استمع إلى الملخص
- بدأت الاشتباكات باغتيال عبد الله الحلقي، مما أدى إلى تحالفات واستخدام أسلحة ثقيلة، دون تدخل من اللواء الثامن أو اللجان المركزية.
- محافظة درعا تشهد فلتانًا أمنيًا وانتشار مجموعات مسلحة مدعومة من الأمن العسكري، مما يسفر عن قتلى بين المدنيين وحالة من الذعر.
فشلت الجهود المبذولة لوقف الاشتباكات بين فصيلين مسلحين محليين في مدينة جاسم شمال محافظة درعا جنوبي سورية، التي تشهد مساء اليوم الجمعة حظرًا للتجوال، مع تزايد المخاوف بين سكّان المدينة من تواصل هذه الاشتباكات.
وأوضح الحقوقي عاصم الزعبي، عضو "تجمع أحرار حوران"، وهو تجمّع ناشطين وحقوقيين في محافظة درعا والجنوب السوري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن وجهاء من مدينة إنخل وعموم المحافظة، حاولوا التدخل لإنهاء هذه الاشتباكات، لكن التدخل باء بالفشل مرتين.
وأضاف الزعبي: "اليوم كان هناك اجتماع في مدينة جاسم حيث طلب آل الحلقي تسليم وائل الغبيني والقتلة معه إلى اللجان المركزية واللواء الثامن، وكان المطلب تسليمهم لطرف ثالث. إلا أن الطلب قوبل بالرفض، وحتى الآن لم يتم حل القضية، وهناك حظر تجوال في جاسم بانتظار جولة مفاوضات جديدة". وتابع في هذا السياق: "الوضع صعب في المدينة، وفي حال استمرت الأمور بهذا الشكل، يمكن أن يكون هناك ضحايا بأعداد أكبر. هناك أطراف أخرى، بما فيها الأمن العسكري، تسعى لزيادة التوتر بهدف زج الطرفين في صراع غير مجدٍ".
ولفت الزعبي إلى أن الاشتباكات بدأت بعملية اغتيال للمدعو عبد الله الحلقي الملقب بـ"أبو عاصم"، وهو قائد مجموعة محلية مسلحة في مدينة جاسم ومرتكب العملية المدعو وائل الغبيني (الجلم) وهو قائد مجموعة محلية مسلحة أيضًا في المدينة. وأضاف أنه تبعت عملية الاغتيال اصطفافات وتحالفات في المدينة، واستخدمت منذ بداية الاشتباكات قذائف الهاون والرشاشات المتوسطة إضافة للأسلحة الفردية. وحتى الوقت الحالي لم يسجل أي تدخل من اللواء الثامن أو اللجان المركزية لفض النزاع بين المجموعتين، وسط استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة في الاشتباكات.
وفي السياق، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن المفاوضات يمكن أن تستأنف يوم غد السبت، مع دعوات لضبط النفس وإيقاف إطلاق النار اليوم، في الوقت الذي أعلن فيه حظر للتجوال ضمن مدينة جاسم.
وتشهد محافظة درعا جنوبي سورية حالة من الفلتان الأمني، مع انتشار المجموعات المسلحة المدعومة من قبل الأمن العسكري واللواء الثامن في المحافظة. ودائماً ما تسفر المواجهات بين هذه المجموعات عن قتلى في صفوف المدنيين وحالة من الذعر لدى الأهالي، وسط غياب الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وفي إبريل/ نيسان، قُتل 20 شخصًا بينهم مدنيون خلال اشتباكات اندلعت بين مجموعتين مسلحتين تابعتين للنظام السوري في مدينة الصنمين بريف درعا، من بين المدنيين من قُتل حرقًا وأعدم ميدانيًا، فيما جرى الاحتفال فوق الجثث والتمثيل بها. وكانت الاشتباكات حينها قد اندلعت بين مجموعة مسلحة يقودها المدعو محسن الهيمد، ومجموعة مسلحة أخرى يقودها المدعو أحمد اللباد، حيث أكدت مصادر محلية وقتها لـ"العربي الجديد" أن مجموعة الهيمد تتبع فرع أمن الدولة، بينما تتلقى المجموعة الثانية دعمها من الأمن العسكري.