وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قال مراسل "العربي الجديد" في ريف حلب، شمالي سورية، إنّ مروحية أميركية، ترافقها عدة طائرات، هبطت على أطراف قرية الأحيمر التابعة لريف مدينة جرابلس، في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وسط سماع إطلاق نار.
اعتقلت قوات التحالف الدولي قياديًا في تنظيم "داعش" خلال عملية إنزال جوي جرت، فجر اليوم الخميس، بريف مدينة جرابلس في الشمال السوري، والخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" والقوات التركية.
وأعلنت قوات التحالف الدولي، في بيان، قيامها بعملية إنزال جوي في جرابلس فجر اليوم، انتهت بالقبض على قيادي بارز في تنظيم "داعش"، وصفته بأنه صانع قنابل مُتمرّس ومُيّسر عمليات، ويعد أحد كبار قادة "داعش" في سورية.
وأشار التحالف الدولي إلى أنه جرى التخطيط للمهمة بدقة لـ"تقليل مخاطر الأضرار الجانبية أو الإضرار بالسكان"، واصفا العملية بأنها كانت ناجحة، إذ لم يصب أي مدني بأذى، ولم تكن هناك إصابات في قوات التحالف أو أضرار لطائرات التحالف، بحسب البيان.
وفيما لم يكشف التحالف عن هوية المعتقل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم، أن المعتقل هو هاني أحمد الكردي ويعرف باسم والي الرقة سابقا.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن عدة طائرات تابعة للتحالف الدولي هبطت، حوالي الساعة 3 فجراً بتوقيت سورية، في قاعدة "لافارج" الواقعة بمنطقة خراب عشق في ريف عين العرب (كوباني)، شرقي محافظة حلب، وذلك بعد الانتهاء من عملية الإنزال، حيث باتت هذه القاعدة مركز انطلاق مثل هذه العمليات ضد قيادات التنظيم.
وأضاف أن طائرات التحالف الدولي، التي دخلت أجواء ريف جرابلس، نفّذت عملية إنزال على منزل في قرية قرقوي العرب، حيث جرى تقييد أفراد العائلة قبل اعتقال أحد أفرادها.
وبعد انتهاء عملية التحالف، دخلت قوة عسكرية من فرقة "السلطان مراد"، التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، إلى القرية ونشرت حواجز داخلها وخارجها.
وأضاف أنّ مروحيات التحالف الدولي، خلال عملية الإنزال، ألقت قنابل مضيئة غربي بلدة البندورة بين قريتي الأحيمر وقرقوي.
وسبق أن نفّذت قوات التحالف، في فبراير/ شباط الماضي، إنزالاً جوياً في بلدة أطمة قرب الحدود السورية التركية، أدّى إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
اعتقال عناصر لـ"داعش" في إدلب
من جهته، نشر "جهاز الأمن العام" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" بيانًا أمس، أورد فيه تفاصيل عملية إلقاء القبض على عدد من الأشخاص ممن يتبعون لتنظيم "داعش".
وقال المتحدث الرسمي باسم الجهاز ضياء العمر إن من بين المعتقلين مسؤولين وقياديين يتبعون لما يعرف بـ"ولاية الشام" ويتقلدون مناصب حساسة، أهمها تأمين الطرق والإمدادات، وعُثر بحوزتهم على أحزمة ناسفة وأسلحة وذخائر، من بينها بنادق ومسدسات من عيارات مختلفة، وأجهزة حاسوب.
وأوضح أن قسم التحقيق يتابع الإجراءات اللازمة مع الموقوفين، في حين تتواصل ملاحقة بقية أفراد الخلية.
وكان "الأمن العام" أعلن، قبل يومين، القبض على عدد من قياديي التنظيم يقطنون في مدينة الدانا، شمال غربي محافظة إدلب، بعملية أمنية واسعة حسب وصفه.
ودائمًا ما يعلن "جهاز الأمن العام"، الذي ينفي تبعيته لـ"هيئة تحرير الشام"، تنفيذ عمليات عديدة، كملاحقة خلايا تنظيم "داعش" والمخبرين التابعين لقوات النظام السوري، وعصابات السطو المسلح وتهريب المخدرات.
قتلى في إدلب
وفي شمال غرب البلاد، استهدفت قوات النظام السوري، اليوم الخميس، بلدتي فليفل والفطيرة، جنوبي محافظة إدلب، بأكثر من 40 قذيفة مدفعية.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن عددا من عناصر فصائل المقاومة قتلوا جراء استهداف قوات النظام بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية مواقعهم في محور سراقب بريف إدلب الشرقي خلال الساعات الماضية، فيما تواصل القصف المتبادل بين الطرفين على محوري سراقب وسرمين حتى منتصف الليلة الماضية.
من جهتها، أعلنت فصائل المعارضة عن قنص عنصرين من قوات النظام السوري والمليشيات المساندة، أمس الأربعاء، على جبهات ريف إدلب الجنوبي.
هجوم على قاعدة التنف شرقي حمص
إلى ذلك، استهدف طيران مجهول الهوية، مساء أمس الأربعاء، القاعدة العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولي في منطقة التنف شرقي محافظة حمص، على المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق.
ونشر فصيل "جيش مغاوير الثورة" المدعوم من قوات التحالف والمتمركز في قاعدة "التنف" ومحيطها، عبر حسابه في "فيسبوك"، صورًا قال إنها لاستهداف طائرات مجهولة مقار تابعة له داخل القاعدة العسكرية، مشيرا إلى تسجيل أضرار بسيطة من دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن الهجوم جرى عبر طائرة مسيّرة يرجح أنها إيرانية، حيث استهدفت إحدى نقاط فصيل "جيش مغاوير الثورة" شمال غربي منطقة الـ55، وسط اعتقادات أنها انطلقت من موقع المليشيات الإيرانية في قرية العليانية، التي تبعد عن منطقة قاعدة التنف نحو 30 كلم.
وكانت مواقع تابعة لمليشيات مدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" قد تعرضت لقصف جوي مجهول المصدر قبل يومين في مدينة البوكمال، شرقي محافظة دير الزور.
وليست هذه المرة الأولى التي تُستهدف فيها قاعدة التنف، حيث تعرضت، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، لقصف صاروخي لم يسفر عن وقوع إصابات، وقال مسؤولون أميركيون حينها إن إيران كانت وراء الهجوم.
"داعش" يهاجم قوات النظام في البادية
من جهة أخرى، استهدف تنظيم داعش، خلال الساعات الفائتة، حافلة مبيت تابعة لقوات النظام في عمق البادية السورية في محيط منطقة الـ55، الأمر الذي أدى لمقتل وجرح 9 عناصر على الأقل.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 3 عناصر حتى الآن، لكن عدد القتلى مرشح للارتفاع نظرا لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.
اغتيالات في درعا
وفي جنوب البلاد، قتل الشاب محمد إبراهيم الربداوي برصاص قوات النظام بين بلدة أبطع ومدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الأوسط.
وقال الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو محمود، لـ"العربي الجديد"، إن الربداوي ينحدر من مدينة طفس، وهو أحد المطلوبين الستة الذين طالب نظام الأسد بتهجيرهم نحو الشمال السوري في 25 ديسمبر/ كانون الثاني 2021.
وفي 30 إبريل/ نيسان الفائت، اغتال مسلحون مجهولون والدة الربداوي صباح البردان، عبر استهدافها بطلق ناري أمام منزلها في مدينة طفس.
مسيرة مجهولة تستهدف فصيلاً للمعارضة السورية
على صعيد آخر، استهدفت طائرات مُسيرة مجهولة، ليل الأربعاء- الخميس، مواقع عسكرية تابعة لفصيل "جيش مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية، وهو شريك قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في قاعدة "التنف" العسكرية، المتمركزة ضمن منطقة الـ"55" كم شرقي محافظة حمص، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.
بدوره، قال عبد الرزاق خضر، وهو الناطق الإعلامي باسم فصيل "جيش مغاوير الثورة"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "ليلة أمس الأربعاء، قام طيران مجهول التبعية باستهداف إحدى نقاط جيش مغاوير الثورة المحيطة بقاعدة التنف العسكرية بعدة صواريخ استهدفت الأبنية الموجودة في النقطة"، مؤكداً أن "الأضرار اقتصرت على الماديات في تلك المباني، ولم يصب أي عنصر من مقاتلي جيش مغاوير الثورة".
وحول هوية الجهة المنفذة الاستهداف، أشار خضر إلى أنه "حتى الآن، لم نحدد الجهة التي استهدفتنا، ولا نعلم لماذا تم الاستهداف"، مشدداً على "أن مقاتلينا روحهم المعنوية كبيرة ولن تؤثر عليهم مثل هذه الضربات الشيطانية، التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتخيف المدنيين".
وأكد خضر أن "جيش مغاوير الثورة يجري الآن تدريبات عسكرية مكثفة لعناصره، وعناصر آخرين جدد في الجيش، بالاشتراك مع القوات الأميركية الموجودة في قاعدة التنف العسكرية"، موضحاً أن "التدريبات تشمل كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، هدفها رفع كفاءة المقاتلين والتصدي لأي عدوان يستهدف المنطقة".
وكانت قاعدة "التنف" العسكرية قد تعرضت لهجوم، في الـ21 من أكتوبر/ تشرين الأول العام الفائت، بـ5 طائرات مُسيرة من داخل الأراضي السورية، من دون وقوع أي إصابات بشرية، حينها وصفه مسؤولون أميركيون وإسرائيليون بأنه هجوم دبرته إيران رداً على الغارات الإسرائيلية على سورية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
ويأتي هذه الاستهداف عقب أيام قليلة من استهداف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع الميليشيات الإيرانية في مطار دمشق الدولي، وذلك بعد تدمير برج المراقبة ورادار الملاحة في مطار دمشق، بالإضافة لقصف المدرجين الشمالي والجنوبي بثلاثة صواريخ لكل منهما، ما تسبب بخروج المطار عن الخدمة، من دون معرفة حجم الخسائر البشرية حتى الآن.