تجددت الاشتباكات، بعد ظهر اليوم الأربعاء، في محافظة درعا جنوبي البلاد، بين مجموعة محلية وقوات النظام السوري التي تحاول التقدّم من جنوبي مدينة طفس، يأتي ذلك فيما بدأت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة لتجنيد الشبان في صفوفها.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام تحاول التقدّم إلى جنوبي مدينة طفس، بالتزامن مع قصف بقذائف الدبابات وعربات الشيلكا يستهدف السهول الزراعية، وسط اشتباكات مع مسلحين محليين ممن كان يقودهم القيادي السابق في الجيش الحر "خلدون الزعبي" والذي اغتالته قوات النظام في شهر أغسطس/ آب الماضي بواسطة كمين نصب له بعد اجتماعه مع رئيس فرع الأمن العسكري في درعا العميد لؤي العلي.
وأوضح الحوراني أن المقاتلين نجحوا في منع تقدّم قوات النظام حتى الآن باتجاه المدينة.
وكانت قد دارت أمس اشتباكات بين الجانبين حين حاولت قوات النظام التقدم باتجاه المدينة وسط قصف مدفعي، ما أسفر عن مقتل الشاب فهد الصبيحي وسقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين.
وذكر "تجمّع أحرار حوران" أن قوات النظام قصفت بقذائف الدبابات والمضادات الأرضية المقر الذي كانت تتمركز به مجموعة الزعبي جنوب طفس.
من جهة أخرى، سقط صباح اليوم عدد من عناصر النظام بين قتيل وجريح بعد استهداف سيارة عسكرية تابعة للفرقة الخامسة بعبوة ناسفة على طريق عين ذكر - جملة في ريف درعا الغربي.
كذلك استهدف مسلحون مجهولون دورية مشتركة تابعة للأجهزة الأمنية للنظام، بعوة ناسفة، خلال مرورها على الطريق الواصل بين بلدتي الكرك والغارية الشرقية بريف درعا الشرقي، وسط تبادل إطلاق النار بين الطرفين، دون تسجيل خسائر بشرية، فيما فككت قوات النظام عبوتين ناسفين في المنطقة، وقامت بعمليات تفتيش.
"قسد" تطلق حملة تجنيد
وفي شرقي البلاد، باشرت قوات "قسد" حملة اعتقالات في مدينتي الرقة والحسكة، بهدف سوق الشبان إلى الخدمة العسكرية في صفوفها.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن عناصر من "قسد" نصبوا حواجز على مداخل ومخارج مدينة الرقة وريفها لاعتقال الشبان ممن هم في سن التجنيد. كما جرى إغلاق جميع مداخل ومخارج ومفارق مدينة الحسكة وشن حملة اعتقالات في المدينة.
من جهتها، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن قوات "قسد" نصبت حاجزاً بالقرب من الجسر القديم في مدينة الرقة، وأوقفت السيارات العابرة، واختطفت عدداً من الشباب واقتادتهم إلى أحد مقراتها القريبة، لزجهم في معسكراتها والخدمة في صفوفها.
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية جراء الاشتباكات التي اندلعت اليوم بين عناصر الشرطة المدنية وفصيل "السلطان مراد" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" على مدخل مدينة رأس العين إلى 3 هم طفلان وعنصر من الشرطة المدنية، وإصابة 7 بينهم سيدة بجراح بعضها خطيرة.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة اندلعت قبل ظهر اليوم بين الجانبين على حاجز القوس عند مدخل مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، وذلك بسبب خلاف على الحاجز ومنع عبور عناصر الفصيل والإصرار على تفتيشهم ومنع عبور ركاب "التهريب" مع الفصيل ذاته لداخل مدينة رأس العين.
ووفق المرصد، فقد قتل طفل عمره تسع سنوات وأصيبت والدته وطفل آخر وثلاثة أشخاص مدنيين بجروح خطيرة، وذلك اثناء وجودهم بالقرب من مكان الاقتتال، كما أسفرت الاشتباكات عن إصابة عنصرين من فصيل السلطان مراد.