قُتل خمسة مدنيين وأُصيب آخرون، اليوم الخميس، إثر انفجار مواد تفجير داخل مقلع حجارة غربي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، في حين تظاهر عشرات المدنيين مطالبين بالعودة الآمنة إلى المناطق التي هُجروا منها مؤخراً في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، في وقت لا تزال الأحوال الجوية تعصف بمخيمات النازحين.
وقال مدير المكتب الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في إدلب أحمد شيخو، لـ"العربي الجديد"، إنّ خمسة عمال مدنيين قضوا، عصر اليوم الخميس، وأُصيب سادس، إثر انفجار مواد تستعمل في عمليات تفتيت الصخور داخل مقلع حجري لإنتاج مواد البناء بالقرب من السجن المركزي، على طريق بلدة عرب سعيد غربي محافظة إدلب.
من جهة أخرى، أكد الناشط الإعلامي محمد الضاهر عضو المركز الإعلامي العام، العامل في محافظة إدلب وريفها، لـ"العربي الجديد"، أنّ عشرات النازحين والمُهجرين خرجوا في تظاهرة، ظهر اليوم، على طريق إدلب – سراقب شرقي المحافظة، طالب المتظاهرون فيها من خلال يافطات رفعوها بإسقاط نظام بشار الأسد، والعودة إلى مناطقهم التي هُجروا منها نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام بدعم روسي على منطقة "خفض التصعيد الرابعة" نهاية عام 2019.
ولفت إلى أن المتظاهرين طالبوا بتطبيق القرار الدولي 2254، وإيقاف خروقات روسيا ومليشياتها المستمرة ضمن محافظة إدلب، مُشيراً إلى أن النشطاء والفعاليات المدينة والثورية نظموا عدة دعوات خلال الأيام المقبلة لتنظيم العديد من التظاهرات في مدن وبلدات مختلفة من مناطق شمال غرب سورية، في الذكرى العاشرة للثورة السورية للتأكيد على مبادئ الثورة ومطالبها بإسقاط النظام وإخراج القوى الأجنبية من سورية التي ساندته ضد الشعب السوري.
وفي سياق منفصل، أكد مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج لـ"العربي الجديد" أنّ أضراراً مادية جزئية لحقت بالعديد من خيام النازحين ضمن مخيمات الشمال السوري، نتيجة عاصفة هوائية ضربت مناطق مختلفة من محافظة ادلب وأرياف محافظة حلب، مُشيراً إلى أنّ "فرقنا الميدانية وثقت حتى اللحظة تضرر أكثر من 12 مخيماً في ريف إدلب الشمالي وريف حلب الشمالي بأضرار متفاوتة".
كما ناشد حلاج جميع المنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين القاطنين في تلك المخيمات بشكل عاجل وتعويض الأضرار الحاصلة في تلك المخيمات.
وفي جنوب سورية، أكد الناشط مؤيد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أنّ مجهولين اغتالوا، صباح اليوم الخميس، شاباً مدنياً على طريق بلدة خربا بالريف الغربي لمحافظة السويداء، بهدف سرقة دراجته النارية ومقتنياته الشخصية، بعد إطلاق خمس رصاصات عليه. وتعد بلدة خربا بوابة محافظة السويداء مع محافظة درعا، التي تشهد في الآونة الأخيرة فلتاناً أمنياً تزداد وتيرته يوماً بعد الأخر، إثر عدد من عمليات اغتيال طاولت عناصر في فصائل الجيش الحر المعارض وقوات النظام ومدنيين.
من جهة أخرى حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر خاصة تؤكد أنّ قوات النظام السوري دفعت، أمس الأربعاء، بتعزيزات عسكرية ضخمة ضمت آليات ثقيلة وعشرات العناصر من مدينة حلب وأريافها، وريف حماة الشرقي باتجاه "اللواء 93" التابع لقوات النظام في محيط مدينة عين عيسى شمالي محافظة الرقة شمال شرقي البلاد.
وأوضحت المصادر أنّ التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى "اللواء 93" شمالي الرقة، مساء أمس الأربعاء، دفع بها "اللواء 184 اقتحام" المستقل في جيش النظام، من معسكراته المنتشرة وسط مدينة حلب وشرقها، ومدينة السلمية وريفها شرقي حماة.
وأشارت المصادر إلى أنّ "التعزيزات تألفت من رتلين عسكريين ضمّا 52 آلية عسكرية، بينها سبع دبابات متنوعة، و4 مدافع ميدانية، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة، وسيارات نقل عسكرية من نوع "زيل" وحافلات نقل ركاب"، لافتة إلى أنّ "العناصر التي تواجدت ضمن الرتلين بلغ عددها 250 عنصراً جُلهم يعملون لصالح مليشيا (القاطرجي)".
وتأتي هذه التعزيزات بعد أسابيع من القصف المتبادل والاستهدافات المباشرة ووقوع قتلى وجرحى، بين قوات النظام من جهة، و"الجيش الوطني" المعارض المدعوم من القوات التركية من جهة أخرى، على محاور جبهات القتال القريبة من بلدة عين عيسى شمالي الرقة.
وحول تلك التعزيزات، أشار المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني" المعارض الرائد يوسف حمود، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "روسيا تسعى من خلال الدفع بهذه التعزيزات وزيادة القوات الرديفة إلى بسط نفوذها بشكلٍ أكبر في المنطقة الشرقية لسورية، لا سيما المناطق التي تشهد تنافساً بين جميع الدول المتصارعة هناك، مثل تركيا وأميركا وروسيا والقوات الشريكة لتلك الدول على الأرض".
ولفت حمود إلى أنه "قد تكون لتلك التعزيزات نوايا أخرى غير ذلك، منها عمل عسكري على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني وحليفته تركيا وهذا أمر غير مستبعد، لا سيما أن روسيا لا تلتزم بأي اتفاق أبرمته سابقاً وجميع الاتفاقات التي أبرمتها مع تركيا سابقاً منها اتفاق سوتشي 2018 دليل على ذلك".
وأعلن عن تشكل "اللواء 148 اقتحام" (المستقل)، مطلع عام 2019، وسط مدينة حلب، وعين النظام عليه العميد الركن حسام علي صالح قائداً له، ويُعرف اللواء بولائه المُطلق للمليشيات الإيرانية في سورية، ويعمل 80% من عناصر اللواء البالغ عددهم 1200 مقاتل ضمن مليشيا "القاطرجي" التي يقودها حسام قاطرجي عراب استثمار النفط لصالح النظام.
وشارك "اللواء 148" في العديد من المعارك ضد فصائل المعارضة السورية في حلب وأريافها والرقة وأريافها وشرق حماة، ولكن مهمة اللواء الأساسية هي مرافقة شحنات وصهاريج المحروقات التابعة لمليشيا القاطرجي القادمة من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي البلاد، إلى مناطق عمق النظام السوري في دمشق واللاذقية وطرطوس وباقي المحافظات الأخرى.
من جهة أخرى، أكد الناشط أحمد الشبلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات الروسية المنتشرة بمطار القامشلي شمال مدينة الحسكة، دفعت بتعزيزات عسكرية من قواتها إلى مدينة الحسكة وناحية عامودا شمال شرقي محافظة الحسكة، مضيفاً أنّ "التعزيزات ضمت 10 عربات عسكرية روسية مصفحة بعض منها محملة بالذخائر".
وكان "العربي الجديد" قد نشر، قبل أيام، تقريراً حول تجنيد الشرطة العسكرية الروسية، خلال الأسابيع الماضية، 1650 شاباً من مختلف المحافظات السورية، مقابل راتب شهري يتراوح بين الـ300 و400 دولار أميركي، وأرسلت دفعات من المُجندين إلى حقل "التيم" النفطي، جنوب مدينة موحسن، بريف دير الزور، ومطار القامشلي، في شمال الحسكة، لتوسيع دائرة النفوذ الروسية في المنطقة الشرقية.