سورية: الجبهة الشامية ترفض مطالب تركية وتخوفات من صدام عسكري

21 سبتمبر 2024
دوريات تركية في مدينة منبج شماليّ سورية، 18 يونيو 2018 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لم يُفضِ اجتماع بين الجبهة الشامية والجانب التركي إلى حل القضايا العالقة، مما يُبقي التوتر في الشمال السوري، مع مخاوف من صدام مع "القوة المشتركة" المدعومة من تركيا.
- الجبهة الشامية ترفض فتح معبر "أبو الزندين" وتسليم مقرات فصيل "صقور الشمال" لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
- الجبهة الشامية تتمتع بقاعدة شعبية قوية شماليّ سورية، وتُعتبر الأكثر استقلالية وتمسكاً بمبادئ الثورة السورية، خاصة رفض التطبيع مع النظام السوري.

لم يُفضِ اجتماع عُقد الجمعة بين الجبهة الشامية والجانب التركي إلى حل قضايا عالقة، وهو ما يُبقي حالة التوتر في هذا الشمال على حالها، في ظل مخاوف جدية من صدام بين الجبهة وما يُسمّى بـ"القوة المشتركة" الذراع العسكرية المباشرة للأتراك. وأوضح سراج الدين عمر، عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الاجتماع "لم يؤدّ إلى نتائج"، مشيراً إلى أنّ من المقرر عقد اجتماع آخر السبت. وبيّن أن الجانب التركي يريد من الجبهة الشامية الموافقة على فتح معبر "أبو الزندين" الذي يربط الشمال السوري بمناطق النظام، إضافة إلى التخلي عن فصيل "صقور الشمال" الذي صدر قرار بحله قبل أيام واستبقه بالاندماج مع "الشامية".

وحول احتمالات الصدام العسكري مع ما يُسمّى "القوة المشتركة" التي تضم فصيلي "فرقة السلطان سليمان شاه" و"فرقة الحمزة"، وهما من أكثر الفصائل ارتباطاً بالجانب التركي، أوضح عمر أن "هناك رفع جاهزية لدينا"، مؤكداً أن الجبهة لا تزال عند موقفها الرافض لفتح معبر "أبو الزندين".

وبحسب مصادر مطلعة على سير المباحثات بين الشامية والجانب التركي، يطالب الجانب التركي بتسليم مقرات وقائد فصيل "صقور الشمال" لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، بيد أن "الشامية" ترفض. ورفض فصيل "صقور الشمال" قرار هذه الوزارة الذي صدر قبل أيام بحله و"تكييف القوى البشرية والمعدات العسكرية واللوجستية التابعة لهذا الفصيل ضمن مؤسسات وفصائل مختلفة في الجيش الوطني السوري"، الذي من المفترض أن يضمّ فصائل المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد فشل هذا الجيش في مهمته بالقضاء على الحالة الفصائلية.

وتعليقاً على ما يجري في الشمال السوري، أوضح الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، المواكب للمشهد الفصائلي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "ما يجري ليس جديداً"، مضيفاً: "مشهد الانقسام بين الفصائل بات معروفاً... الجبهة الشامية ترفض فتح أبو الزندين وتحاول الضغط على كل الأطراف، لأنها أُخرجت من منطقة عفرين، وهذه مسألة مقلقة لها، كذلك فإنها تستفيد من حالة شعبية ترفض التطبيع مع النظام من بوابة المعابر، ورغم ذلك استبعد الصدام العسكري".

وللجبهة الشامية قاعدة شعبية، شماليّ سورية، باعتبارها الفصيل الأكثر استقلالية وتمسكاً بمبادئ الثورة السورية، وفي مقدمتها عدم التطبيع مع النظام السوري، وفتح المعابر من أجل إنعاش اقتصاده. وأشارت دراسة بحثية أصدرها مركز "حرمون" للدراسات المعاصرة، العام الفائت، إلى أن عناصر فصيل "الجبهة الشامية" المعارض للنظام السوري، لا يقاتلون "بهدف الحصول على المال"، كذلك فإن مقاتليه وعناصره محليون. وتأسست الجبهة في عام 2014 من اتحاد مجموعة من أكبر الفصائل المسلحة في حلب، وهي "كتائب نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، الجبهة الإسلامية، تجمّع فاستقم كما أمرت، جبهة الأصالة والتنمية، صقور الشام".

المساهمون