قطعت مجموعات مسلحة وفصائل محلية، صباح اليوم الأحد، الطريق الرئيسي الواصل من دمشق إلى السويداء في مدخل المدينة، عند دوار العنقود، احتجاجاً على توقيف السلطات الأمنية التابعة للنظام السوري أربعة لاعبين من السويداء، ليل الخميس الماضي، بحجة أنهم مطلوبون للخدمة الإلزامية.
وبحسب معلومات خاصة لـ"العربي الجديد"، قام المحتجون باحتجاز عدد من عناصر جيش النظام، مساء اليوم الأحد، عند جسر مدينة شهبا شمال مدينة السويداء، وقال أحد عناصر فصيل "الحدود" لـ"العربي الجديد" إنهم لن يتراجعوا عن مطلبهم مهما كانت النتيجة، ولن يخذلوا أهالي وعائلات اللاعبين.
وكان الرياضيون الأربعة يلعبون مع نادي العمال الرياضي في دوري الدرجة الثانية لكرة قدم الصالات، وفازوا في المباراة الأولى على أحد الفرق بنتيجة عالية مما أثار حفيظة وخوف باقي الفرق من الخسارة أمامهم، ودليلهم قيام الجهات الأمنية باقتحام الفندق الذي يقيمون فيه واعتقال اللاعبين بتهمة التخلف عن الخدمة العسكرية.
أحد المرافقين لنادي عمال السويداء الرياضي قال لـ"العربي الجديد" إن "الاتحاد الرياضي يعلم أن عدداً من لاعبي الأندية الرياضية متخلفون عن الخدمة العسكرية ويتغاضى عن هذا الأمر وكذلك الحواجز الأمنية"، مضيفاً أن ما يثير القلق في هذا الاحتجاز أنه "جاء نتيجة للفوز، ومحاولة لإيقاف تقدم النادي إلى المنافسة في الدرجة الأولى وهذا ما حصل بالفعل حيث احتج اللاعبون على استمرار توقيف زملائهم وانسحبوا من المباراة الأخيرة أمام نادي تشرين".
وكان المحتجون فتحوا الطريق الرئيسية ظهر اليوم بعد وعود بإطلاق سراح اللاعبين وعودتهم إلى السويداء وعدم إلحاقهم بالخدمة العسكرية، ليتبين خلال الساعات الثلاث الماضية أن الوعود كاذبة، مما حدا بالمحتجين للعودة إلى قطع الطريق بالقرب من الجسر الواقع بين بلدتي "سليم ومردك" على طريق دمشق السويداء والتهديد بالتصعيد خلال الساعات القادمة.
وقال أحد المحتجين لـ"العربي الجديد" إنه "آن الأوان لتعي السلطة أن أبناء السويداء لن يكونوا وقوداً لحرب الحفاظ على الكرسي ولن يخدموا إلا سلطة وطنية".
وأما عن المقصود بالتصعيد بعد قطع الطريق فأضاف المتحدث أن السلطات الأمنية "تعرفه جيداً وجربته مرات عدة في السويداء ولا تحبذه خاصة في الوقت الحالي، فنحن نبدأ بقطع طريق واحتجاج سلمي ولا نتوقف عند العناصر والمؤسسات الأمنية ويصبح كل من يتبع للسلطة هدفا مشروعا لنا. ومن جهتي أنصح السلطات بالإفراج عن المعتقلين الأربعة قبل أن يخرج هذا الاحتجاج عن الشكل السلمي".
في هذه الأثناء تعلو الأصوات في المحافظة للمطالبة باعتصامات وتظاهرات تندد بالواقع المعيشي الصعب والارتفاع غير المسبوق بأسعار المواد الغذائية.
وأكد الناشط المدني، ساري الحمد، لـ"العربي الجديد" أنه في كل مرة يأتي حدث من خارج حدود المحافظة ليُعيد بوصلة العداء الشعبي إلى اتجاهه الصحيح أي نحو السلطة، وتأتي الحادثة الحالية "بعد الأحداث المُفتعلة بين بعض العائلات في السويداء، التي غذتها الأجهزة الأمنية في الأيام القليلة الماضية، عادت البوصلة لتحرك المشاعر والشارع باتجاه حدث اعتقال اللاعبين".
وأضاف الحمد: "في هذا الشأن لا أعتقد أن السلطة جاهزة لمواجهة أهالي السويداء وتسعى جاهدة لاستبعاد هذا الحل حالياُ، ولكنها كالعادة ستماطل في إطلاق سراح اللاعبين لتكسب نقاطا جديدة من الوجهاء والفصائل الداخلة بالوساطة، ولا أستبعد أن تطلق سراحهم قريباً وتدعي أنها أخلت سبيلهم للمحافظة على السلم الأهلي".