حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على توخي الحذر قبيل احتفالات يوم الأربعاء بمرور 31 عاماً على استقلال أوكرانيا عن الحكم السوفييتي، وقصفت القوات الروسية مناطق في جنوب البلاد وشرقها.
وقال زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة، أمس السبت، إنه يجب على الأوكرانيين عدم السماح لموسكو "بنشر اليأس والخوف" بينهم قبيل فعاليات إحياء الذكرى التي تحل يوم 24 أغسطس/آب، والذي يصادف أيضاً مرور ستة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف: "علينا أن ندرك جميعاً أن روسيا قد تحاول هذا الأسبوع القيام بشيء بشع وشيء شرير بشكل خاص".
ومع استمرار الحرب التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار منذ شنها قبل ستة أشهر، قال الجيش الأوكراني ومسؤولون محليون إن مزيداً من الضربات الروسية وقع خلال الليل على أهداف في شرق البلاد وجنوبها.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على "فيسبوك"، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الـ24 الماضية عدة محاولات اعتداء في دونباس. وكانت المنطقة الحدودية الشرقية التي يسيطر عليها جزئياً انفصاليون موالون لموسكو هدفاً رئيساً للحملة الروسية خلال الأشهر الماضية.
وأشار زيلينسكي في خطابه، بشكل غير مباشر، إلى سلسلة من الانفجارات وقعت في الآونة الأخيرة في شبه جزيرة القرم في البحر الأسود التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن الهجمات، لكن محللين قالوا إن بعضها على الأقل أصبح ممكناً بفضل العتاد الجديد الذي تستخدمه قواتها.
وقال زيلينسكي: "يمكنكم أن تشعروا.. أن الاحتلال هناك مؤقت فقط وأن أوكرانيا ستعود".
وفي أحدث واقعة بالمنطقة، قال حاكم شبه جزيرة القرم المعين من روسيا، والذي لا يعترف به الغرب، إن هجوماً بطائرة مسيرة على مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود أُحبط صباح السبت.
وقال ميخائيل رازفوجاييف على "تلغرام": "جرى إسقاطها فوق مقر الأسطول مباشرة. سقطت على السطح واحترقت. فشل الهجوم".
وقال رازفوجاييف إن النظام المضاد للطائرات في المنطقة جرى تشغيله مجدداً، مطالباً السكان بالتوقف عن تصوير ونشر لقطات تظهر طريقة عمله.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن انفجارات وقعت في بلدات قريبة، من بينها منتجعات يفباتوريا وأولينيفكا وزاوزيورنوي.
الدفاع الروسية تسقط 9 مسيرات أوكرانية
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إسقاط قواتها تسع مسيرات أوكرانية استهدفت مناطق بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية".
وقال متحدث الوزارة إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحافي بالعاصمة موسكو، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت، مساء السبت، تسع مسيرات أوكرانية في مستوطنتي ستاروملينوفكا وجورلوفكا بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية"، وفق وكالة "تاس" المحلية.
وأضاف كوناشينكوف: "اعترضت أنظمة الدفاع أيضاً صاروخاً من طراز "أولخا" بالقرب من مدينة كامينكا في منطقة خاركوف".
صواريخ روسية تضرب منطقة أوديسا الأوكرانية
وقالت روسيا، اليوم الأحد، إن صواريخها من طراز "كاليبر" دمرت مستودعاً للذخيرة يحتوي على صواريخ "هيمارس" أميركية الصنع في منطقة أوديسا جنوب شرقي أوكرانيا، بينما قالت كييف إن الصواريخ الروسية ضربت مخزناً للحبوب.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن صواريخ كاليبر المنطلقة من البحر دمرت مستودعاً كان يضم أيضاً أنظمة غربية مضادة للطائرات.
وقال متحدث باسم الإدارة المحلية في أوديسا إن صاروخين جرى اعتراضهما فوق البحر، لكن ثلاثة ضربت أهدافاً زراعية.
وقال المتحدث سيرهي براتشوك، على "تيليغرام"، إن الضربة لم تسفر عن سقوط مصابين. وأشار إلى أن خبراء متفجرات ومحققين يعملون في موقع الضربة في مخزن الحبوب.
روسيا تنشر صواريخ "كينجال" في أوكرانيا
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الأحد، إن بلاده نشرت صواريخ كينجال (الخنجر) التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بثلاث مرات.
والصواريخ كينجال ضمن مجموعة من هذا النوع من الأسلحة، التي كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2018، خلال خطاب، قال فيه إنها قادرة على ضرب أي نقطة في العالم تقريباً، وتفادي أي درع صاروخي أميركي.
وقال شويغو، في حديث لتلفزيون حكومي، إن الصواريخ أثبتت فعاليتها في إصابة أهداف عالية القيمة في الحالات الثلاث، مضيفاً أنه لا مثيل لها ويكاد يكون من المستحيل إسقاطها أثناء تحليقها.
وقال شويغو في مقابلة أذاعتها قناة "روسيا 1": "لقد نشرناها ثلاث مرات خلال العملية العسكرية الخاصة، وفي المرات الثلاث أظهرت خصائص رائعة".
استخدمت روسيا نظام كينجال لأول مرة في أوكرانيا بعد حوالي شهر من إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أراضي جارتها، وضربت مستودعاً كبيراً للأسلحة في منطقة إيفانو فرانكيفسك بغربي أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس إنها نقلت تمركز ثلاث طائرات حربية من طراز "ميغ 31 إي"، مزودة بصواريخ كينجال إلى منطقة كالينينغراد، وهي منطقة ساحلية روسية على بحر البلطيق، تقع بين بولندا وليتوانيا العضوين في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
كييف: لسنا دولة إجرامية مثل روسيا
وعلق ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، على مقتل داريا دوغين، ابنة الفيلسوف المقرب من الرئيس الروسي، بأنّ أوكرانيا "ليست كروسيا دولة مجرمة".
وفي حديثه لقناة ICTV الأوكرانية الرسمية، تعليقاً على مقتل ابنة الفيلسوف ألكساندر دوغين، أشار إلى أنّ الجهود في روسيا موجودة من أجل زيادة الاحتقان في الشارع الروسي.
وقال: "أريد التأكيد أن لا علاقة لأوكرانيا بما حدث. ربما يريدون توسيع نطاق التجنيد. هم لا يفهمون هذا، إننا دولة ليست مجرمة كروسيا".
وذكرت وسائل إعلام روسية، مقتل داريا دوغين ابنة الفيلسوف ألكسندر دوغين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إثر انفجار سيارتها في ضواحي العاصمة موسكو.
العثور على مسؤول بجهاز الأمن الأوكراني ميتاً
وعُثر على مسؤول محلّي في جهاز الأمن الأوكراني ميتاً في منزله في وسط أوكرانيا، حسبما أعلنت النيابة العامة الأحد.
وقالت النيابة العامة عبر "تيليغرام"، إن زوجة أولكسندر ناكونيتشني سمعت في وقت متأخر من مساء السبت، صوت رصاص صادر من شقّتهما في كروبيفنيتسكي قبل اكتشاف جثة زوجها مصابة بطلق ناري في إحدى الغرف.
وأضافت النيابة أن الشرطة فتحت تحقيقاً للتوصّل إلى أسباب الوفاة، من دون إضافة أي تعليق بشأن الفرضيات التي يدرسها المحقّقون.
من جهته، أكد المسؤول المحلي المنتخب أندري لافروس على "تيليغرام"، أن المسؤول قتل نفسه بإطلاق النار على رأسه.
ويدير ناكونيتشني المكتب المحلي لجهاز الأمن الأوكراني، في منطقة كيروفوغراد منذ يناير/كانون الثاني 2021.
وأقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس وحدة أمن الدولة إيفان باكانوف في يوليو/تموز، متهماً إياه بعدم بذل جهود كافية لمحاربة الجواسيس والمتعاونين مع موسكو التي غزت أوكرانيا في فبراير/شباط.
ثم أعلن زيلينسكي عن "إعادة النظر في الكادر الإداري" لجهاز الأمن الأوكراني، حيث تمّ فصل العديد من كبار المسؤولين في الأشهر الأخيرة.
(رويترز، فرانس برس، الأناضول)