زار وفدٌ من القوات الأميركية الموجودة في قاعدة التنف شرقي سورية، يوم الجمعة، مخيم الركبان المحاصر، عند المثلث الحدودي السوري - الأردني - العراقي للوقوف على حاجات السكان، في زيارة تعدّ الأولى لوفد أميركي منذ تاريخ تأسيس المخيم.
وقال عضو شبكة "حصار" التي تنقل أخبار المناطق السورية المحاصرة والمقيم في المخيم، عماد غالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ وفداً من قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، الموجود في قاعدة التنف العسكرية، زار مخيم الركبان المحاصر، للوقوف على حاجات المحاصرين هناك، في زيارة تعدّ الأولى من نوعها لوفد أميركي من قاعدة التنف.
وأوضح أن أعضاء الوفد توجّهوا إلى مستوصف "شام الطبي" في المخيم، بهدف الاطلاع على الواقع الطبي وإلقاء نظرة على النقاط الطبية وإحصاء الأجهزة والمعدّات فيها، والاستماع إلى كوادرها وتحديد المطالب التي يحتاجونها.
وأضاف أن أن الوفد وعد القائمين على المخيم بإيجاد حلول خلال الأيام القادمة، مؤكّداً إجراء زيارة ثانية للاطلاع على أحوال السكان المعيشية، وإحداث تغييرات لمصلحة السكان المحاصرين هناك منذ سنوات.
كما أشار غالي إلى أن المخيم يعاني من فقدان الدقيق المستخدم في صناعة الخبز، وبخاصة بعد توقّف المخبز الوحيد نتيجة نفاد الدقيق، الذي توقّف عن العمل عدة مرات، كانت آخرها في مايو/أيار الماضي، لكنه عاد إلى العمل بعد أيام قليلة، وكان السبب حينها منع النظام السوري وصول الدقيق إلى مخيم الركبان، بعد فرض رقابة مشددة على طرقات التهريب.
وأطبقت قوات النظام حصارها على مخيم الركبان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018 بدعم روسي، وذلك عبر قطع جميع الطرقات المؤدية إليه. ومنذ ذلك الحين، سجّل عدد السكان في الركبان تراجعاً بما يزيد عن ثلاثة أرباع قاطنيه. وفي 2019، بلغ ما يقارب 45 ألفاً بعدما توقّف دخول المساعدات بشكل كامل.
وفي بداية 2020، أغلقت السلطات الأردنية النقطة الطبية الوحيدة المفتوحة على الحدود السورية بحجة انتشار فيروس كورونا الجديد. وحينها، عاد الكثير من قاطني المخيم إلى مناطق سيطرة النظام على الرغم من عمليات الاعتقال والسوق للخدمة العسكرية.
وفي مطلع مايو/أيار الماضي، منعت قوات النظام المهربين من إدخال الأدوية والطعام إلى مخيم الركبان وأخضعت سياراتهم لتفتيش دقيق، تبع هذه الخطوة قيام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بتخفيض حصة المخيّم من المياه إلى النصف وترك أكثر من سبعة آلاف نسمة يواجهون قساوة الصحراء وحدهم.