حملت زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى تركيا أكثر من إشارة للدور التركي في ليبيا، خاصة أن الدبيبة محسوب على أنقرة، وزيارته جاءت عقب زيارتين، يونانية وإيطالية، لطرابلس، فيما عزت مصادر تركية الزيارة إلى مصالح اقتصادية مشتركة.
الزيارة، التي بدأت أمس وشهدت لقاءات للوفود والوزراء، تنتهي اليوم بلقاءات تعقد بين رجال الأعمال الأتراك ونظرائهم الليبيين، حيث ينتظر بحث آفاق التعاون بين البلدين عبر رجال الأعمال، فيما شهد أمس توقيع 5 اتفاقيات بين البلدين، برعاية من الدبيبة والرئيس رجب طيب أردوغان.
ولعل من أهم النتائج بالنسبة للطرفين هو التأكيد على اتفاقية التعاون الأمني بين تركيا وليبيا، وفق ما أعلن الدبيبة والرئيس أردوغان في كلمتيهما أمس، والتأكيد على اتفاقية تقاسم النفوذ البحري، حيث صدر ذلك من أعلى هرم في كل من البلدين.
وذكر المصدر، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مصالح مشتركة بين الطرفين، إذ إن تركيا ترغب في رؤية نتائج التطورات الميدانية عبر مكاسب اقتصادية تتعلق بالاستثمار، وهو ما كان عبر مشروع كهربائي وباتفاقية حول المطار في طرابلس، مقابل مصالح للحكومة الليبية تتعلق بتقديم الخدمات والإصلاحات لقطاعاتها عبر التعاون مع الجانب التركي".
ولفت المصدر إلى أن "أبرز ما في اللقاءات هو تعزيز عمل القطاع الخاص، وتعزيز الاستثمار، وتوقيع الاتفاقيات، ولهذا كانت هناك مجموعة من رجال الأعمال الليبيين ضمن وفد الدبيبة، وكان هناك حرص تركي على توفير لقاءات رفيعة تعود بالنفع على تعزيز الاتفاقيات بين رجال الأعمال، ما يعزز التعاون الاقتصادي".
تركيا ترغب في رؤية نتائج التطورات الميدانية عبر مكاسب اقتصادية تتعلق بالاستثمار، وهو ما كان عبر مشروع كهربائي وباتفاقية حول المطار بطرابلس، مقابل مصالح للحكومة الليبية تتعلق بتقديم الخدمات والإصلاحات لقطاعاتها عبر التعاون مع الجانب التركي
ولخص المصدر التركي الزيارة بالقول إن "شعار اللقاء في أنقرة كان الخدمات، والمال، والتجارة، والمصالح وتحويلها من العلاقات الأمنية والعسكرية إلى علاقات اقتصادية".
من ناحيتها، قالت صحيفة "خبر تورك" إن "الزيارة الرفيعة التي أجرتها حكومة الدبيبة كانت هامة جدا لجهة إظهار أهمية العلاقة الليبية مع تركيا"، لافتة إلى أنه "كانت هناك مطالب يونانية من الحكومة الليبية بإلغاء الاتفاقية الموقعة مع تركيا لترسيم حدود الصلاحيات البحرية بينهما".
وأضافت الصحيفة: "الانتخابات التي أفضت لفوز الدبيبة لو كان الفائز بها طرف موال للمحور الثاني المتمثل باللواء المتقاعد خليفة حفتر، لما كانت الزيارة اليوم إلى تركيا، ولولا الحملات التركية الداعمة للقوى السياسية في طرابلس، لما كانت هناك مرحلة قادت إلى جنيف، وأدت لميلاد حكومة الوحدة الوطنية، وربما كانت هناك خريطة ليبية أخرى حاليا".
وبناء على ما سبق، توضح الصحيفة أن "أهم نتيجة للزيارة هي الحفاظ على المكاسب باتفاقية الحدود البحرية، والتأكيد عليها من أعلى مستوى، لأن التطورات في ليبيا هامة جدا لتحقيق التوازنات شرق المتوسط، لكن حتى الآن لا تعتبر الأمور محسومة في ليبيا لصالح القوى السياسية في طرابلس، بل على هذه القوى الحصول على الدعم الشعبي الكافي لها في الانتخابات المقبلة".
وأكدت الصحيفة أن "الاتفاقيات الموقعة حاليا بين الطرفين تعتبر رمزية، باعتبار أن الحكومة تنتظر الانتخابات، وهناك إمكانيات للتعاون المشترك بين الطرفين، وتعتبر اتفاقيتي المطار والكهرباء مجرد مدخل، حيث إنه سيتم فتح الآفاق أمام قطاع الإنشاءات والمقاولات".
وختمت الصحيفة بالقول إن "المبدأ الذي تقوم عليه العلاقات التركية الليبية هو إيجاد الحل السياسي وتحقيق الاستقرار، وإذا كان التقدم يسير بهذا الإطار، فإنه سيكون عاملا أساسيا في تحسن العلاقات التركية المصرية".