قُتل وجُرح مدنيون، بينهم أطفال ونساء، جراء اشتباكات وإطلاق نار متبادل بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وأشخاص يتبعون لتنظيم "داعش"، فجر اليوم الثلاثاء، في مخيم الهول بريف الحسكة شمال شرقي سورية، بينما شنّت "قسد" حملة اعتقالات واسعة في المخيم مع إغلاقه من الجهات كافة.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن الاشتباكات التي اندلعت فجر اليوم بين "قسد" وأشخاص تابعين لتنظيم "داعش" أدت إلى وقوع قتلى وجرحى بين النازحين السوريين المدنيين القابعين في المخيم، مشيراً إلى أن "قسد" تحاصر المخيم من جوانبه كافة، وتمنع الدخول والخروج.
من جانب آخر، قالت مصادر "العربي الجديد" إن "قسد" أعلنت فرض حظر للتجوال في مخيم الهول ومحيطه دون تحديد مدة زمنية واضحة، فيما تواصل عمليات التمشيط والتفتيش والاعتقال داخل القطاع الخامس في المخيم.
وفي الشأن ذاته، قال موقع "باس نيوز"، المعنيّ بأخبار المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، إن 13 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، قُتلوا وجُرحوا في مخيم الهول جراء الاشتباكات التي وقعت بالأسلحة الخفيفة بين الأمن التابع لـ"قسد" ومجموعة مسلحة تابعة لخلايا تنظيم "داعش".
وذكر الموقع أن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأُصيب 10 في القسم الرابع الذي يقطنه نازحون سوريون في المخيم، مبيناً أن "القتلى الثلاثة طفل ونازحة من دير الزور ونازح من الرقة، فيما الإصابات هي لـ4 نساء، و6 أطفال نُقلوا إلى مدينة الحسكة لتلقي العلاج".
وذكر موقع الخابور أيضاً أن طفلاً سورياً قُتل جراء الرصاص الناجم عن الاشتباكات بين "قسد" وأشخاص مسلحين يرجَّح أنهم تابعون لتنظيم "داعش".
توازياً، قال مراسل "العربي الجديد" إن"قسد" بدأت مع صباح اليوم حملة اعتقالات واسعة في معظم أجزاء المخيم مع منع الدخول والخروج وإيقاف عمل المنظمات الإنسانية، مضيفاً أن طائرات تابعة للتحالف الدولي تشارك في عمليات تمشيط بمحيط المخيم.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بعد منتصف الليلة الماضي بين خلايا تابعة لتنظيم "داعش" و"قسد"، ضمن القطاعين الرابع والخامس في مخيم الهول.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن عناصر قوات الأمن التابعة لـ"قسد" تمكنت من قتل عنصر من خلايا تنظيم "داعش" كان يحاول تفجير نفسه داخل المخيم.
وأوضحت المصادر أن "قسد" أرسلت تعزيزات أمنية وعسكرية من قوات "الكوماندوز" التابعة لها إلى أطراف المخيم بُغية فرض طوق أمني، في ظل تحليق مكثف للطائرات المروحية التابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سماء المخيم.
وقبل يومين زارت لجنة عراقية المخيم بهدف تسجيل أسماء عائلات لنقلهم إلى العراق في إطار خطة تقضي بنقل العائلات العراقية القابعة في المخيم، على غرار ما تقوم به "قسد" من عمليات نقل النازحين السوريين إلى المناطق التي يتحدرون منها، بعد الحصول على ضمانات من وجهاء محليين.
ويقبع في المخيم آلاف السوريين والعراقيين ومن جنسيات أخرى، من بينهم عائلات عناصر في تنظيم "داعش"، ويشهد المخيم فلتاناً أمنياً مستمراً أدى إلى مقتل وجرح المئات. فيما استعادت العديد من الدول مواطنيها من ذوي عناصر التنظيم.
وفي سياق متصل، دهمت "قسد" عدة منازل في منطقة الفوكية بريف دير الزور، واعتقلت عدة أشخاص بالقرب من بلدة السوسة، وذلك بعيد خروج تظاهرة ضدها، وتعرضها لهجوم من مجهولين في مدينة الشحيل.
وكانت "قسد" قد شنت أمس بدعم التحالف الدولي عملية اعتقال في بلدة ذيبان، طاولت ثلاثة أشخاص متهمين بالانتماء إلى تنظيم "داعش".
إلى ذلك، ذكرت مصادر مقربة من "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد"، أنها قررت تعيين المدعو محمد الرجب رئيساً لـ"مجلس دير الزور المدني" التابع لها، خلفاً لغسان اليوسف.
وبحسب المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، شرط عدم كشف هويتها، فقد قامت "الإدارة الذاتية" بتعيين اليوسف نائباً لرئيس الهيئة التنفيذية في ما يُسمى "مجلس سورية الديمقراطية".
وجاء القرار بعد يوم من خروج مظاهرات ضد "قسد" في ريف دير الزور، احتجاجاً على الواقع المعيشي والخدمي، ومظاهرة أخرى خرجت تنديداً بقرار إقالة اليوسف من منصبه.
وقالت المصادر إن هناك خلافات داخل "قسد" نتيجة اتهامات لقياديين فيها برغبتهم في إزالة اليوسف من رئاسة "مجلس دير الزور"، لكونه مقرباً من وجهاء المناطق ذات الغالبية العربية.
في الأثناء، قال مراسل "العربي الجديد" إن الجيش التركي قصف اليوم مناطق متفرقة تخضع لسيطرة "قسد" في قرى تقع شمال غربي الحسكة، ولم تسجل إصابات في صفوف المدنيين.
وأضاف المراسل أن "قسد" قصفت في المقابل مناطق تخضع لـ"الجيش الوطني السوري" في ناحية رأس العين وناحية تل أبيض قرب الحدود السورية التركية، ولم تسجل أيضاً خسائر بين المدنيين أو صفوف "الجيش الوطني".
ثلاثة قتلى في درعا
وفي درعا جنوبي سورية، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن رجلاً وزوجته قُتلا جراء إلقاء قنبلة يدوية على منزلهم في الحي الغربي بمدينة الصنمين.
وأضاف الحوراني أن شخصاً ثالثاً قضى في مدينة طفس بريف درعا الغربي، متأثراً بجروح أُصيب بها أول أمس، جراء انفجار مقذوف به في أثناء عمله في منطقة درعا البلد. وأوضح الناشط أن القتيل كان يعمل في جمع الخردة مع شخص آخر، عندما انفجر بهما مقذوف من مخلفات قصف النظام.