يُعدّ الحكم القضائي في قضية الحاكم السابق لإقليم خاباروفسك الواقع في أقصى شرق روسيا، سيرغي فورغال (52 عاماً)، الصادر بحقه أمس الجمعة، بالسجن لمدة 22 عاماً، واحداً من أشدّ الأحكام في القضايا التي ينظر إليها في روسيا كسياسية، إلى جانب قصة الصحافي السابق بجريدتي "كوميرسانت" و"فيدوموستي"، إيفان سافرونوف، الصادر بحقه في سبتمبر/ أيلول الماضي، حكم بالسجن للمدة ذاتها بتهمة "الخيانة العظمى".
ورغم أن الحكم بحق فورغال الذي حظي بشعبية كبيرة في إقليمه، يأتي في قضية تدبير اغتيالين ومحاولة اغتيال في بداية العقد الأول من القر الـ21؛ فإنه اكتسب أبعاداً سياسية منذ الأيام الأول لاعتقاله في منتصف عام 2020، وسط خروج احتجاجات حاشدة في خاباروفسك ومناطق الشرق الأقصى الروسي دعماً له، استمرت لنصف عام.
وما زاد من الشبهات بوجود دوافع سياسية لملاحقة فورغال، المنتمي إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، الحائز ثالث أكبر كتلة في مجلس الدوما (النواب)، فوزه المفاجئ في انتخابات حاكم إقليم خاباروفسك في عام 2018، على سلفه فياتشيسلاف شبورت، رغم عضوية هذا الأخير في المجلس الأعلى لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم.
وعلاوة على ذلك، أثيرت تساؤلات عن أسباب التستر على الجرائم المزعومة لسنوات طويلة، إذ أعرب رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي آنذاك، فلاديمير جيرينوفسكي، عن دهشته من اعتقال رفيقه في الحزب بعد 15 عاماً من الوقت المحتمل لارتكاب الجرائم.
وحينها، تساءل جيرينوفسكي الذي توفي في إبريل/ نيسان الماضي: "إذا كانت هناك جرائم ما واغتيالات ارتكبت في عامي 2004 و2005 بضلوع فورغال، فلماذا انتظرتم لـ15 عاماً؟".
من جانب آخر، زعم رئيس لجنة السياسات الإعلامية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدوما، ألكسندر خينشتين، أن فورغال كان مسجلاً لدى وزارة الداخلية منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب علاقته بأوساط الجريمة المنظمة، معرباً عن دهشته لا من اعتقال فورغال، بل من حدوث ذلك متأخراً.
وكانت محكمة مدينة ليوبيرتسي في ضواحي موسكو المنعقدة جلستها في محكمة مقاطعة موسكو في مدينة كراسنوغورسك، قد أصدرت أمس الجمعة حكماً بالسجن المشدد لمدة 22 عاماً بحق فورغال الذي أصرّ بدوره على نفي التهم الموجهة إليه.
وجاء النطق بالحكم بعد أقل من عشرة أيام على إدانة هيئة المحلفين لفورغال مطلع فبراير/ شباط الجاري، في ثلاث حلقات قضية اغتيال منافسيه في الأعمال في بداية العقد الأول من القرن الـ21.
وأعلن رئيس هيئة المحلفين أنه أُثبِتَت مسؤولية فورغال عن تدبير محاولة اغتيال رجل الأعمال ألكسندر سمولسكي، وكذلك اغتيال رجلي الأعمال يفغيني زوريا وأوليغ بولاتوف.
وبدأ النظر في قضية فورغال أمام القضاء في مايو/ أيار 2022، وجاء في موادها أن فورغال الذي كان يزاول سابقاً أعمالاً في إقليم خاباروفسك ومقاطعة آمور، حرّض على قتل ثلاثة رجال أعمال، وكان المدبر يدعى أندريه كاريبوف، والمنفذان هما أندريه باليه ومارات قديروف، وفق رواية التحقيق.