استقدمت مليشيا "النمر" الموالية للنظام السوري والمدعومة من روسيا، الجمعة، تعزيزات كبيرة إلى ريف مدينة الرقة، شمال شرقيّ سورية، تزامناً مع تصاعد الهجمات على قوات النظام وقوافل المحروقات في المنطقة، فيما شكّل قياديون في حركة أحرار الشام الإسلامية مجلس قيادة جديدة لوضع حدّ للخلافات التي ما زالت تعصف بالحركة منذ عدة أشهر.
وذكر موقع "الخابور" المحلي أن تعزيزات عسكرية كبيرة من مرتبات "الفرقة 25" التي يقودها العميد "سهيل الحسن" وصلت الجمعة إلى بادية الرقة، وأشار إلى أنها مكونة من 30 سيارة عسكرية وشاحنة يرافقها الطيران المروحي الروسي، وتوزعت في مناطق سيطرة النظام في بادية أثريا غربيّ الرقة.
وأضاف الموقع أن العميد سهيل الحسن التقى فور وصوله بالقائد الميداني للعمليات علي راتب، وتفقد المنطقة التي تشهد عودة لنشاط تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي استهدف رتلاً لقوات النظام منذ ثلاثة أيام، في أثناء توجهه إلى نقاط تمركزها في منطقة أثريا.
ولا تزال عمليات تمشيط البادية مستمرة من قبل "الفرقة 25 مهام خاصة"، و"لواء القدس" الفلسطيني، و"الدفاع الوطني"، و"الفيلق الخامس" بإشراف مباشر من القوات الروسية، ضمن البادية الشرقية الممتدة من مدينة البوكمال شرقيّ محافظة دير الزور، وصولاً إلى بادية السخنة بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع شنّ الطائرات الحربية الروسية ما لا يقل عن 20 غارة جوية يومياً، تركّزت غالبيتها على مناطق جبل البشري وكباجب جنوب غربي محافظة دير الزور، والرصافة وصفيان غربي محافظة الرقة، وأثريا شرقي حماة، وخناصر جنوبي حلب، ومحيط مدينتي تدمر والسخنة شرق حمص.
ويترافق ذلك مع إعلان صفحات موالية للنظام والمليشيات المساندة لها نعي عشرات العناصر والضباط خلال الأشهر الأخيرة في البادية السورية، قُتلوا بكمائن وهجمات مباغتة للتنظيم استهدفت بشكل رئيسي الأرتال العسكرية، والقوافل النفطية المتجهة من المناطق التي تُسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إلى عمق مناطق سيطرة النظام.
إلى ذلك، تداولت حسابات لعناصر منتسبين إلى حركة أحرار الشام المنضوية ضمن الجبهة الوطنية للتحرير، بياناً نصّ على تشكيل مجلس قيادة يتألف من 12 شخصاً بقيادة قائد الحركة الجديد عامر الشيخ، بهدف وضع حد للخلافات داخل صفوف الحركة.
وفي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نشب خلاف بين مكونات الحركة بعد قرار من قيادة الحركة بفصل قائد قطاع الساحل وتعيين بديل له، إلا أن قائد الجناح العسكري في الحركة، النقيب عناد درويش، وقائد قطاع الساحل، رفضا القرار.
وانقسم عناصر الحركة حينها إلى مناصرين للقيادة برئاسة جابر علي باشا، ومناصرين للجناح العسكري برئاسة حسن صوفان، الذي اتهم بمساندة هيئة تحرير الشام له في الخلافات.
وتأسست الحركة في ريف حماة وسط سورية أواخر عام 2011، من قبل مجموعة من الجهاديين السلفيين، أطلق النظام سراحهم من سجن صيدنايا، أبرزهم حسان عبود (أبو عبد الله الحموي) الذي قُتل في هجوم غامض هو و45 قيادياً عام 2014 شماليّ إدلب.
وفي بدايات عام 2015، حدثت نقلة فكرية كبيرة في الحركة، حين بدّلت شعارها من "مشروع أمة"، إلى "ثورة شعب"، في محاولة للابتعاد عن الفكر المتشدد والاقتراب أكثر من الاعتدال.