أطلق النظام السوري، ظهر اليوم الاثنين، شابة اعتقلها في ريف درعا، بعدما شهدت بلدة المزيريب توتراً وقصفاً من قوات النظام، عقب احتجاجات واستنفار لمسلّحين من أهالي البلدة على خلفية اعتقال النظام الشابة أمس، فيما انتشرت شائعات في درعا عن إصدار النظام قراراً بمنح حاملي بطاقات التسوية والمصالحة عاماً آخر لتأجيل التجنيد الإجباري، شريطة مراجعة شعب التجنيد التابعة له.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني إن النظام أطلق سراح الشابة، ظهر اليوم، بعد مفاوضات جرت مع وجهاء وقياديين سابقين في المعارضة المسلّحة. وكان النظام قد رفض، صباح اليوم، إطلاق الشابة، كما رفض الإفصاح عن سبب اعتقالها.
وفي وقت سابق من اليوم، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن شبانا مسلّحين من بلدة المزيريب نصبوا حاجزا عند مدخل البلدة احتجاجاً على اعتقال أمن النظام الشابة، ورفضه الإفراج عنها، مضيفة أن قوات النظام قصفت مدخل البلدة بقذائف الهاون من دون وقوع إصابات بشرية.
وجرى اعتقال الشابة، أمس، أثناء مرورها على حاجز "منكب الحطب" التابع للنظام عند الطريق الدولي الواصل بين درعا ودمشق، كما جرى اعتقال فتى قاصر أيضاً. وكانت البلدة قد شهدت، مساء أمس، مظاهرة شعبية طالبت بإطلاق سراح الشابة.
وكانت قوات النظام قد استقدمت إلى محيط البلدة، الشهر الماضي، تعزيزات عسكرية ضمت دبابات ومدفعية وناقلات مدرعة. وجاءت التعزيزات على خلفية التوترات التي حصلت جراء محاولة النظام اعتقال قيادي سابق في فصائل المعارضة يدعى أبو طارق الصبيحي. وخلّفت المحاولة أكثر من عشرين قتيلاً من قوات النظام، فيما فرّ القيادي من البلدة إلى جهة مجهولة.
من جانب آخر، نقلت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن النظام أشاع في محافظة درعا خبراً عن إصداره قراراً ينصّ على منح حاملي بطاقات التسوية والمصالحة مدة عام إضافي لتأجيل التجنيد الإجباري في قواته، مضيفة أنه جرى وضع شرط زيارة شعب التجنيد من أجل الحصول على ورقة التأجيل.
وحذرت المصادر من أن هذه الإشاعة قد تكون مصيدة من قوات النظام لاعتقال المطلوبين للتجنيد الإجباري، بعد امتناع شبان المحافظة عن الالتحاق بقواته، وخصوصاً الذين حصلوا على تسوية شريطة التحاقهم بقوات النظام بعد مدة ستّة أشهر أو سنة من توقيع فصائل المعارضة لاتفاق التسوية مع النظام، صيف 2018.
وكانت حكومة النظام السوري قد أصدرت عدة قرارات أخيراً على صلة بعمليات التجنيد الإجباري، ومن بينها قرارات تنصّ على مصادرة أملاك المطلوب للتجنيد الإجباري، حال تجاوزه السنّ المقررة ولم يسلم نفسه للنظام.
ويذكر أنه لم يصدر قرار واضح من وزارة الدفاع أو مرسوم من قبل رئيس النظام ينصّ على منح حاملي بطاقات التسوية في درعا مهلة عام آخر لتسليم أنفسهم من أجل التجنيد الإجباري في صفوف النظام.
"قسد" تجدّد الاعتقال والمداهمة في مخيم الهول
إلى ذلك، داهمت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فجر اليوم الاثنين، مرة أخرى، مناطق في مخيم الهول بريف الحسكة، شرقي سورية، وذلك بعد قرابة 48 ساعة من إعلان انتهاء العمليات الأمنية في المخيم تحت اسم "الإنسانية والأمن"، والتي استهدفت خلايا تنظيم "داعش".
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" داهمت القسم السادس المكتظ بالعراقيين في المخيم، واعتقلت ثلاثة أشخاص، كما قامت بانتشال عدة جثث من أحد مجاري الصرف الصحي لأشخاص جرى قتلهم في وقت سابق وإخفاء جثثهم عن العيون.
وقالت المصادر إن المداهمة تمت بعد حصول المليشيات على معلومات من أشخاص جرى اعتقالهم خلال حملة المداهمات الأخيرة، بالتعاون مع قوات من التحالف الدولي ضد "داعش".
وخلال خمسة أيام متواصلة، كانت "قسد" قد اعتقلت العشرات من قاطني المخيم على خلفية اتهامهم بالعمالة أو الانتماء لتنظيم "داعش"، وأعلنت، يوم الجمعة الماضي، عن انتهاء المرحلة الأولى من العملية الأمنية، فيما لم تعلن عن استئنافها في المخيم الذي يقطنه قرابة ستين ألف شخص، معظمهم سوريون وعراقيون، من بينهم قرابة 8500 شخص من عائلات وذوي عناصر تنظيم "داعش".
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنه ومنذ يوم الجمعة الماضي، اعتقلت "قسد" قرابة عشرين شخصاً من المخيم بعمليات دهم مباغتة وسريعة، وذلك بناءً على المعلومات التي يدلي بها معتقلون في الحملة السابقة، ومن المتوقع أن تستمرّ هذه الاعتقالات خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت قوات الأمن التابعة لـ"قسد"، يوم الجمعة الماضي، انتهاء الحملة الأمنية في المخيم، والتي كانت قد بدأتها يوم الأحد الماضي، واعتقلت على أثرها عشرات الرجال والنساء من حاملي الجنسية العراقية.
ويُعدّ مخيم الهول أكبر المخيمات وأكثرها سوءاً داخل الأراضي السورية، وتتهم "قسد" مسلّحين من تنظيم "داعش" بتنفيذ عمليات قتل داخل المخيم بهدف الترهيب، حيث بلغت عمليات القتل في المخيم أكثر من 40 عملية منذ بداية العام الجاري.
من جانب آخر، قُتل عنصر من "قسد" جراء هجوم من مجهولين عليه بسلاح ناري أثناء وجوده في منطقة الشعفة بريف دير الزور الشرقي، حيث انتشرت دوريات للمليشيات في المنطقة، بينما فر المهاجمون إلى مكان مجهول.
وفي حلب، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية دورية مع الجيش التركي في ناحية عين العرب، الخاضعة لسيطرة "قسد" في إطار الاتفاقات بين الطرفين حول مناطق الأخيرة. وتألفت الدورية من أربع عربات، جابت عشرين قرية على الأقل.
وتُعدّ هذه الدورية التاسعة والأربعين منذ انطلاق الدوريات المشتركة في المنطقة نهاية العام 2019.
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن المليشيات المدعومة من إيران جلبت، اليوم، شاحنات تحمل مواد عسكرية من الأراضي العراقية عن طريق معبر البوكمال الحدودي. وتوجهت الشاحنات إلى مدينة البوكمال ودخلت مقرات تابعة لـ"فاطميون".
ووفق المصادر، فقد شوهد رتل، يضم أربع شاحنات ترافقها سيارات عسكرية مزودة برشاشات متوسطة، يدخل مدينة البوكمال، ومن المرجح أن الشاحنات جرى تفريغها في شاحنات أخرى انتقلت من مدينة البوكمال إلى منطقة التبني في ريف دير الزور الغربي.
وكانت المليشيات قد أقامت عدة نقاط لها عند الحدود الإدارية بين دير الزور والرقة، وزودت النقاط بمنصات لإطلاق الصواريخ.
الجيش الوطني يعتقل مدنيين في حلب
حصل "العربي الجديد" على معلومات، اليوم الاثنين، تفيد بأن الشرطة العسكرية العاملة في منطقة راجو، شمالي حلب، المتاخمة للحدود السورية التركية والتي يسيطر عليها "الجيش الوطني" المعارض، اعتقلت 18 شخصاً، بينهم 14 سيدة، أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية.
وأكد والد إحدى المحتجزات لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، أن عملية الاعتقال تمت مساء الجمعة الفائت على الشريط الحدودي مع تركيا بالقرب من ناحية راجو، لنساء نازحات ومهجرات من إدلب وحمص، في ظل تكتم إعلامي على الحادثة، مضيفاً أن الشرطة العسكرية هي التي أشرفت على عملية الاعتقال.
وأشار إلى أن عدة وساطات قدمت لمدير فرع الشرطة العسكرية في بلدة راجو، جراح الديري، للإفراج عن المعتقلين، لكنها جميعا باءت بالفشل، لافتاً إلى أن الديري قال لهم إن أمر الاعتقال والإفراج عن المحتجزين ليس بيده، إنما بيد القوات التركية الموجودة في المنطقة، وذلك بعد تقديمه عدة وعود لذوي السيدات بإخلاء سبيلهن.
وأشار والد الفتاة إلى أن جميع النساء كن موجودات ضمن تجمع مخيمات دير حسان، شمالي محافظة إدلب، وأرَدن الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية من منطقة ريف حلب، وهدفهن لم الشمل مع أزواجهن الذين يعملون ضمن ولايات عدة في تركيا منذ أكثر من سنة ونصف، وذلك بعد إغلاق جميع المعابر الحدودية مع تركيا في وجه النازحين والمقيمين ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سورية، وعدم فتح باب التسجيل لقضاء إجازات العيد زيارات الأقارب حتى اللحظة، مشدداً على أنها الطريقة الوحيدة للم الشمل.
وشدد المتحدث نفسه على أن الشرطة العسكرية بدأت تشيع أن السيدات قادمات من مناطق سيطرة النظام السوري عبر مدينة الرقة، بعد عدة محاولات من قبل الأهالي والوجاهات في المنطقة للإفراج عنهن، ونفى والد الفتاة أن تكون هذه الادعاءات أو الإشاعات صحيحة.
وعلى وقع الحادثة، طالب نشطاء إعلاميون في إدلب وحلب "الجيش الوطني" بالإفراج الفوري عن النساء، محذرين من غضب شعبي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها، اليوم الاثنين، أن قوات "الجيش الوطني" اعتقلت 18 مدنياً، بينهم 14 سيدة، في بلدة راجو، مشيرة إلى أنه لم يتم إبلاغ أحد من ذوي المحتجزين باعتقالهم، وتمّت مُصادرة هواتفهم ومنعوا من التواصل مع ذويهم. وأبدت الشبكة تخوفها من أن يتعرّضوا لعمليات تعذيب، وأن يُصبحوا في عداد المُختفين قسرياً كحال 85% من مُجمل المعتقلين.
النظام يعيد رتلاً سحبه من جبهات إدلب
أعادت قوات "الفيلق الخامس" التابعة للنظام والمدعومة من روسيا، اليوم الاثنين، رتلاً عسكرياً من قواتها التي أرسلتها من جبهات إدلب إلى البادية السورية.
وأوضحت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، لـ "العربي الجديد"، أن كتيبة مشاة تابعة لقوات "الفيلق الخامس" أنهت مهمتها صباح اليوم في بادية الرصافة بريف الرقة الغربي، والتي تنشط فيها خلايا تنظيم "داعش"، وعادت إلى محيط مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وتمركزت على مقربة من خطوط التماس.
في غضون ذلك، أكد الناشط الإعلامي أحمد الشبلي لـ"العربي الجديد" أن ثلاثة عناصر من ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني لقوا حتفهم اليوم الاثنين، وأُصيب آخرون، إثر انفجار لغم أرضي، زرعه عناصر تنظيم "داعش"، بسيارة عسكرية للمليشيا في منطقة كباجب جنوب محافظة دير الزور شرقي سورية.
وأشار إلى أن الطائرات الحربية الروسية شنت خلال ساعات اليوم عدة غارات على المنطقة وجبل البشري بالريف الجنوبي لمحافظة دير الزور، بالتزامن مع استمرار عمليات تمشيط البادية من قبل المليشيات والقوات المدعومة من روسيا، فيما قُتل ضابط برتبة ملازم أول يعمل ضمن المييشيا نفسها، إثر انفجار لغم أرضي بسيارته العسكرية ضمن بادية السخنة بريف حمص الشرقي.
من جهة أخرى، أوضح الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" أن ثلاثة عناصر يتبعون لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قُتلوا مساء اليوم الاثنين، إثر اطلاق النار عليهم من قبل شخصين مجهولين يستقلان دراجة نارية، وسط بلدة ذيبان شرقي محافظة دير الزور.
وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والصواريخ قرى وبلدات كنصفرة، والبارة، وبليون، وفليفل، والفطيرة، وكفرعويد، والعنكاوي، والحلوبة، والمشيك، جنوبي إدلب وغربي حماة، ضمن ما يعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، ما أدى لإصابة مدنيين اثنين بجروح متفاوتة، وأضرار مادية لحقت في المنازل والطرقات المؤدية إلى تلك البلدات والقرى. وردت الفصائل المتمثلة بغرفة عمليات "الفتح المبين"، والعاملة في إدلب وأريافها، على مصادر النيران، مستهدفةً مواقع عسكرية للنظام داخل مدينتي معرة النعمان وكفرنبل جنوبي محافظة إدلب، مُعلنة عن وقوع قتلى وجرحى نتيجة الاستهداف.