أكد مسؤولان بارزان، وفق "رويترز"، أن الحكومة في سريلانكا وفّرت مقر إقامة رسمياً وأمنياً للرئيس المخلوع غوتابايا راجاباكسا، اليوم السبت، بعد عودته إلى البلاد التي فرّ منها في يوليو/تموز خلال اضطرابات اندلعت احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وعاد راجاباكسا من منفاه في تايلاند بعد سبعة أسابيع على فراره من البلاد إثر تظاهرات احتجاج حمّلته مسؤولية التدهور الاقتصادي. وكان راجاباكسا فر من سريلانكا في يوليو/تموز تحت حماية الجيش، بعدما اقتحم حشد مقره الرسمي إثر أشهر من الاحتجاجات الغاضبة ضد حكومته. ولجأ أوّلاً إلى جزر المالديف، فسنغافورة، حيث أعلن استقالته. وبعدما انتهت صلاحية تأشيرته بعد 28 يوماً من دون أن تكون قابلة للتجديد، انتقل إلى تايلاند حيث طلبت منه السلطات المحلية ملازمة فندقه لأسباب أمنية، فكان عملياً بحكم الموقوف.
ولم يردّ متحدث باسم حكومة سريلانكا ولا مكتب الرئيس على الفور على رسائل بريد إلكتروني تطلب التعليق على عودة راجاباكسا.
ووصل راجاباكسا إلى المطار الدولي الرئيسي في كولومبو، حيث قدّم له وزراء وسياسيون كبار الورود عند استقبالهم له. ونُقل بموكب أمني إلى مقر رسمي جديد في العاصمة جهزته له حكومة الرئيس الذي خلفه في المنصب رانيل ويكريمسينغه. وكان شقيق راجاباكسا الأصغر، وهو وزير المالية السابق، التقى ويكريمسينغه الشهر الماضي، وطلب حماية للسماح للرئيس المخلوع بالعودة.
والتقى الرئيس السابق مجموعة من أعضاء الحزب الحاكم والنواب في المطار في وقت مبكر اليوم السبت، قبل نقله إلى مقر الإقامة الذي خصصته له الحكومة. وقال مسؤول كبير إن راجاباكسا لم يشر إلى خططه.
وكان مسؤول كبير في وزارة الدفاع السريلانكية أكد لوكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة، أن الرئيس المخلوع غوتابايا راجاباكسا سينهي إقامته في تايلاند وسيعود إلى بلاده السبت (بالتوقيت المحلي).
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، لـ"فرانس برس"، إنه "يعيش في فندق تايلاندي مثل سجين، وهو مصمم على العودة". وأضاف: "قيل لنا إنه سيعود في وقت مبكر جداً من السبت".
دعوات لاعتقال راجاباكسا
وواجه راجاباكسا اليوم دعوات من أجل اعتقاله بعد عودته إلى البلاد، إذا قال رئيس نقابة معلمين ساهمت في حشد المتظاهرين لوكالة فرانس برس، إن "غوتابايا عاد لأنه ليس هناك دولة راغبة في استقباله، لا مكان لديه للاختباء". وأضاف "يجب أن يتم توقيفه فوراً لتسببه بهذا البؤس لسكان سريلانكا البالغ عددهم 22 مليون نسمة. يجب أن يحاكم عن جرائمه"، مشدداً على أنه "لا يمكنه العيش بحرية كما وكأن شيئاً لم يحصل".
ويُلاحَق الرئيس السابق الذي تخلّى عن جنسيّته الأميركية للترشح للانتخابات الرئاسية في 2019، في ولاية كاليفورنيا لدوره المحتمل في جريمة قتل الصحافية لاسانتا ويكرماتنجه في 2009. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم جمعية الصحافيين الشباب في سريلانكا تاريندو جاياواردانا، الجمعة، "نرحب بقراره بالعودة كي نتمكن من إحالته على القضاء عن الجرائم التي ارتكبها".
وقُدّمت عدة قضايا فساد ضد راجاباكسا بعد انتخابه رئيساً، كما يواجه اتهامات أمام محكمة أميركية بشأن مقتل ويكرماتنجه وتعذيب سجناء من التاميل في نهاية الحرب الأهلية في الجزيرة عام 2009.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)