سفير واشنطن لدى الاحتلال ينتقد تقريراً أميركياً يحذر من مجاعة شمال غزة

25 ديسمبر 2024
جاك لو خلال كلمة له في هرتسليا، 24 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتقد السفير الأميركي لدى الاحتلال الإسرائيلي تقرير شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، مشيراً إلى اعتماده على بيانات قديمة وغير دقيقة حول مجاعة محتملة في شمال غزة، مما أثار جدلاً حول دقة المعلومات.
- طالبت جمعية أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية بوقف الهجمات على مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، مؤكدة على ضرورة توفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية لسكان المنطقة الذين يعانون من نقص في الخدمات الطبية.
- أزالت شبكة الإنذار المبكر التقرير بعد الانتقادات، وأعلنت عن مراجعة البيانات لإعادة إصداره في يناير، محذرة من تفاقم انعدام الأمن الغذائي في غزة.

انتقد السفير الأميركي لدى الاحتلال الإسرائيلي، جاك لو، تقريراً صدر عن شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة التي أنشأتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، حذر من مجاعة في شمال قطاع غزة بسبب العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتكاد تكون هذه من المرات النادرة التي يرفض فيها سفير أميركي تقريراً يصدر عن وكالة أميركية حكومية.

وادعى السفير، في بيان أصدره مساء الثلاثاء، أن "التقرير الذي أصدرته شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة اليوم عن غزة (يقوم) على بيانات قديمة وغير دقيقة". وأضاف: "عملنا بشكل وثيق مع حكومة إسرائيل والأمم المتحدة لتوفير قدر أكبر من الوصول إلى محافظة الشمال، ومن الواضح الآن أن عدد المدنيين في ذلك الجزء من غزة يراوح بين 7 آلاف إلى 15 ألف نسمة، وليس 65 ألفاً إلى 57 ألف نسمة، وهو الأساس لهذا التقرير".

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، طالبت جمعية أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية (غير حكومية) بوقف الهجمات المستمرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية. ولفتت الجمعية إلى أن مستشفى كمال عدوان "منشأة حيوية لسكان شمال القطاع، حيث تشير التقديرات إلى أن بين 65 ألفاً إلى 75 ألف شخص يقطنون المنطقة حالياً دون أي وصول للخدمات الطبية الأساسية".

وادعى السفير الأميركي أن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (تابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية) تقول إن "عدد السكان في هذه المنطقة يراوح بين 5 آلاف إلى 9 آلاف نسمة، فيما تقدر الأونروا أن عدد السكان يراوح بين 10 آلاف إلى 15 ألف نسمة". واعتبر السفير الأميركي أنه "في وقت تتسبب المعلومات غير الدقيقة في حدوث ارتباك واتهامات، فمن غير المسؤول إصدار تقرير مثل هذا".

وزعم لو منتقداً التقرير: "نعمل ليل نهار مع الأمم المتحدة وشركائنا الإسرائيليين لتلبية الاحتياجات الإنسانية - التي تعد كبيرة، والاعتماد على بيانات غير دقيقة أمر غير مسؤول". وعلى إثر ذلك، قامت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة بإزالة التقرير من موقعها الإلكتروني. وقالت: "يخضع تنبيه FEWS NET الصادر في 23 ديسمبر/كانون الأول لمزيد من المراجعة، ومن المتوقع إعادة إصداره مع بيانات وتحليلات محدثة في يناير/كانون الثاني".

ولا يظهر التقرير الجديد على موقعها، ولكن موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي اقتبس، الأربعاء، عن التقرير المشطوب قوله: "من المرجح للغاية أن تكون عتبات استهلاك الغذاء وسوء التغذية الحاد للمجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) قد جرى تجاوزها الآن في محافظة شمال غزة".

وكانت الشبكة قد قالت، في تقرير في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "لقد تفاقمت حدة انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة بشكل حاد منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، عندما بدأت إسرائيل بفرض قيود متزايدة على تدفقات الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية إلى الشمال وتدفقات الإمدادات الغذائية التجارية إلى الجنوب". وأضافت: "وفي المناطق الأكثر تضرراً في محافظة شمال غزة، بما في ذلك جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، تسبب الحصار في إغلاق شبه كامل لتدفقات الإمدادات الغذائية منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتابعت: "وفي غياب زيادة كبيرة في تدفقات الإمدادات الغذائية، فإن المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) ستصبح النتيجة الأكثر ترجيحاً في شمال غزة". وقد أنشأت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) في عام 1985 استجابة للمجاعات المدمرة في شرق أفريقيا وغربها، والحاجة الملحة إلى تحذير أفضل وأسرع من أزمات الأمن الغذائي المحتملة. وتقول الشبكة على موقعها إنها "مزود عالمي رائد لمعلومات الإنذار المبكر والتحليل الدقيق والمستند إلى الأدلة والشفاف في الوقت المناسب لانعدام الأمن الغذائي الحاد الحالي والمستقبلي".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون