ذكرت وكالة "تاس" للأنباء، اليوم الخميس، نقلاً عن مبعوث روسيا الخاص بسورية، ألكسندر لافرنتييف، أنّ روسيا حاولت إقناع تركيا بـ"إلغاء" خطط العملية العسكرية المرتقبة شمالي سورية، وذلك خلال محادثات في كازاخستان، أمس الأربعاء.
ونقلت "تاس" عن لافرنتييف قوله: "حاولنا إقناعهم بأنه يتعين حل الأمر عبر وسائل سلمية دون اللجوء إلى العنف، لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد".
وكانت وكالة الإعلام الروسية قد نقلت عن لافرنتييف، قوله، الأربعاء، إنّ روسيا تعتبر عملية تركيا العسكرية المحتملة في سورية "عملاً غير حكيم"، لأنها قد تتسبب في تصعيد الوضع وزعزعة الاستقرار.
وقال لافرنتييف أيضاً إنّ موسكو لم تعد تعتبر جنيف مكاناً مناسباً للمحادثات بين السوريين، وفق ما ذكرته وكالة "تاس" للأنباء.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت موسكو ستغض الطرف عن أي جزء من عملية تركية في شمال سورية مقابل استمرار أنقرة في منع دخول فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال المسؤول الروسي: "أما بالنسبة للتبادلات المحتملة حول موقف تركيا بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو مقابل أن نغض الطرف عن عملية تركية في شمال سورية، فلا يوجد شيء من هذا القبيل". وشدد على أن بلاده "لا تتخلى عن حلفائها في المنطقة".
وتختتم، اليوم الخميس، في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، أعمال الجولة 18 من مسار المفاوضات بصيغة أستانة حول سورية.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجولة تناقش على مدار يومي الأربعاء والخميس، الوضع الراهن في مناطق خفض التوتر وخطوط التماس شمال غربي سورية، والعملية العسكرية التركية، إضافة إلى موضوع المساعدات الإنسانية، وعمل اللجنة الدستورية.
ويشارك في الاجتماعات وفد من روسيا برئاسة لافرنتييف، إضافة لوفد إيراني يرأسه كبير مساعدي وزير الخارجية للمسائل السياسية الخاصة علي أصغر خاجي.
ويشارك في الاجتماعات أيضاً وفد المعارضة السورية، ووفد الدول الضامنة، إضافة إلى مشاركة وفود من الأردن والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي بصفة مراقبين. ويرأس وفد الأمم المتحدة كبير موظفي مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية روبرت دانا.
وتستهدف العملية العسكرية التركية المرتقبة في سورية، بشكل متزامن، منطقتي تل رفعت ومنبج، وحددت صحيفة "حرييت" التركية، في تقرير لأبرز كتابها، الإثنين، فترة ما بعد عيد الأضحى المقبل، موعداً للعملية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن، أكثر من مرة، أنّ تركيا عازمة على استكمال تنفيذ المنطقة الآمنة، وتطهير المناطق التي تنطلق منها هجمات مسلحة تستهدف القوات التركية وقوات "الجيش الوطني"، وتقلق المناطق الآمنة، في ظل اعتراض أميركي على العملية العسكرية الجديدة.
ولا يبدو حتى الآن أن تركيا حصلت على ضوء أخضر من الروس والأميركيين لشن عملية واسعة النطاق ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بهدف توسيع "المنطقة الآمنة" في الشمال السوري، إلا أن المعطيات تشير إلى أنّ الجيش التركي لن يتراجع عن خططه في استهداف هذه القوات مرة ثالثة.
(رويترز، العربي الجديد)