أفرجت قوات النظام السوري، أمس السبت، عن الشاب وائل خليل الجلم الملقب بـ"الغبيني" وذلك بعد احتجازه من قبل عناصر يتبعون لمركز أمن الدولة أثناء وجوده في مدينة انخل شمالي درعا، وقد أثار اعتقاله توتراً واسعاً في المنطقة.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام أفرجت عن الغبيني عقب استنفار مسلحين محليين من أبناء مدينة جاسم، وانتشارهم في أرجاء المدينة، واحتجازهم لنحو 80 عنصراً من عناصر أمن الدولة الموجودين في المركز الثقافي في المدينة، وعناصر من قوى الشرطة.
وأوضحت المصادر أن المسلحين الذين يتجاوز عددهم 30 شاباً اتجهوا إلى مركز تجمع عناصر أمن الدولة الموجودين في مبنى المركز الثقافي، ومخفر الشرطة في المدينة وقاموا باحتجاز العناصر والضباط، ومصادرة أسلحتهم. كما فرض المسلحون حظر تجوال وإغلاق كل الطرق في المدينة، إضافة للمحال التجارية والأسواق.
والغبيني، قيادي سابق في ألوية جيدور حوران التابع لـ"الجيش السوري الحر"، وكان ضمن 45 شخصية مطلوبة لأجهزة النظام الأمنية في مدينة جاسم، وقد أرسل مباشرة بعد اعتقاله إلى فرع أمن الدولة في مدينة درعا.
وكان "تجمع أحرار حوران" ذكر نقلاً عن شاب من مدينة جاسم تم استدعاؤه من قبل عضو مجلس الشعب (البرلمان) التابع للنظام فاروق الحمادي إلى اجتماع في العاصمة دمشق مع ضباط من النظام، وطلب منه اغتيال بعض الشخصيات المعروفة بمواقفها ضد النظام والمشاريع الإيرانية في المنطقة ومنهم الغبيني.
وذكر الشاب أنهم قاموا بعرض عدّة طرق لقتل الغبيني، منها تقديم دراجة نارية مفخخة أو جرة غاز مفخخة، أو عن طريق تقديم بندقية كلاشنكوف مطلية بمادة الزرنيخ المركّز القاتل، والذي يؤدي لوفاة من يلمسها.
وكانت محافظة درعا قد شهدت توترات عدة خلال اليومين الماضيين، حيث نجا القيادي السابق في "جيش المعتز" معاذ الزعبي من محاولة اغتيال، أمس، على الطريق الزراعي الواصل بين مدينة طفس واليادودة في ريف درعا الغربي.
وكان معاذ الزعبي أحد الأسماء العشرة التي طالب النظام بترحيلها خلال التوترات التي شهدتها طفس، أخيراً. كما جرى اشتباك بالأسلحة الخفيفة الليلة الماضية، نتيجة استهداف مجهولين لقوات النظام في السوق والمدرسة الشرعية ومبنى الأمن الجنائي بمدينة الصنمين شمالي درعا.
في غضون ذلك، عقدت اللجنة المركزية بدرعا، أمس السبت، اجتماعين أحدهما مع ضباط روس والآخر مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام للبحث في مواضيع تخص محافظة درعا.
ونقل موقع "تجمع أحرار حوران" عن مصدر من داخل اللجنة المركزية قوله إن الاجتماع مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام ممثلة باللواء حسام لوقا والعميد لؤي العلي استهدف البحث في "ملفات الموظفين المفصولين والمعتقلين، وإيقاف الملاحقة الأمنية، والنظر في أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة في جيش النظام وتسوية أمنية جديدة لهم يمنحون بموجبها تأجيلا لمدة ستة أشهر"، مشيراً إلى أنّ "هناك نية للإفراج عن دفعة من معتقلي الريف الغربي من درعا في القريب".
كما اجتمعت اللجنة المركزية في درعا مع عدد من الضباط في الشرطة العسكرية الروسية، واتفقوا على تسيير دوريات عسكرية داخل المحافظة.
وأضاف المصدر أنّه "من المقرر البدء بتسيير الدوريات منذ صباح اليوم الأحد حيث تنطلق من ازرع إلى طفس ثم إلى مدينة درعا، وتشمل مركبات للشرطة العسكرية الروسية مع مرافقة من فرع الأمن العسكري دون تواجد لأبناء المحافظة فيها".
انفجارات في محيط البوكمال
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية في شرق سورية، لـ"العربي الجديد"، سماع دوي أكثر من 10 انفجارات في محيط مدينة البوكمال من جهة السكة وسط تحليق لطيران مجهول الهوية في أجواء المنطقة، وسط توقعات بشن غارات جديدة على رتل للمليشيات الإيرانية في المنطقة.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن انفجارات عنيفة ضربت بادية البوكمال الخاضعة لسيطرة المليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي، صباح اليوم الأحد، وتزامنت الانفجارات مع تحليق لطيران مسير في الأجواء، دون ورود معلومات عن أسباب الانفجارات، فيما إذا كانت ناجمة عن استهداف جديد للمليشيات أم عن تفجيرات تقوم بها المليشيات لذخائر أو أسلحة من مخلفات قصف سابق أو ألغام وعبوات.
"قسد" تقتل 3 من مجنديها الجدد
إلى ذلك، قتلت ميليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) 3 شبان ممن تم تجنيدهم حديثا إجباريا في صفوفها بدعوى محاولتهم الهرب.
وذكر مصدر مطلع مقرب من قسد لـ"العربي الجديد" أن ثلاثة شبان من المجندين الجدد قتلوا داخل أحد معسكرات "قسد" في بلدة اليعربية بريف الحسكة، شمال شرقي سورية.
وقال المصدر، وهو ابن عم أحد القتلى، إن ابن عمه تم سوقه للتجنيد الإلزامي في صفوف "قسد" في 31 الشهر الماضي، وإنه حاول الهرب أكثر من مرة، دون أن ينجح في ذلك.
وأضاف أنه في يوم الحادث الذي جرى قبل عدة أيام، حيث تكتمت "قسد" عليه لبعض الوقت، حاول كما يبدو ابن عمه مع آخرين الخروج من المعسكر بعد شجار مع مدربهم، فبادر الأخير إلى إطلاق النار عليهم، ليقتل 3 منهم ويصيب 17 آخرين، مشيرا إلى أن ابن عمه، وأحد القتلى، كلاهما ينحدران من منطقة تل كوجر في محافظة الحسكة.
وأوضح المصدر أن أهالي اثنين من القتلى استلموا جثتيهما بعد إيداعهما في المشفى من جانب "قسد" لمدة 3 أيام دون الإبلاغ عن وفاتهما.
يذكر أن "قسد" تقوم بعمليات منتظمة وحملات عدة لسوق الشبان إلى الخدمة العسكرية في صفوفها في المناطق التي تسيطر عليها، برغم احتجاجات الأهالي والمنظمات الحقوقية الدولية التي تؤكد عدم قانونية سلوك "قسد"، كونها ليست جهة رسمية مخولة شرعيا بسوق المدنيين للخدمة العسكرية، وهي متهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات بحق المدنيين.
أكراد سورية وأميركا
وعلى الصعيد السياسي، توقع مصدر كردي مطلع، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تكون هناك محادثات رفيعة، خلال الفترة المقبلة، بين الإدارة الأميركية و"أكراد سورية"، تتركز على شكل ومستقبل الوجود الكردي في المنطقة.
وأوضح المصدر أنه "بعد تجاوز الحوار الكردي– الكردي، سيكون هناك حوار كردي مع المعارضة السورية لترتيب أوضاع منطقة شرق الفرات"، بما في ذلك الحوار مع الفصائل المدعومة من تركيا ضمن "الجيش الوطني"، وذلك في إطار تفاهمات بين الجانبين الأميركي والتركي، تشمل أيضا إنهاء "قسد" علاقاتها مع حزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه كل من تركيا والولايات المتحدة كتنظيم إرهابي.
ولفت المصدر إلى أن مظلوم عبدي، قائد مليشيا "قسد"، تعهد مرارا أمام الأميركيين بعدم القيام بأي عمل عدائي تجاه الأتراك، وتحديدا داخل الحدود التركية.
وكان عبدي قد لمّح إلى إمكانية زيارته العاصمة الأميركية واشنطن قريبا للقاء مسؤولين كبار في الإدارة الجديدة.
وقال عبدي، في تصريح أدلى به لإذاعة "صوت أميركا" الخميس الماضي، إن "الأكراد السوريين سعداء بإدارة بايدن، ومن المتوقع إجراء محادثات على مستوى أعلى بين أكراد سورية والإدارة الأميركية الجديدة". وقال: "نحن منخرطون في محادثات مع الإدارة الأميركية، وآمل أن تكون لدينا علاقة أقوى في الأيام المقبلة، ويمكننا بدء محادثات على مستوى أعلى".