سفير إسرائيل السابق في القاهرة يتهم مصر بانتهاك اتفاقية السلام ويحذّر من تعاظم قوتها العسكرية

23 ديسمبر 2024
الدخول إلى إسرائيل من الحدود المصرية في طابا، 25 يونيو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتهم السفير الإسرائيلي السابق دافيد جبرين مصر بمخالفة اتفاقية السلام عبر تعزيز قواتها في سيناء وتوسيع البنية التحتية العسكرية والمدنية، بما في ذلك بناء مطارات وأنفاق.
- حذر جبرين من استثمار مصر في تعزيز قوتها العسكرية رغم عدم وجود تهديدات واضحة، مشيراً إلى ضرورة أن تأخذ إسرائيل بعين الاعتبار القدرات المصرية المتزايدة.
- أشار جبرين إلى التناقض في نظرة المصريين تجاه إسرائيل، حيث يجمعون بين العداء والإعجاب، مع تبني استراتيجية التعايش بحكم الأمر الواقع وتعزيز مكانتها الإقليمية.

اتهم سفير إسرائيل السابق في القاهرة دافيد جبرين مصر بمخالفة اتفاقية السلام من خلال تعزيز قواتها في شبه جزيرة سيناء، محذّراً من عواقب ذلك. وشغل جبرين المنصب ابتداء من يوليو/ تموز 2016 وحتى مايو/ أيار 2019، قبل أن يصبح سفير إسرائيل في المغرب منذ 2021 ويستقيل أخيراً من العمل في وزارة الخارجية. وفي حديث لموقع واينت العبري، اليوم الاثنين، بمناسبة نشر كتابه الجديد "شراكة في ظل التنافس"، الذي يتناول العلاقات بين القاهرة وإسرائيل من منظور مصري، قال جبرين: "لا شك أن مصر تنتهك الملحق العسكري في اتفاقية السلام، حيث أدخلت عدداً أكبر من القوات إلى سيناء مما تم تحديده في الملحق، وتجاوزت ما وافقت عليه إسرائيل، نظراً لطلب مصر زيادة القوات لمكافحة الإرهاب".

ويشير جبرين إلى أن "نطاق البناء وتوسيع البنية التحتية في سيناء يحمل طابعاً دفاعياً وهجومياً، ويتجاوز ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية السلام. ومن الأمثلة أيضاً، توسيع المطارات العسكرية في شرقي القاهرة، وفي سيناء، والعريش... وبناء مخابئ جديدة، ومستودعات ذخيرة ومضاعفة مخزون الوقود، وبناء سبعة أنفاق تحت قناة السويس، أربعة في منطقة الإسماعيلية وثلاثة في منطقة بورسعيد، وتوسيع الطرق الرئيسية في سيناء إلى طرق سريعة، في أماكن ذات حركة مرور قليلة للسكان".

وحذّر السفير الإسرائيلي من أن "مصر تستثمر مبالغ طائلة في تعزيز قوتها العسكرية على الرغم من عدم وجود أي دولة تهددها ورغم وضعها الاقتصادي الصعب. في الوقت نفسه، هناك استثمار كبير من قبل مصر في البنية التحتية العسكرية والمدنية بشرق القناة في سيناء". وتابع: "يجب على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار القدرات التي تبنيها مصر وألا تعتمد على تفسير النوايا أو المصالح الحالية. يمكن أن تتغير النوايا والمصالح بسهولة مع تغيير النظام، كما حدث في مصر عام 2012 مع صعود الإخوان المسلمين".

حذّر السفير الإسرائيلي من أن مصر تستثمر مبالغ طائلة في تعزيز قوتها العسكرية

ويقول جبرين إن الطريقة التي يرى فيها المصريون الإسرائيليين تتسم بالتناقض والتضارب، "من ناحية، يشعرون بالعداء والكراهية، لأن إسرائيل تُعتبر كياناً إمبريالياً، وجسماً غريباً، وكياناً مصطنعاً. كان من السهل نسبياً أن أدرك ذلك. عندما وصلت إلى مصر، سُئلت مراراً وتكراراً السؤال (من أين أنت؟)، أي ما هو أصلك، ما هو منشؤك. قلت إنني ولدت في البلاد. (نعم)، قالوا لي: (لكن من أين جاء والداك؟)".

ومضى قائلاً: "بعد فترة من الوقت، فهمت المنطق وراء السؤال. تُعتبر إسرائيل مجموعة من الناس، خليطاً متنوعاً، جاؤوا من جميع أنحاء العالم للاستيطان في المنطقة، واحتلوا، وسلبوا حقوق الفلسطينيين وأرضهم. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر إسرائيل دولة تهدد الهوية الثقافية العربية-الإسلامية، وتشكل منافساً لمصر في الساحة الإقليمية والدولية".

من ناحية أخرى، زعم جبرين أنه شعر أيضاً بالإعجاب وحتى الغيرة من المصريين تجاه إسرائيل. "تُعتبر إسرائيل دولة حديثة ذات قدرات علمية عالية، وقوة في مجال التكنولوجيا الفائقة مع مستوى معيشي مرتفع. وإسرائيل دولة ديمقراطية".

ويعتقد السفير السابق أن "الطريقة للتعامل مع هذا التوتر هي الحفاظ على أسطورة النضال ضد إسرائيل من خلال تحويل النضال المسلح إلى نضال ثقافي ودبلوماسي. ومعارضة التطبيع، ومقاطعة النقابات المهنية... وانتقاد إسرائيل في الإعلام المصري، وإدارة النضال في الساحة الدبلوماسية الدولية. وفي الواقع، تبنّت مصر استراتيجية التعايش بحكم الأمر الواقع مع دولة إسرائيل، ولكن ليس بالضرورة الاعتراف بشرعيتها".

وأضاف: "باعتبارها الدولة الأكبر في المنطقة ولأنها تلعب دوراً مركزياً فيها، لا تستطيع مصر التعايش مع القدرات غير التقليدية المنسوبة إلى إسرائيل. لا يمكن لمصر قبول حقيقة أن دولة صغيرة مثل إسرائيل يمكن أن تهدّدها، وهو ما يضرّ بالصورة الذاتية والوطنية لمصر وبمكانتها وسمعتها السياسية في المنطقة. لذلك، تعمل مصر على تعزيز المبادرات في الساحة الدبلوماسية بشكل مستمر ومنتظم منذ عقود، لفرض نزع القدرات المنسوبة لإسرائيل، وفقاً لتقارير أجنبية، في المجال النووي".

المساهمون