زيارة أمير قطر إلى كازاخستان: لقاء مع الرئيس ومشاركة في قمة شنغهاي للتعاون

04 يوليو 2024
خلال لقاء أمير دولة قطر ورئيس كازاخستان في أستانا/ 3 يوليو 2024 (الديوان الأميري)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في لقاء بالقصر الرئاسي "آق أوردا" في أستانا، ناقش أمير قطر ورئيس كازاخستان تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية، وقضايا قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
- كازاخستان تستضيف القمة الـ24 لمنظمة شنغهاي للتعاون، مع التركيز على التحديات العالمية كالتغير المناخي والأمن الغذائي، وتوقعات بانضمام بيلاروسيا كعضو كامل.
- منظمة شنغهاي للتعاون، تأسست في 2001، تضم دولًا تمثل 60% من أوراسيا ونصف سكان العالم، تسعى لتوسيع عضويتها وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.

عقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، أمس الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية في القصر الرئاسي "آق أوردا" في أستانا. وحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا)، فإن المباحثات تناولت تنمية علاقات التعاون وتعزيزها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تبادل أمير قطر والرئيس الكازاخستاني الآراء حول القضايا والموضوعات المدرجة على جدول أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تعقد يومي الثالث والرابع من يوليو/ تموز الجاري.

ويشارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أعمال قمة شنغهاي تلبية لدعوة من الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف. وعبّر أمير قطر، بحسب "قنا"، عن "شكره للدعوة للمشاركة في القمة وعن سعادته لمستوى علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، والتي يتطلع من خلال الزيارة إلى دفعها لآفاق أوسع بما يحقق مصالح البلدين"، فيما رحب رئيس كازاخستان بأمير قطر، معربا عن تطلعه لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة ومجالات التعاون الثنائي.

وتستضيف كازاخستان القمة الرابعة والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون في أستانا للمرة الرابعة في تاريخها منذ تأسيس المنظمة بعد أعوام 2005، و2011، و2017. وتأتي استضافة أستانا لهذه القمة في وقت تتزايد فيه التحديات العالمية الملحة، من بينها التغير المناخي، والأمن الغذائي والطاقي، ومكافحة الإرهاب، والتهديدات السيبرانية، حيث تتطلع الدول الأعضاء إلى أن تكون قمة أستانا 2024 نقطة تحول في مسيرة منظمة شنغهاي للتعاون، وتساهم في تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء، وتقديم حلول فعالة للتحديات المشتركة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وبالإضافة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيحضر القمة زعماء ومسؤولون رفيعو المستوى من ثمانية أعضاء دائمين آخرين، هم: الصين والهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان. وكان الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف قد أعلن خلال الاجتماع الدوري لمجلس وزراء خارجية دول منظمة شنغهاي للتعاون، الذي عقد في مايو/أيار الماضي، أن زعماء دول المنظمة سيناقشون في أستانا أكثر من 20 وثيقة. وقال توكاييف آنذاك: "إن قمة أستانا المقبلة لمنظمة شنغهاي للتعاون ستعقد تحت شعار تعزيز الحوار متعدد الأطراف - السعي لتحقيق السلام والتنمية المستدامين، وتعكس هذه الأجندة بشكل كامل أحد الأهداف الرئيسية للمنظمة: ضمان السلام والأمن والتنمية المستقرة في المنطقة".

وفي شهر مارس/ آذار الماضي، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون منظمة شنغهاي للتعاون بختيور خاكيموف، في تصريح صحافي: "إن من أهم الوثائق التي سينظر فيها رؤساء الدول الأعضاء اقتراح مجلس وزراء الخارجية بشأن تطوير المنظمة، وتنص على مجموعة من التدابير المتعلقة بتحسين نوعية أنشطة الهيئات الدائمة، وإعادة تنسيق التفاعل مع شركاء الحوار والمراقبين، وإعطاء زخم إضافي للعمل على مسار مواجهة التحديات والتهديدات، ومكافحة الإرهاب والتطرف والانفصالية والاتجار بالمخدرات".

ترجيحات بقبول بيلاروسيا في قمة شنغهاي

ومن المرجح أن يتم قبول بيلاروسيا لتكون الدولة العاشرة كاملة العضوية بالمنظمة في قمة أستانا 2024، وفقا لما أعلنه تشانغ مينغ، الأمين العام للمنظمة في السادس من يونيو/ حزيران الجاري، خلال الدورة التاسعة عشرة لمنتدى خبراء منظمة شنغهاي للتعاون في طشقند. ومنذ تأسيسها في 15 يونيو عام 2001 بشنغهاي، وتوقيع الدول الست المؤسسة (الصين، وروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان)، على ميثاق المنظمة، الذي يحدد أهدافها ومبادئها الأساسية في قمة عام 2002 بسانت بطرسبرغ، سعت المنظمة إلى التوسع أكثر من خلال ضم دول جديدة كاملة العضوية، وأخرى بصفتها دول مراقبة، وأخرى بصفتها شركاء حوار.

وجاء التوسع الأول للمنظمة ليعزز تأثيرها على الساحة الدولية، بانضمام الهند وباكستان بعضوية كاملة خلال القمة التاريخية التي احتضنتها أستانا في التاسع من يونيو/ حزيران عام 2017، قبل أن تلتحق إيران بقائمة الدول كاملة العضوية بالمنظمة عام 2023 خلال القمة التي انعقدت في الهند عبر تقنية الفيديو. وإضافة إلى الدول التسع كاملة العضوية، تضم المنظمة أيضا ثلاث دول حاليا تتمتع بصفة الدول المراقبة، هي: أفغانستان، وبيلاروسيا، ومنغوليا، وهي الدول التي تسعى للحصول على عضوية كاملة في المستقبل.

وانضمت للمنظمة 14 دولة حتى الآن تتمتع بوضع "شريك حوار"، وهو ما يمكنها من فرصة المشاركة في الأنشطة والمشاورات الخاصة بالمنظمة، ومن بينها دولة قطر، التي وقعت على مذكرة تفاهم بشأن انضمامها للمنظمة كشريك حوار في 14 سبتمبر/ أيلول عام 2022، وذلك على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في طشقند، إلى جانب كل من السعودية، وتركيا، والكويت، والإمارات، والبحرين، ومصر، وجزر المالديف، وأرمينيا، وأذربيجان، وكمبوديا، وميانمار، ونيبال، وسريلانكا.

تجدر الإشارة إلى أن المنظمة، التي تأسست كمنظمة سياسية وأمنية واقتصادية، تضم اليوم دولا تمثل نحو 60 بالمئة من مساحة أوراسيا، ويقطن فيها حوالي نصف سكان العالم (أي حوالي 3.4 مليارات نسمة تقريبا)، كما تستأثر بأكثر من 20 بالمئة من الناتج الاقتصادي عالميا. وشهدت التجارة بين الدول الأعضاء فيها نموا كبيرا خلال العقدين الماضيين، حيث اقترب حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء من 500 مليار دولار في نهاية عام 2022، وفقا للأمين العام للمنظمة.

وبحسب بيانات "تقرير تنمية التجارة لمنظمة شنغهاي للتعاون لـ20 عاما"، زادت القيمة التجارية الإجمالية للدول الأعضاء من 667.09 مليار دولار عام 2001 إلى 6.06 تريليونات دولار عام 2020، وزادت حصتها من إجمالي التجارة العالمية من 5.4 بالمئة عام 2020 إلى 17.5 بالمئة عام 2021، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء فيها نحو 23.3 تريليون دولار.