يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر، الثلاثاء، في زيارة يبحث خلالها مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، قضايا ثنائية وخطة تعاون استراتيجي وحزمة اتفاقات ترفع مستوى التنسيق السياسي والاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين، إضافة الى ملفات دولية وإقليمية على رأسها الحرب على غزة والقضية الفلسطينية والأزمة في ليبيا ودول الساحل.
وقالت الرئاسة الجزائرية إن الرئيسين التركي والجزائري سيشرفان خلال الزيارة على أشغال الدورة الثانية لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
وتبرز في سياق الزيارة التي ستدوم 3 أيام، حزمة ملفات سياسية على صعيد العلاقات المشتركة، تخص بالأساس تعزيز هيئات التعاون السياسي، وتنسيق المواقف بشأن بعض أزمات منطقة شمال أفريقيا والساحل، ليبيا والنيجر ومالي، حيث تتطابق مواقف البلدين، سواء بالنسبة إلى مقاربة الحل في ليبيا عبر خيار الانتخابات، أو دعم استقرار دول الساحل واستبعاد النفوذ الفرنسي في المنطقة.
وعلى الرغم من تأكيد مصدر دبلوماسي لـ"العربي الجديد"، على الطابع الاقتصادي لهذه الزيارة، إلا أن ملف التطورات في غزة وفلسطين، يفرض نفسه بشكل أساسي على لقاء الرئيسين، اذ تبدو الزيارة فرصة لإعلان موقف مشترك واتخاذ خطوات ضمن التكتل الإسلامي والإقليمي لدعم حق الشعب الفلسطيني.
وقال السفير التركي المعين حديثاً لدى الجزائر، محمد مجاهد كوتشوك يلماز خلال لقائه رئيس البرلمان الجزائري ابراهيم بو غالي، الأسبوع الماضي، إن زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر تأتي تعزيزاً لما وصفها "العلاقات الجيدة التي تجمع البلدين، وما حققه التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وآفاقه التي يتوقع أن تعرف ازدهاراً كبيراً لاسيما بعد الاتفاقيات العديدة التي يتم توقيعها بين البلدين".
وتسعى الجزائر وتركيا إلى رفع مستوى التبادل التجاري البيني من 4.2 مليار دولار إلى حدود عشرة مليارات دولار، وزيادة حجم الاستثمارات التركية التي باتت الأولى في الجزائر، إلى أكثر من خمسة مليارات دولار.
وتطمح الجزائر في مساهمة تركية في مشروع ضخم للسكك الحديدية يمتد من تمنراست أقصى جنوبي الجزائر إلى دولتي مالي والنيجر، بمجموع ستة آلاف كيلو متر، في المرحلة الأولى، لتصل الشبكة على المدى المتوسط إلى 15000 كلم، وكذلك إتمام توسيع ميترو أنفاق العاصمة الجزائرية.
كما تتطلع الجزائر إلى بناء شراكات مع تركيا في مجال بناء سفن الصيد وصيانتها، والصيد البحري وتربية المائيات. وستكون الزيارة فرصة للإعلان الرسمي عن قرب افتتاح مركز ثقافي تركي بالجزائر.
ومن المقرر انعقاد منتدى رجال الأعمال الجزائريين والأتراك، غداً، لبحث فرص الاستثمار والشراكة في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية.
وسبقت الزيارة المرتقبة، سلسلة زيارات ولقاءات بين الوزراء وكبار المسؤولين في القطاعات الحكومية والاقتصادية في الجزائر وتركيا، لترتيب الاتفاقات القطاعية التي سيتم التوقيع عليها، ولتحضير انعقاد الدورة الثانية لمجلس التعاون رفيع المستوى المرتقبة بين البلدين.
جدير بالذكر أن الرئيس التركي أردوغان كان أول رئيس يزور الجزائرفي يناير/كانون الثاني 2020، بعد انتخاب الرئيس تبون في الانتخابات التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وزار الرئيس الجزائري أنقرة في مايو/أيار 2022، وفي يوليو/تموز الماضي لتهنئة أردوغان بانتخابه رئيساً لتركيا، كما التقى الرئيسان في 20 سبتمبر/أيلول الماضي في نيويورك.