قتل عنصر من قوات النظام السوري وأصيب آخرون مساء أمس بقصف شنته فصائل المعارضة بريف إدلب وهجوم آخر شنه مجهولون في درعا، كما أصيب ثلاثة من عناصر "قسد" بقصف جوي على مقر لهم في الحسكة.
وقال الناشط مصطفى محمد لـ "العربي الجديد" إن عنصرين من قوات النظام السوري أصيبا جراء سقوط قذائف هاون أطلقتها فصائل المعارضة المسلحة على موقع للنظام في جبهة ميزناز بريف حلب الغربي.
جاء ذلك عقب خرق النظام وقف إطلاق النار وتسببه بمقتل أربعة أطفال في بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي قرب خطوط التماس بين الطرفين.
وفي الجنوب، أفاد الناشط محمد الحوراني "العربي الجديد" بأن مجهولين هاجموا عنصرين من "الفرقة العاشرة" بقوات النظام السوري في بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة آخر بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مشفى مدينة درعا.
وأوضح الناشط أن الهجوم وقع بسلاح ناري رشاش، مضيفاً أن العنصرين مجندان إجبارياً في قوات النظام.
وذكرت مصادر محلية أن شابين قتلا وجرح ثالث في منطقة درعا البلد بمدينة درعا نتيجة إطلاق نار ناجم عن خلاف عائلي تطور من عراك إلى اشتباك مسلح، موضحة أن الجريح إصابته خطيرة ونقل إلى مشفى في العاصمة دمشق.
وتعيش درعا عموماً حالة من الفلتان الأمني في ظل سيطرة النظام السوري، إذ تشهد المحافظة بشكل شبه يومي وقوع قتلى وجرحى جراء الهجمات من قبل مجهولين أو جراء خلافات عائلية، إضافة لعمليات السرقة والخطف التي يتهم الأهالي فروع أمن النظام بالوقوف خلفها.
تركيا تستهدف عناصر من "قسد"
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن ثلاثة من عناصر قوات الأمن التابعة لـ"قسد" أصيبوا بجروح جراء قصف من طائرة مسيّرة استهدف مركز "الأسايش" في ناحية أبوراسين بريف الحسكة الشمالي الغربي، بصاروخ موجه.
وذكرت المصادر أن هذا الاستهداف هو الثاني خلال يومين، ويأتي رداً على محاولة تسلل عناصر من "قسد" باتجاه القاعدة التركية في قرية الداودية التابعة لناحية رأس العين.
وأول من أمس، أصيب أورم ماروكي، عضو القيادة العامة للمجلس العسكري السرياني، التابع لـ"قسد" جراء تعرضه لقصف من طائرة تركية في بلدة تل تمر بريف الحسكة أثناء مرافقته لوفد روسي كان متوجهاً إلى محطة كهرباء "تل تمر".
أهالي بلدة محيميدة في دير الزور يحتجون ضد "قسد"
من جانب آخر، نظم أهالي بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي وقفة احتجاجية ضد "قسد"، مطالبين بتحسين جودة الخبز، إلى جانب توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، بحسب ما أفادت به مصادر محلية "العربي الجديد".
47 ضحية بفعل الخروقات في الشمال السوري خلال الربع الأول من 2022
قال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ له اليوم الثلاثاء، إن عدد الخروقات من قبل قوات النظام السوري، وروسيا، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بلغ منذ بداية العام الحالي أكثر من 782 مرة، مؤكداً أن لـ"قوات النظام السوري الحصة الكبرى من تلك الخروقات".
وأشار الفريق إلى أن تلك الخروقات أسفرت عن سقوط أكثر من 47 ضحية من المدنيين، بينهم 13 طفلاً، و4 نساء"، مضيفاً أن الخروقات تسببت أيضاً بأضرار مختلفة في الأحياء السكنية والأراضي الزراعية، بالإضافة إلى استهداف أكثر من 21 منشأة خدمية متنوعة.
وطالب منسقو الاستجابة "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية اتخاذ موقف وأضح وحازم من تلك الانتهاكات المستمرة والعمل على إيقاف الهجمات المتعمدة ضد المدنيين في شمال غربي سورية، والتي سببت سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وحرمت آلاف المدنيين من العودة إلى مدنهم وقراهم والتي من شأنها تخفيف الضغط الهائل في المخيمات".
ولفت الفريق إلى أن الاستمرار في التصريحات الصحافية وبيانات الإدانة لم يعد كافياً أمام الهجمات المستمرة واستمرار سقوط الضحايا والتي كان آخرها في بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب يوم أمس الإثنين.
وشدد الفريق على ضرورة حماية المدنيين في الشمال السوري من الاعتداءات كافة، موضحاً أن المنطقة بلغت حدها الأقصى من الطاقة الاستيعابية للسكان الذين تجاوز عددهم أكثر من أربعة ملايين نسمة نصفهم من النازحين والمهجرين قسراً.
في غضون ذلك، واصلت قوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران قصفها المدفعي والصاروخي مستهدفة قرى وبلدات السرمانية، ودوير الأكراد، وتل واسط، والحلوبة، والعنكاوي في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، وكفر عويد، وسفوهن، والفطيرة، وفليفل، وبينين، والرويحة، ومحيط البارة في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، وكفر تعال، وكفر عمة، وتقاد، وتديل، بريف حلب الغربي، دون وقوع إصابات بشرية، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والحربية الروسية في سماء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
من جهة أخرى، انتشلت فرق منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، اليوم الثلاثاء، بعد عمل استمر نحو 23 ساعة، جثة أحد الشابين اللذين توفيا أثناء عملهما في بئر بعمق أكثر من 200 متر في قرية السفلانية في ريف حلب الشرقي، مؤكدة أن فرقها تواصل العمل لانتشال جثة الشاب الثاني.
النظام يعد بتحويل معتقل إلى القضاء بعد احتجاز عنصرين من قواته في السويداء
أفرج تجمع "أحرار جبل العرب" في مدينة السويداء جنوب سورية عن عنصرين من قوات النظام السوري، أحدهما برتبة ضابط، عقب احتجازهما قبل يومين، مقابل وعودٍ بتحويل معتقلٍ لدى الأفرع الأمنية التابعة للنظام، إلى القضاء.
بدوره، قال الناشط ريان معروف مسؤول التحرير لدى موقع "السويداء 24"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "تجمع أحرار جبل العرب وجه تحذيراً قبل أسبوع للأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وطالبها بكشف مصير الشاب نورس أبو زين الدين، وهو من أبناء محافظة السويداء، والذي اعُتقل في العاصمة دمشق أواخر العام الماضي ولا يزال مصيره غامضاً حتى الآن".
وأضاف معروف أنه "بعد التحذير وقبل يومين تحديداً احتجز تجمع أحرار جبل العرب عنصرين من قوات النظام السوري، أحدهما برتبة ضابط من ثكنة عسكرية لقوات النظام في محيط بلدة عريقة بريف السويداء الغربي، نتيجة عدم تجاوب أجهزة النظام الأمنية".
وأضاف "تدخلت وساطات ومنها عماد العقباني، وهو وسيط بين الفصائل المحلية وأجهزة النظام الأمنية وقدمت وعوداً بتحويل نورس من الفرع المعتقل فيه إلى سجن السويداء المدني وعرضه على القضاء بسبب وجود ادعاءات شخصية ضده، بعد اعتقال دام لأكثر من ثلاثة أشهر أثناء محاولته المغادرة إلى لبنان بطريقة غير شرعية".
وأشار إلى أن السبب الرئيسي لاعتقال أبو زين الدين كما تقول عائلته هو مشاركته في مظاهرات سلمية عام 2020 وموقفه المعارض للنظام"، موضحاً أنه "على إثرها أفرج تجمع أحرار جبل العرب عن عنصري النظام بعد حصوله على وعود مؤكدة بتحويل نورس للقضاء".
ولفت معروف إلى أن "محافظة السويداء منذ عام 2015 تشهد حوادث مماثلة عند اعتقال ناشطين أو معارضين أو مطلوبين للخدمة الالزامية، إذ تتدخل غالباً فصائل محلية ومجموعات أهلية وتحتجز عناصر وضباط النظام وتقايضهم على المعتقلين".
وكان قائد "تجمع أحرار العرب"، الشيخ سليمان عبد الباقي، قد حذر من اعتقال أي شخص "صاحب فكر حر أو سياسي أو ناشط سلمي". وكان موقع "السويداء 24" قد وثق خلال شهر مارس/ آذار الماضي، تعرض أحد عشر مدنياً للخطف والاحتجاز القسري في محافظة السويداء، بحوادث متفرقة.
وسجل الموقع "مسؤولية عصابات منظمة عن اختطاف أربعة مدنيين، طمعاً بالفدية المالية، لا يزال ثلاثة منهم مجهولي المصير، حتى اليوم، والرابع أفرجت الجهة الخاطفة عنه، دون أن تدفع عائلته الفدية المطلوبة".
كما سجل الموقع "اختطاف فتاة لا يتجاوز عمرها 18 عاماً، وتعرضها لاعتداء من الخاطف، الذي قبضت عليه مجموعة أهلية وسلمته لجهة أمنية، بالإضافة لمسؤولية فصيل محلي، عن اختطاف ثلاثة مدنيين بشكل عشوائي، تم إطلاق سراحهم في نفس اليوم، ومسؤولية فصيل موال مدعوم أمنياً عن اختطاف مدني واحد، لا يزال مصيره مجهولاً".
وأشار إلى أن "الجهات الأمنية كانت مسؤولة عن اعتقال مدنيين اثنين خارج نطاق القانون، وتم إطلاق سراحهما خلال شهر مارس/ آذار الفائت".