سجن رئيس بلدية هكاري في تركيا أكثر من 19 عاماً

05 يونيو 2024
الأجهزة الأمنية التركية أمام مبنى بلدية هكاري، 5 يونيو 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم الحكم على محمد صديق آكش، رئيس بلدية هكاري المعزول من حزب ديم الكردي، بالسجن لمدة 19 عامًا و6 أشهر بتهمة "إدارة منظمة إرهابية مسلحة"، في محاكمة شهدت توترات وإجراءات أمنية مشددة.
- حزب الشعب الجمهوري ينتزع اتحاد بلديات تركيا من حزب العدالة والتنمية، مع انتخاب أكرم إمام أوغلو رئيسًا للاتحاد، مما يمثل انتصارًا للمعارضة وتحولًا في السياسة التركية.
- الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبل ميرال أكشنر في لقاء مفاجئ، ما يعكس محاولة لتوسيع القاعدة السياسية أو إعادة تشكيل التحالفات بعد نجاحات حزب الشعب الجمهوري.

لا تزال تداعيات الانتخابات المحلية التركية تفرض نفسها على المشهد السياسي في تركيا، حيث قضت محكمة، اليوم الأربعاء، بالسجن أكثر من 19 عاماً على محمد صديق آكش، رئيس بلدية هكاري المعزول عن حزب ديم الكردي. وأصدرت المحكمة الجزائية الأولى في ولاية هكاري بقرار من وزارة الداخلية حكما بالسجن 19 عاماً و6 أشهر بحق صديق آكش، الموقوف منذ يومين، ليتم نقله إلى ولاية فان بسيارة مصفحة لقضاء فترة الحكم.

وبدأت المحاكمة صباح اليوم الأربعاء وضمّت 13 مشتبهاً بعلاقتهم بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، بحضور 6 محامين في ظل إجراءات أمنية مشددة خارج المحكمة، إذ لم يسمح لنواب برلمانيين في حزب ديم الكردي بحضور المحاكمة وشهدت فترة الانتظار مشادات بين النواب وقوى الشرطة.

وقال آكش في مدافعته وفق ما نقلت صحيفة حرييت التركية: "لم أهرب ولم أحاول الهروب وفق الأنباء التي نشرت، وأقف خلف كل عمل عملته، حيث عملت كل ما تطلبه السياسة، وهنا أقف مرفوع الرأس.. لقد قلت نريد أخوة وسلاما وعدالة وحرية وما زلت أقول ذلك، ولم أخشَ من الاعتقال وأطلب إعادة كتابة مذكرة الادعاء".

وبعد انتهاء المرافعات والمداخلات صدر قرار المحكمة بتوجيه تهمة "إدارة منظمة إرهابية مسلحة" بحق آكش، والحكم عليه بالسجن 19 عاماً و6 أشهر، فيما حكم ببراءة 3 من بقية المتهمين وصدرت أحكام سجن مختلفة بحق الآخرين. وعقب القرار شهد مركز مدينة هكاري مناوشات بين متظاهرين مؤيدين للحزب وقوى الأمن، إذ إن ولاية هكاري كانت قد منعت التظاهر والتجمع 10 أيام عقب قرار عزل رئيس البلدية، فيما لا تزال قوى الأمن تفرض إجراءات أمنية مشددة على المدينة.

وأول أمس الاثنين، عزلت وزارة الداخلية التركية آكش بعد نحو شهرين فقط من الانتخابات المحلية التركية التي جرت في نهاية مارس/ آذار الماضي، واعتقلته الشرطة بأوامر النيابة العامة، لتكون الحالة الأولى بعد الانتخابات المحلية التركية الأخيرة، وهي طريقة تلجأ لها الحكومة في السنوات السابقة لعزل رؤساء البلدية عن الأحزاب الكردية الداعمة لحزب العمال الكردستاني. وتمكن حزب ديم من الفوز في 75 بلدية مختلفة من بينها 10 ولايات مختلفة في تركيا ضمن الانتخابات المحلية التركية التي جرت في 31 مارس الماضي محققا قرابة 6% من الأصوات.

وأمس الثلاثاء، تشاجر نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مع نواب من حزب ديم في البرلمان، على خلفية اعتقال رئيس بلدية هكاري. وبدأت التوترات في البرلمان حين رفع نواب من حزب ديم لافتات ورددوا شعارات احتجاجاً على اعتقال أكش وتعيين آخر في منصبه. 

وأظهرت اللقطات جدالاً صاخباً وتدافعاً بين مشرعين قبل أن تتطور الأمور ويسقط بعض المشرعين، فيما أحجم آخرون عن الانضمام إلى العراك. وانتقد حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي اعتقال أكش وتعيين آخر في منصبه ووصف الأمر بأنه "ازدراء" لأهالي هكاري.

انتخاب رئيس بلدية إسطنبول رئيساً لاتحاد البلديات

وعلى صعيد متصل في الانتخابات المحلية التركية وفوز حزب الشعب الجمهوري فيها وخسارة حزب العدالة والتنمية للمرة الأولى منذ العام 2002، تمكنت المعارضة من انتزاع اتحاد بلديات تركيا الذي كان يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية. وانتخب اليوم الأربعاء، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو رئيساً لاتحاد البلديات، متفوقاً على مرشح حزب العدالة والتنمية رئيس بلدية طرابزون أحمد متين كنج، حيث شارك في الانتخابات 868 مندوباً من بينهم 448 من حزب الشعب الجمهوري.

ويضم الاتحاد رؤساء البلديات في تركيا، وحقق حزب الشعب الجمهوري نسبة 37.7% من الأصوات بالانتخابات المحلية بفارق 2% عن حزب العدالة والتنمية وباتت حظوظه أقوى بالسيطرة على الاتحاد. وحصل إمام أوغلو على أصوات 515 مندوباً ليتمكن من الفوز على منافسه كنج، فيما كان توزيع إدارة الاتحاد بواقع 8 أعضاء عن حزب الشعب الجمهوري و3 عن حزب العدالة والتنمية وممثل واحد عن كل من حزب ديم الكردي وحزب الحركة القومية، وحزب الرفاه من جديد.

أردوغان يلتقي مع الزعيمة السابقة للحزب الجيد

وبنفس إطار التطورات السياسية والحراك المستمر، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، الزعيمة السابقة للحزب الجيد ميرال أكشنر، في لقاء مفاجئ جرى في القصر الرئاسي. واستمر اللقاء ساعة ونصفا، وأظهرت الصور المنشورة ظهوراً جديداً لأكشنر التي غادرت منصبها في زعامة الحزب عقب فشل الحزب في تحقيق نتيجة جيدة خلال الانتخابات المحلية التركية الأخيرة فيما تمكن حليفه حزب الشعب الجمهوري من جذب ناخبي الحزب الجيد.

وفي الوقت الذي لم يكشف فيه أي تفاصيل عن اللقاء وأجندته، اكتفت الرئاسة التركية عبر رئيس دائرة الاتصال فخر الدين ألطون بالكشف عن موعد اللقاء قبل حصوله، ونشر صور الاستقبال. ويأتي ذلك في وقت تشهد البلاد ليونة سياسية ولقاءات لم تحصل منذ سنوات بين رؤساء الأحزاب، وكان آخر تواصل بين أردوغان وأكشنر في عيد الفطر في إبريل/ نيسان الماضي، كما أن اللقاء يأتي قبيل لقاء منتظر الأسبوع المقبل بين أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال.

وفي السنوات السابقة كثر الحديث عن جهود لضم أكشنر إلى التحالف الجمهوري الحاكم، لكن الأخيرة كانت لديها انتقادات شديدة للنظام الجمهوري الحالي. وذكرت وسائل إعلام معارضة عن كواليس مفادها بأن أردوغان قد يعرض على أكشنر منصباً استشارياً في رئاسة الجمهورية، دون تأكيد ذلك رسمياً، ومن الواضح أن الأيام المقبلة ستكشف تفاصيل أكبر عن هذا اللقاء.