سورية: فشل محاولات فرض تهدئة في القامشلي والوضع يتجه نحو التصعيد

أمين العاصي

avata
أمين العاصي

سلام حسن

سلام حسن
25 ابريل 2021
القامشلي إلى التصعييد
+ الخط -

تتجه الأوضاع في مدينة القامشلي والتابعة إداريا لمحافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية إلى تصعيد عسكري جديد، بعد فشل جهود روسية وأهلية للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين "الأسايش"، وبين مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام، بعد اقتتال دموي مستمر منذ عدة أيام.

وبيّنت مصادر مطلعة أن جلسة مفاوضات جرت صباح اليوم الأحد في مطار القامشلي تحت رعاية روسية "فشلت بسبب تمسك كل طرف بشروطه"، وفق المصادر.

 من جانبه أشار فريد سعدون، وهو عضو في لجنة المصالحة المؤلفة من أعيان وشيوخ عشائر في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن النظام "لا يزال يصر على انسحاب الأسايش من حي طي ذي الغالبية العربية من السكان، والذي انتزعت السيطرة عليه منذ يومين، مع انتشار للشرطة المدنية التابعة للنظام". وأضاف سعدون "بينما تصر الأسايش التابعة للإدارة الذاتية ذات الطابع الكردي على أنها لن تنسحب من المواقع التي سيطرت عليها في الحي المذكور".

 من جانبها، كشفت مصادر كانت حاضرة الاجتماع الصباحي أن هناك اجتماعا آخر سيعقد عصر الأحد في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق، مشيرة إلى أن الطيران الروسي حلّق بشكل مكثف فوق الأحياء التي شهدت اشتباكات خلال الأيام القليلة الفائتة، عقب فشل الاجتماع. 

هناك اجتماع آخر سيعقد عصر الأحد في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق

وانتهت الهدنة المؤقتة بين الطرفين في الساعة العاشرة من صباح الأحد، غير أن الطرفين لم ينزلقا إلى اقتتال بانتظار ما تسفر عنه المفاوضات الجارية التي يشرف عليها الجانب الروسي.

وبيّنت مصادر محلية أن مليشيا "الدفاع الوطني" تحشد منذ مساء السبت لبدء جولة قتال جديدة في حال فشل المفاوضات، مشيرة إلى أن هذه المليشيا استقدمت تعزيزات إلى جنوب حي الطي وبالقرب من الفوج 154، في مقابل استنفار لقوى الأمن الداخلي "الأسايش" في الأقسام الشمالية والشرقية والغربية من حي الطي بالقامشلي. وكانت هذه القوى دحرت مليشيا "الدفاع الوطني" منذ يومين في حي "طي" القريب من مطار القامشلي الذي حوّل الروس جانبا كبيرا منه إلى قاعدة عسكرية لهم في منطقة شرقي نهر الفرات، إضافة إلى العديد من نقاط التمركز في عموم محافظة الحسكة الغنية بالموارد.  

وتوعد السبت قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في الحسكة المدعو حسن السلومي أمام حشد من أنصاره باسترجاع حي طي جنوبي مدينة القامشلي، في مؤشر واضح على أن اتفاقا يعيد الهدوء إلى مدينة القامشلي لا يزال بعيد المنال. ولكن مصادر مطلعة أكدت لـ "العربي الجديد" ان موازين القوى تميل لصالح الطرف الكردي "الذي بات عمليا مسيطرا على مجمل المدينة باستثناء المربع الأمني والمطار"، وفق المصادر. وأوضحت المصادر أن الطرف الكردي "لديه دعم كبير من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة"، مضيفة "ولكن النظام دائما يلوّح بورقة التدخل التركي لكبح جماع القوى الكردية في محافظة الحسكة".

 وتقع مدينة القامشلي على الحدود السورية التركية، وتعد امتداداً لمدينة نصيبين التركية، ويتبع لها عدد من النواحي الإدارية، منها تل حميس والقحطانية وعامودا. وتعد القامشلي بمثابة "سورية مصغرة"، إذ تضم عرباً وكرداً وسرياناً آشوريين ينتشرون في أحياء المدينة المختلفة والمختلطة بكلّ سكان المدينة.

وكان الجانبان (الدفاع المدني والأسايش) قد دخلا في نزاع مسلح في يناير/ كانون الثاني الماضي في مدينتي القامشلي والحسكة، لم يتوقف إلا بعد تدخل الجانب الروسي الذي يتخذ من مطار القامشلي قاعدة لقواته.

وتسيطر القوى الكردية على جلّ محافظة الحسكة باستثناء مربعين أمنيين للنظام في مدينتي القامشلي والحسكة وبعض القرى، إضافة إلى مطار القامشلي، وفوجين عسكريين هما "الفوج 123" (فوج كوكب) قرب الحسكة، و"الفوج 154" (فوج طرطب) قرب مدينة القامشلي. كذلك تنتشر قوات النظام في مناطق عدة على الشريط الحدودي مع الجانب التركي، وفق اتفاق تركي ـ روسي أبرم أواخر عام 2019 إبان العملية العسكرية التركية في منطقة شرقي نهر الفرات.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.