سويسرا تؤكد استعدادها للوساطة بين أوكرانيا وروسيا مع استمرار معارك كورسك

16 اغسطس 2024
مركبة عسكرية أوكرانية قرب الحدود الروسية، 14 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سويسرا مستعدة لتقديم "خدماتها الطيبة" لتسوية النزاع بين أوكرانيا وروسيا، وتدعم مبادرات السلام وفق ميثاق الأمم المتحدة.
- استضافت سويسرا قمة سلام أولى في يونيو/حزيران، وتخطط لعقد قمة ثانية قبل الانتخابات الأميركية، مع لقاءات تمهيدية في قطر، تركيا، وكندا.
- شهدت منطقة كورسك الروسية تصعيداً عسكرياً، حيث دمرت القوات الروسية وحدة أوكرانية، وأسقطت القوات الأوكرانية خمس طائرات مسيّرة روسية، مما أثار مخاوف من حرب عالمية.

أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية السويسرية، ليا زورشر، أن سويسرا مستعدة لتقديم "خدماتها الطيبة" لتسوية النزاع بين أوكرانيا وروسيا، موضحة في تصريحات لصحيفة "إزفيستيا" الروسية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن بلادها معنية بأن تكون "أي خطوات لاحقة صوب المفاوضات والسلام شاملة للطرفين".

وقالت زورشر إن "سويسرا مستعدة دائماً لتقديم خدماتها الطيبة، بما في ذلك لتسوية النزاع بين أوكرانيا وروسيا، وتدعم كلّ مبادرات السلام الرامية إلى تحقيق سلام عادل ومستديم في أوكرانيا"، مشددة على أن بلادها معنية بأن يستند أي اقتراح لتسوية النزاع إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه الأساسية.

وفي الوقت الذي تدعم فيه سويسرا عقد قمة سلام ثانية حول أوكرانيا، متوقعة مشاركة روسيا فيها، لا تعتبرها موسكو طرفاً محايداً، وسط توقعات بأن يبعد الهجوم الأوكراني الحالي على مقاطعة كورسك الحدودية الروسية آفاق التسوية السلمية. وكانت مدينة بورغنستوك السويسرية قد احتضنت في منتصف يونيو/حزيران الماضي، قمة السلام الأولى التي لم تتمخض عن مخرجاتها نتائج ملموسة، نظراً لعزوف روسيا وأهم شركائها، الصين، عن المشاركة. ومع ذلك، تواصل سويسرا بذل الجهود لتنظيم مؤتمر دولي ثانٍ بمشاركة روسيا، تتوقع أن ينعقد قبل انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفق ما أكدت وزارة خارجيتها في وقت سابق، وسط توقعات بانعقاد المؤتمر في السعودية. وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، أوضح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنه يجب أن تسبق ذلك ثلاثة لقاءات تمهيدية في قطر، وتركيا، وكندا.

وفي السياق، أعلن أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم، أن هجوم كييف غير المسبوق على روسيا يهدف إلى "إقناع" موسكو بخوض "عملية تفاوض منصفة"، من خلال إلحاق "هزائم تكتيكية كبيرة". وقال ميخائيل بودولياك على منصة إكس: "في منطقة كورسك، يمكننا أن نرى بوضوح كيف تُستخدم الأداة العسكرية بموضوعية لإقناع روسيا بالدخول في عملية تفاوض منصفة".

ميدانياً، نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الجمعة عن مصادر أمنية لم تحددها قولها إن القوات الروسية دمّرت وحدة أوكرانية لعمليات الاستطلاع والتخريب بحوزتها أسلحة من دول حلف شمال الأطلسي، في منطقة كورسك بغرب روسيا. ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق من الروايات عن ميدان المعركة من أي من الطرفين. وتقاتل روسيا القوات الأوكرانية في كورسك منذ السادس من أغسطس/ آب، بعد التوغل المباغت الذي نفذته قوات كييف في أكبر هجوم على الأراضي الخاضعة للسيادة الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

بدورها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت خمس طائرات مسيّرة أطلقتها روسيا خلال هجوم الليلة الماضية. وذكر بيان القوات الجوية على تطبيق "تليغرام" أن القوات الروسية استخدمت ثلاثة صواريخ باليستية من طراز إسكندر-إم في الهجوم. وأضاف أن روسيا استخدمت أيضاً ثلاث طائرات مسيّرة من طراز شاهد وطائرتين مسيّرتين أخريين من نوع غير معروف.

إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب برلماني روسي قوله، اليوم الجمعة، إن التوغل الأوكراني المدعوم من الغرب في روسيا يضع العالم على مشارف حرب عالمية شاملة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن النائب ميخائيل شيريميت قوله "بالنظر إلى وجود عتاد عسكري غربي مع استخدام ذخيرة وصواريخ غربية في الهجمات على البنية التحتية المدنية، فضلاً عن الدليل الدامغ على مشاركة أجانب في الهجوم على الأراضي الروسية، فإنه يمكن أن نستنتج أن العالم على شفا حرب عالمية ثالثة".

وأضاف شيريميت، العضو في لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي، أن دول حلف شمال الأطلسي أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ خطط التوغل، وهو اتهام نفته الولايات المتحدة. كما اتهم مساعد الرئيس فلاديمير بوتين نيكولاي باتروشيف الغرب اليوم بالوقوف وراء الهجوم، وذلك في مقابلة مع صحيفة إزفيستيا. وقال باتروشيف إن حلف شمال الأطلسي وأجهزة الاستخبارات الغربية ضالعة في التخطيط لعملية كورسك، لكنه لم يقدم أي دليل.