"رويترز": ديمقراطيان يطالبان بالتحقيق مع صهر ترامب كعميل أجنبي غير مسجل لصالح السعودية

25 أكتوبر 2024
كوشنر وزوجته يصلان الديوان الملكي السعودي بالرياض، 20 مايو 2017 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طلب السيناتور وايدن والنائب راسكين تعيين محقق خاص للتحقيق في احتمال عمل جاريد كوشنر كعميل أجنبي غير مسجل للسعودية، مستندين إلى تقرير عن مناقشاته مع ولي العهد السعودي حول الدبلوماسية الأميركية السعودية بعد تركه العمل الحكومي.

- استثمرت السعودية ملياري دولار في شركة "أفينيتي بارتنرز" التي أسسها كوشنر، مما أثار انتقادات حول تضارب المصالح، بينما نفت الشركة وكوشنر ذلك واعتبروا طلب التحقيق محاولة سياسية.

- تأتي هذه التطورات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يتمتع المحققون الخاصون باستقلالية أكبر، بينما تعقد مواقف السعودية جهود التطبيع مع إسرائيل.

طالب الرئيس الديمقراطي للجنة المالية في مجلس الشيوخ الأميركي ونائب بارز في مجلس النواب من وزير العدل، أمس الخميس، تعيين محقق خاص للتدقيق في احتمال عمل جاريد كوشنر صهر الرئيس السابق دونالد ترامب كعميل أجنبي غير مسجل لصالح السعودية، وفقا لما ورد في رسالة من المشرعين.

واستندت رسالة السيناتور رون وايدن والنائب جيمي راسكين على تقرير نشرته "رويترز" في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي أشار إلى أن كوشنر ناقش في مناسبات متعددة، بعد أن ترك عمله في الحكومة، الدبلوماسية الأميركية السعودية بشأن إسرائيل مع الحاكم الفعلي للمملكة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكتب وايدن وراسكين في الرسالة المؤلفة من ثماني صفحات إلى وزير العدل ميريك جارلاند "هذا الكشف مزعج جدا، لأن السيد كوشنر كان يؤثر فيما يبدو على السياسة الخارجية الأميركية من خلال العمل كمستشار سياسي للحكومة السعودية بينما يقبل أموالها أيضا". ولم تتحدث تقارير من قبل عن الرسالة. وأضافت الرسالة أن "قرب السيد كوشنر من الرئيس ترامب واحتمال التدخل السياسي يسوغان تعيين محقق خاص".

واستثمرت السعودية ملياري دولار في شركة الاستثمارات الخاصة أفينيتي بارتنرز التي أسسها كوشنر في عام 2021 بعد تركه الحكومة التي شغل فيها دور مستشار بارز لشؤون الشرق الأوسط إبان عهد ترامب، وفقا لمحققي الكونغرس.

قال كوشنر في بيان "لا تضارب في المصالح"، وانتقد الرسالة ووصفها بأنها "حيل سياسية سخيفة". وقال تشاد ميزيل، كبير المسؤولين القانونيين في شركة أفينيتي بارتنرز، إن طلب تعيين محقق خاص "محاولة مخزية من وايدن وراسكين لتحويل وزارة العدل، المستخدمة كسلاح بالفعل، إلى عمل سياسي بالكامل باتهامات بلا أساس أو دليل". وأقرت وزارة العدل باستلام الرسالة لكنها أحجمت عن التعليق. ولم ترد السفارة السعودية بعد على طلبات للتعليق.

ولاقت استثمارات السعودية في شركة كوشنر انتقادات من خبراء الأخلاقيات ومن الديمقراطيين في الكونغرس وحتى من بعض الجمهوريين، إذ عبروا عن قلقهم من أن حصة السعودية قد تبدو مكافأة لأن كوشنر كان يعمل على القضايا المتعلقة بالمملكة قبل مغادرة البيت الأبيض في عهد ترامب.

وجاء في الرسالة "هناك سبب وجيه للاعتقاد... بأن قرار الحكومة السعودية الاستعانة بشركة أفينيتي للحصول على المشورة الاستثمارية هو غطاء للتستر على تحويل أموال مباشرة إلى السيد كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب". ونفت أفينيتي وكوشنر في وقت سابق أن تكون استثمارات السعودية مكافأة أو تضاربا في المصالح. وقالت أفينيتي إن وايدن وفريقه في مجلس الشيوخ لا يستوعبون واقع شركات الاستثمار الخاص.

وتأتي الرسالة قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بين الجمهوري ترامب والديمقراطية كامالا هاريس. وتتمتع تحقيقات المحققين الخاصين باستقلال سياسي أكبر من الملاحقات القضائية التي يجريها محامو وزارة العدل، رغم أن وزير العدل بوسعه فصل المححقين الخاصين.

وفي فترة عمله مستشارا خاصا لترامب، أشرف كوشنر على "اتفاقيات أبراهام" التي أقامت بموجبها دول الإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل امتيازات من الولايات المتحدة. ولم توقع السعودية على الاتفاقيات، لكن إدارة بايدن حاولت تشجيع المملكة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل وهي جهود توقفت فيما يبدو في غمرة الحرب على غزة.

وقال تقرير "رويترز" الصادر في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، نقلا عن مصدر مطلع على المناقشات، إن محادثات كوشنر مع ولي العهد السعودي شملت عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. ولم يحدد المصدر متى جرت المحادثات وما إذا كانت جرت قبل أو بعد اندلاع الحرب على غزة.

وفي كلمة ألقاها في 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، قال محمد بن سلمان إن المملكة لن تعترف بإسرائيل من دون إنشاء دولة فلسطينية، ما يشير إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يكون مستحيلاً تقريباً في المستقبل المنظور. وهذا يمثل تحولاً عما كان عليه الأمر في فبراير/ شباط الفائت حين نقلت ثلاثة مصادر لـ"رويترز" أنّ السعودية مستعدة لقبول تعهد سياسي من إسرائيل بإنشاء دولة فلسطينية، وليس أي شيء أكثر إلزاماً، في محاولة للحصول على موافقة على اتفاق دفاعي مع واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويتطلب قانون تسجيل العملاء الأجانب في الولايات المتحدة من الوكلاء ذوي المصالح الأجنبية الذين يشاركون في نشاط سياسي التسجيل لدى وزارة العدل. ويشغل وايدن منصب رئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ وهو يحقق في استثمارات السعودية ودول أخرى في صناديق كوشنر منذ يونيو/ حزيران الفائت. أما راسكين فهو العضو البارز في لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون