتالي كان الهدف منه مواجهة المخاطرة الإيرانية قُبيل سقوط نظام بشار الأسد في المنطقة الشرقية.

وأشار الحسن إلى أن "هذا الانسحاب لا يُعد انسحاباً كاملاً للقوات الأميركية من قاعدة حقل العمر، وإنما سحب للأسلحة التي لم يعد هناك أهمية لانتشارها ووجودها في المنطقة، لا سيما أن مخاطر المليشيات الإيرانية زالت من المنطقة مع سقوط نظام بشار الأسد في الـ8 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري".

من جهة أخرى، دفعت القوات التركية بتعزيزات عسكرية ضخمة ضمت مدافع ميدانية ودبابات، اليوم الاثنين، إلى منطقة سروج التركية الحدودية مع مدينة عين العرب (كوباني) التي تستولي عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بريف حلب الشرقي، شمال سورية.

في موازاة ذلك، شنت قوات "قسد"، فجر اليوم الاثنين، هجوماً على مواقع ونقاط الجيش الوطني السوري، وسيطرت على قرى قشلة وخربة تويني وحاج حسين وسعيدين بريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب، شمال سورية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، في حين تحاول فصائل الجيش الوطني السوري من خلال هجوم مضاد استعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها، في ظل قصف مدفعي تركي على مواقع قوات "قسد" في مدينة عين العرب شرقي محافظة حلب، شمال سورية.

المساهمون