ستارمر يحذر من صعود اليمين الشعبوي في بريطانيا ويتراجع عن الاعتراف بدولة فلسطينية

01 يوليو 2024
ستارمر خلال مناظرة للانتخابات العامة في سالفورد، 4 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كير ستارمر يحذر من صعود اليمين الشعبوي في بريطانيا، مشيرًا إلى خيبة الأمل في الطبقة السياسية كسبب رئيسي، ويؤكد على التصدي لهذا التوجه بخطط للنمو الاقتصادي، تحسين الصحة الوطنية، والانتقال للطاقة المتجددة.
- تقرير "فيرنيس" يحذر من تزايد عدم المساواة في بريطانيا، داعيًا لإجراءات حكومية للحد من الفجوات في الصحة، الإسكان، والدخل، لمنع صعود اليمين المتطرف.
- ستارمر يتراجع عن وعده بالاعتراف بدولة فلسطينية فوراً، مؤكدًا على أهمية العملية والتنسيق مع الحلفاء الدوليين لضمان دولة فلسطينية قابلة للحياة وإسرائيل آمنة.

حذّر زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر من صعود اليمين الشعبوي في بريطانيا على غرار فرنسا ودول أوروبيّة أخرى بسبب الفشل في معالجة خيبة الأمل بالطبقة السياسيّة البريطانيّة، قائلًا إن حكومة حزب العمال الجديدة عليها منع حصول ذلك "بالأفعال وليس الأقوال". وجاءت تصريحات ستارمر خلال مقابلة مع صحيفة "ذا غارديان"، الأحد، وقبل بضعة أيّام من موعد انتخابات مجلس العموم البريطاني في الرابع من يوليو/تموز، في وقت توقعت جميع استطلاعات الرأي تفوّق حزب العمال في هذه الانتخابات بنسبة كبيرة تصل حتى 40٪. 

وقال ستارمر للصحيفة إنه رغم فقدان الناس للأمل، فإن خططه "للنمو الاقتصادي، وخدمة الصحة الوطنية، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة" يمكن أن تساعد في إعادته. كما تعهّد بوضع حد للحروب الثقافية "المثيرة للانقسام والسّامة" التي تعصف بالبلاد. وأردف قائلًا: "لا يجب أن نقول حسنا، أنا لا أحب صعود الشعبويّة والقوميّة.. عليك أن تفهم سبب حدوث ذلك"، مضيفًا: "الأمر يرتكز على هذا السخط، وهذا الشعور بأن السياسة لا يمكن أن تكون قوة من أجل الخير، ولا يمكنك الوثوق بالسياسيين". 

وتأتي تصريحات ستارمر في نفس اليوم الذي صدر فيه تقرير عن مؤسسة "فيرنيس" (عدالة) البريطانيّة الذي حذّر من صعود اليمين الشعبوي في بريطانيا في السنوات القادمة، بسبب السخط الناتج عن سياسات عدم المساواة. ودعا مركز الأبحاث البريطاني الحكومة، التي ستتشكل قريباً، إلى اتّخاذ إجراءات حاسمة للحد من سياسات عدم المساواة لمنع تحقيق مكاسب غير مسبوقة لليمين المتطرف خلال السنوات القادمة. 

وحذّر التقرير الصادر الأحد من أن بريطانيا ستصبح أكثر ظلمًا وسيشتد عدم المساواة خلال السنوات الخمس المقبلة، مع تزايد سياسات عدم المساواة في الصحة والإسكان والفقر، والفجوة في الدخل بين الشمال والجنوب. وأيّد أكثر من 30 شخصاً من رجال الأعمال والأوساط الأكاديميّة والمجتمع المدني نتائج التقرير، معربين في رسالة إلى جميع قادة الأحزاب، عن استيائهم من "الافتقار إلى الإرادة السياسية لمعالجة الظلم وعدم المساواة" في المملكة المتحدة. 

ومن المتوقع أن يقضي زعماء الأحزاب السياسيّة الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابيّة في مختلف أنحاء البلاد للحشد الأخير قبل يوم التصويت الخميس المقبل. وأظهر استطلاع رأي جديد لصحيفة الأوبزرفر أن حزب العمال احتفظ بتقدمه على المحافظين دون تغيير بنسبة 40٪، فيما حصل حزب المحافظين على 20٪، وهو ما يكفي لتحقيق أغلبية كبيرة إذا تكرر ذلك في يوم الاقتراع. وارتفعت شعبيّة حزب الإصلاح اليميني الشعبوي في المملكة المتحدة بنقطة واحدة إلى 17%، فيما ارتفعت شعبية حزب الديمقراطيين الليبراليين بنقطة واحدة إلى 13%، وانخفض حزب الخضر ثلاث نقاط إلى 6%. 

وقال ستارمر إنه يريد إعادة السياسة إلى الخدمة العامة، ووضع حد لعقلية "الاستحقاق الذاتي والإثراء الذاتي" التي استمرت في وستمنستر لفترة طويلة، مضيفًا: "في النهاية، إنها أفعال وليست أقوالاً". وبحسب ستارمر، سيقوم حزب العمال بتشكيل لجنة للأخلاق والنزاهة تتمتع بسلطة بدء تحقيقاتها الخاصّة، على الرغم من أن رئيس الوزراء سيظل لديه التوقيع النهائي، وعقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك الغرامات، لأولئك الذين ينتهكون القانون الوزاري. 

ومن ضمن الإجراءات الجديدة التي ستتخذها الحكومة الجديدة بحسب ستارمر إقالة الشخصيّات الكبرى في حال وجود انتهاكات جسيمة، إذ قال: "عليهم أن يذهبوا. في اللحظة التي تحصل فيها على استثناء، تفقد المرساة، ويصبح المعيار غير قابل للتطبيق والجميع يعرف ذلك". وسيدعم حزب العمال أيضًا فرض حظر فوري على قيام النواب بأدوار استشارية أو استشارية مدفوعة الأجر، بينما سيواجه الوزراء السابقون حظرًا على ممارسة الضغط أو القيام بأعمال مدفوعة الأجر تتعلق بوظائفهم القديمة لمدة خمس سنوات على الأقل.

ستارمر يتراجع عن الاعتراف بدولة فلسطينية

وفي سياق منفصل، تراجع زعيم العمال عن الاعتراف بدولة فلسطينيّة في حال فوزه في الانتخابات، وهو وعد مذكور في بيان حزب العمال للانتخابات، إذ تعهد ستارمر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقال إن ذلك سيكون جزءا من أي اتفاق سلام في الشرق الأوسط مع إسرائيل، لكن ذلك يجب أن يكون ضمن "العملية" وأنه "من المهم جدًا أن تكون لدينا دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل آمنة ومأمونة". 

وبحسب صحيفة التايمز، فإن أعضاء من دائرة ستارمر الداخليّة لديهم مخاوف من أن الاعتراف بدولة فلسطينيّة بعد الفوز في الانتخابات مباشرة، قد يعزل ستارمر عن الحلفاء الرئيسيين مثل الولايات المتحدة في بداية رئاسته للوزراء. وقال مصدر مقرب من كير ستارمر للصحيفة إن الاعتراف البريطاني بفلسطين سيكون ضمن "عملية" وسيكون له الأثر الأكبر إذا تم "بالتنسيق مع الحلفاء". ونفى المصدر أن الولايات المتحدة ستؤثر على توقيت الإعلان. 

وفي الشهر الماضي، قلل زعيم حزب العمال من أهمية الاقتراحات بأن اعتراف البريطانيين بالدولة الفلسطينية سيحدث في أي وقت قريب. وقال: "يجب أن يتم ذلك في الوقت المناسب من العملية لأننا بحاجة إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل آمنة ومأمونة"، مضيفًا: "ليست لدينا أي من هاتين النتيجتين في الوقت الحالي، وبالتالي يجب أن نكون في مرحلة العملية حيث يمكننا رؤية هاتين النتيجتين". وجاء نقاش الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة في سياق اعتراف عدد من الدول الأوروبيّة الشهر الماضي بالدولة الفلسطينيّة منها إسبانيا وأيرلندا والنرويج ، فيما أبدت دول أخرى استعدادها لذلك.