استمر التوتر في محيط المربع الأمني بمدينة الحسكة شمال شرقي سورية، اليوم الأربعاء، على خلفية مطالب عشائر عربية بحل مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري ومحاسبة قائدها بعد إهانته لأحد شيوخ قبيلة الجبور وضربه.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن التوتر مازال مستمراً بالتزامن مع محاولة وجهاء محليين ضبط الأمور وعدم التصعيد، خشية نشوب مواجهات مسلحة. وتصر عشيرة الجبور وعشائر متضامنة معهم على مطلبهم بحل مليشيا الدفاع في الحسكة ومحاسبة قائدها المدعو "عبد القادر حمو".
وكان عنصر من قوات النظام السوري قد قُتل وأصيب ثلاثة أشخاص من قبيلة الجبور، أمس الثلاثاء، في إطلاق نار متبادل عند حاجز الهجانة في الحسكة، ونقلت مصادر محلية أن الإطلاق حدث بالخطأ بداية من قبل أحد أبناء عشيرة الجبور خلال نقلهم تعزيزات مسلحة إلى الحسكة.
#الحسكة
— صهيب اليعربي (@SOHEB2019) August 15, 2023
جرحى إثر تبادل إطلاق نار بين أبناء قبيلة الجبور وميليشيا الدفاع الوطني بمدينة الحسكة pic.twitter.com/kX6jNi5UNQ
وذكرت المصادر أن طائرة مروحية تابعة للنظام السوري هبطت في المربع الأمني، اليوم الأربعاء، ما يرجح وجود مفاوضات على مستوى أعلى من القيادات الموجودة في المنطقة، وسط أنباء غير مؤكدة عن احتمالية قدوم الطائرة لنقل "حمو" إلى دمشق.
وأكدت المصادر أن قائد مليشيا الدفاع الوطني، المتسبب بالأزمة، ما زال ضمن المربع الأمني محتمياً بأحد مقرات النظام هناك، وهناك إشاعات أن من يحميه إيران وروسيا وليس النظام وحده، بينما ما زالت قبيلة الجبور مصرة على مطلبها بمحاسبته بعد منح النظام مدة 48 ساعة قبل يومين.
وكانت أنباء تحدثت في وقت سابق عن رضوخ النظام لمطلب الجبور، إذ نقل موقع "نورث برس" أن النظام أقال قائد "الدفاع الوطني" وحوّله إلى العاصمة دمشق للمحاكمة العسكرية.
وفي عملية عدها البعض استفزازاً نشرت صفحة الدفاع الوطني في القامشلي صورة قالت إنها لقائدها من المربع الأمني في الحسكة، ما يعني نفيها الأنباء التي تتحدث عن العزل والمحاكمة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المليشيا قابلت الطلب بتعزيزات عسكرية نقلتها من أرياف الحسكة إلى المربع الأمني، وينذر ذلك بوقوع قتال عشائري في حال تم تصعيد الموقف، حيث نقل إعلام النظام أنباء بأن عشائر عربية متضامنة مع المليشيا أبدت استعدادها للدعم العسكري.
وبحسب مواقع إعلامية محلية، ينحدر "عبد القادر حمو"، نحو 42 عاماً، من عائلة ثرية من حي النشوة في مدينة الحسكة، وهو متهم بتجارة المخدرات منذ ما قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، وتصاعدت تجارته بعد وقوفه في صف النظام السوري وارتكابه جرائم بحق السكان.
ويلقب "حمو" نفسه "السيد أبو أحمد الحسيني" ويتهمه سكان بالتعاون مع الإيرانيين و"حزب الله" اللبناني من أجل التغلغل وبسط النفوذ في مناطق سيطرة النظام بالحسكة.
النظام ينهي خدمة الاحتياط لفئات في قواته
أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الأربعاء، إنهاء الخدمة العسكرية لفئات من قواته ابتداءً من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقالت وكالة إعلام النظام السوري "سانا" إنّ بشار الأسد "أصدر أمراً إدارياً يقضي بإنهاء الاستدعاء والاحتفاظ للضباط وطلاب الضباط الاحتياطيين المدعوين الملتحقين وصف الضباط والأفراد الاحتياطيين (المحتفظ بهم والمدعوين الملتحقين)".
وكان رئيس النظام السوري قد أصدر، في السابع عشر من يوليو/ تموز الماضي، أمراً إدارياً يقضي بإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء لصف الضباط والأفراد الاحتياطيين بدءاً من تاريخ الأول من شهر سبتمبر/ أيلول القادم.
وفي وقت سابق من شهر أغسطس/ آب من العام الماضي أصدر بشار الأسد أيضاً أمراً إدارياً بشأن الخدمة العسكرية في القوات المسلحة السورية، وأنهى به خدمة الاحتفاظ والاستدعاء لفئات من قواته في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020.
ولقيت تلك القرارات انتقادات واسعة، إذ إن مدة الاحتياط والاحتفاظ في قوات النظام لبعض الفئات تجاوزت 6 سنوات، في ظل ظروف اقتصادية وأمنية متردية.
وفقد النظام السوري آلاف الضباط والجنود خلال المعارك التي شنها ضد المعارضة السورية المسلحة، فضلاً عن معارك مع تنظيم "داعش" في البادية.