ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، الخميس، أن مبعوثاً روسياً زار مدينة بنغازي الليبية بعد تمرّد مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة على القيادة العسكرية في البلاد، الشهر الماضي، ليؤكد للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر أنّ نشاط هذه القوات سيستمرّ في ليبيا.
وتحدثت الصحيفة عن أنه بعد أربعة أيام من زحف مرتزقة مجموعة "فاغنر" باتجاه موسكو، في إطار تمرّد فاشل انتهى بوساطة بيلاروسية، أجرى مبعوث روسي زيارة إلى بنغازي لنقل رسالة طمأنة من الكرملين إلى حفتر، تفيد ببقاء أكثر من ألفي مقاتل وفني وناشط سياسي وإداري من "فاغنر" في ليبيا.
وقال المبعوث الروسي الذي التقى حفتر في منزله المحصّن، وفق ما نقله مسؤول ليبي سابق رفيع المستوى على علم مباشر باللقاء: "لن تكون هناك مشكلة. قد تحدث بعض التغييرات في القيادة، لكن الآلية ستبقى نفسها: الأفراد على الأرض، رجال المال في دبي، الاتصالات والموارد المخصصة لليبيا"، مضيفاً: "لا تقلق، لن نذهب إلى أي مكان".
‘It is like a virus that spreads’: business as usual for Wagner group’s extensive Africa network https://t.co/qlDu3I5YX2
— Martin Plaut (@martinplaut) July 6, 2023
وتؤكد هذه المحادثة، وفق "ذا غارديان"، كيف لم تتأثر بعد عمليات انتشار مجموعة "فاغنر" وشبكتها الواسعة من الشركات في كلّ أنحاء أفريقيا بتداعيات تمرّد مؤسّسها وقائدها يفغيني بريغوجين.
ويعتقد الخبراء أن مرونة العمليات التجارية لـ"فاغنر"، على الرغم من الاضطرابات في روسيا، تشير بقوة إلى أن نظام فلاديمير بوتين سيسعى إلى استغلال الشبكة المربحة لمئات الشركات التي أنشأها بريغوجين، بدلاً من إغلاقها.
وفي وقت لم تشهد ليبيا أي تحرّك غير طبيعي لأفراد "فاغنر"، باستثناء إعادة نشر مجموعة صغيرة من 50 فرداً بالقرب من الحدود مع السودان، يبدو الوضع مشابهاً في أماكن أخرى من القارة الأفريقية، وفقاً لمصادر على دراية بعمليات المجموعة.
وفي هذا السياق، تقول ناتاليا دوخان، كاتبة تقرير حديث عن عمليات "فاغنر" في جمهورية أفريقيا الوسطى نشرته "ذا سانتري"، وهي منظمة تحقيق مقرها الولايات المتحدة: "في الوقت الحالي، يبدو أن عمليات فاغنر معلّقة، لكن المجموعة ناجحة وليست باهظة الثمن، لذلك من المحتمل جداً أن يُغيّر اسم (فاغنر) (بواسطة موسكو)، مع الحفاظ على معظم أصولها وأنظمتها"، مضيفة: "إنه مثل الفيروس الذي ينتشر. لا يبدو أنهم يخططون للمغادرة. إنهم يخططون للاستمرار".
بدورها، تلفت الخبيرة في شؤون "فاغنر" في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية جوليا ستانيارد إلى أن "فاغنر"، منذ أولى عمليات انتشارها في عام 2017، أصبحت بالفعل أكثر انتشاراً وشهرة، مشيرة إلى أن الكرملين يبدو أنه يحاول الآن حقاً تأكيد استمرارية المجموعة، إن لم يكن التوسع الفوري، على حدّ قولها.
والشهر الماضي، قاد بريغوجين تمرّداً على القيادة العسكرية الروسية، انتهى بالتوصل إلى اتفاق بوساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، يعيد قائد "فاغنر" بموجبه مقاتليه إلى مواقع المرابطة، ويغادر إلى بيلاروسيا بضمانات شخصية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.