زار ضباط من الشرطة العسكرية الروسية، أمس الإثنين، درعا البلد المحاصرة من قوات النظام السوري، فيما لم تصل المفاوضات بين اللجنة المركزية والنظام إلى جديد.
وأكدت مصادر "العربي الجديد" أن جولات المفاوضات بين اللجنة الممثلة لمنطقة درعا البلد وقوات النظام بإشراف الضابط الروسي أسد الله، لم تصل إلى جديد، حيث يصر النظام على الخضوع لشروطه وإجراء تسوية جديدة تشمل تسليم عناصر من أهالي المنطقة الأسلحة.
وقال تجمع أحرار حوران الإعلامي إن وفداً من الشرطة العسكرية الروسية زار النقطة الطبية الوحيدة في درعا البلد، واجتمع مع أعضاء من لجنة درعا البلد لسماع مطالب أهالي المنطقة في ظل الحصار المستمر من قبل النظام السوري.
وبحسب التجمع، فقد جاء الوفد الروسي بمهمة استطلاعية، للتحقق من الحصار المفروض على أحياء درعا البلد.
وأشار التجمع إلى أنه خلال اجتماع الوفد مع اللجنة ناقش موضوع إغلاق قوات النظام الطرقات الرئيسية بين درعا البلد ومركز المحافظة منذ 24 يونيو/حزيران الفائت، فيما عرضت اللجنة واقع الأهالي على الصعيدين الإنساني والطبي.
وأكد الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن الجنرال الروسي المسؤول والمدعو أسد الله، لم يكن حاضراً مع ضباط الشرطة الروسية إلى درعا البلد وهو ما نقله أيضاً التجمّع.
وبين الناشط أنّ هؤلاء الضباط ليسوا على اطلاع كبير فيما يحدث بالمنطقة. ما يشير إلى أن زيارة الوفد استطلاعية للوقوف على ما يحدث فقط، وجاءت على خلفية الضغط الإعلامي.
وكان تجمع أحرار حوران الإعلامي قد أفاد، أمس، بإيقاف النظام السوري توزيع المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة للعائلات المحتاجة في منطقة درعا البلد ومحيطها. ويقدر عدد العائلات وفق التجمع بأحد عشر ألف عائلة.
وحاصر النظام منطقة درعا البلد مباشرة بعد رفضها عرضاً من الجنرال الروسي المسؤول عن المنطقة. وكان العرض يطالب الأهالي بتسليم السلاح الخفيف الموجود بحوزتهم مقابل سحب النظام اللجان المحلية المسلحة التابعة له.
ويهدف النظام من ذلك إلى إخضاع المنطقة التي تعد مهد الثورة السورية، وإنهاء كافة مظاهر المعارضة هناك.
وكانت قوات النظام السوري قد عززت سابقاً حواجزها في مدينة درعا عموماً ومواقعها في محيط درعا البلد ودرعا المحطة التي تعد المربع الأمني للنظام.
على صعيد آخر، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن وفداً من اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي برفقة مجموعة من وجهاء المنطقة الشرقية، زار بلدة المتاعية بريف درعا الشرقي، مطالباً الأهالي في البلدة بضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة التي تأتي بصالح النظام ومليشياته.
وعرض الوفد على الأهالي تشكيل "محكمة شرعية" بهدف التحقيق في قضية مقتل شاب تحت التعذيب على يد عناصر من "اللواء الثامن" المنضوي في صفوف الفيلق الخامس التابع للنظام، والذي مقره في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.
وكان "اللواء الثامن" قد اقتحم بلدة المتاعية قبل أيام واعتقل مجموعة من الشبان بعد الاشتباك معهم، ولاحقاً جرى تسليم جثة أحد الشبان لذويه وظهر أنه قتل من جراء التعذيب، وفق مصادر من المنطقة.
وبحسب المصادر، فإن أهالي المتاعية طالبوا الوفد بإجبار "اللواء الثامن" على الإفراج عن بقية المعتقلين لديه في بصرى الشام، قبل الدخول في أي عملية تفاوض مع اللواء.
ويعد "اللواء الثامن" أقوى التشكيلات العسكرية في ريف درعا الشرقي، ويقوده أحمد العودة القيادي السابق في فصائل المعارضة السورية المسلحة، وانضم للفيلق الخامس بعد عقد تسوية مع النظام السوري برعاية روسية صيف عام 2018.