استمع إلى الملخص
- أشار هولين إلى عدم تنفيذ بايدن لتعهداته الانتخابية مثل إعادة فتح القنصلية في القدس ووقف توسع المستوطنات، وفشله في استخدام النفوذ الأميركي لتحقيق أهدافه.
- دعا هولين لاتخاذ إجراءات حاسمة مثل فرض عقوبات على اليمين المتطرف ووقف المساعدات العسكرية، محذراً من استمرار الصراع لأجيال إذا لم يُتخذ موقف حازم.
انتقد السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند، الرئيس جو بايدن بسبب "سياسته الفاشلة" في غزة، مؤكداً، في مقال رأي له اليوم في صحيفة واشنطن بوست، أنه لا شيء سوف يطارد إرث السياسة الخارجية للرئيس بقدر سياساته الفاشلة في المنطقة.
واعتبر السيناتور الديمقراطي أن نهج بايدن غير الفعال وفوز دونالد ترامب بالرئاسة يمهدان الطريق لتدهور جهود الوصول إلى حل الدولتين ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، مضيفاً أن بايدن لديه فرصة لتصحيح بعض أخطائه التي ارتكبها قبل وأثناء الحرب في غزة، ولكن "فقط إذا تصرف بسرعة وحسم".
وكان السيناتور كريس دي هولين أحد الأعضاء الذين قدموا الأسابيع الماضية تشريعاً يطالب بوقف تصدير الأسلحة الهجومية لإسرائيل، ولأول مرة تجري مناقشة تشريع في مجلس الشيوخ يطلب وقف إرسال بعض الأسلحة لإسرائيل، وصوّت ما يقارب من ثلث الأعضاء على القرار الذي فشل في الحصول على الأغلبية، ويشغل كريس منصبه في مجلس الشيوخ منذ 2017، وقبلها كان عضواً بمجلس النواب منذ 1995 حتى 2003.
أخطاء بايدن قبل 7 أكتوبر 2023
وعدد هولين أخطاء بايدن التي ارتكبها قبل الحرب، إذ إنه خلال حملته الانتخابية لعام 2020، تعهّد بإعادة أميركا إلى سياسة خارجية قائمة على القيم تؤكد حق تقرير المصير للجميع، بما في ذلك السعي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وتوفير تدابير متساوية من الأمن والكرامة، كما تعهد بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس للفلسطينيين والتي أغلقتها إدارة ترامب، وتعهّد باتخاذ موقف ضد توسع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية التي تقوض احتمالات حل الدولتين.
وأضاف أنه "بمجرد توليه منصبه، فشل الرئيس بايدن في اتخاذ أي إجراء لتنفيذ هذه التعهدات، حتى مع تشكيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل وتسليم صلاحيات كبيرة للمتطرفين. في الواقع، أعلنت إدارة بايدن أن الشرق الأوسط كان أكثر هدوءاً مما كان عليه منذ عقود، حتى مع وصول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى نقطة الغليان ثم انفجاره بالهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
ويرى هولين أن بايدن "كان محقاً في السفر إلى إسرائيل لاحتضان شعبها، وكان محقاً في تأكيد حق إسرائيل الواضح في الدفاع عن نفسها وإنهاء التهديد العسكري لحماس، إلا أنه مع ذلك فشل في ممارسة القيادة الأميركية بشكل فعال لتحقيق أهدافه المعلنة وهي إنهاء الحرب، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، وتنفيذ خطة اليوم التالي لإنشاء مسار نحو السلام المستدام في المنطقة".
فشل بايدن في استخدام النفوذ الأميركي
واعتبر هولين أن الرئيس "فشل في استخدام النفوذ الأميركي لضمان استخدام أموال دافعي الضرائب بما يتماشى مع القيم والمصالح الأميركية، مشيراً إلى أنه رغم تجاهل حكومة نتنياهو ورفضه المتكرر دعوات بايدن التي تطالب بزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، واتخاذ احتياطات أقوى للتخفيف من الخسائر المدنية، ووقف الأنشطة الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، والالتزام الهادف بالتوصل إلى وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، فقد استمر بايدن في منح القنابل والأسلحة الهجومية الأخرى لإسرائيل".
وحذر من أنه مع عودة الرئيس المنتخب ترامب إلى منصبه "ستسعى حكومة نتنياهو لتحقيق رؤيتها المسيحية لإسرائيل الكبرى، وحرمان الشعب الفلسطيني من الوصول إلى أرضه، وإغلاق الباب أمام حل الدولتين".
ودعا هولين، الرئيس جو بادين لاستخدام سلطته في الأسابيع المتبقية، مضيفاً "الرئيس بايدن لديه قدر محدود من الوقت لاتخاذ الإجراءات، ولكن حتى في هذا الوقت المتأخر، فإنه من الأهمية أن ترى إسرائيل والفلسطينيين والعالم أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، بينما تفكك حكومة نتنياهو المتطرفة إمكانية السلام في الشرق الأوسط وتتجاهل الأسباب الجذرية للصراع، وهي الحاجة إلى الأمن وتقرير المصير لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأكد هولين أنه يتعين على الرئيس بايدن أن يفرض على الفور عقوبات على اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو الذين حرضوا على العنف والتوسع الاستيطاني في الضفة، بما في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وقال: "يتعين على الولايات المتحدة أن تضع خطاً أحمر ضد المزيد من المستوطنات، وذلك بالأفعال ليس فقط بالكلمات".
وشدد على أنه حان الوقت لإيقاف مؤقت للمساعدات العسكرية الهجومية، وهي جزء من الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، وللاعتراف بأن حكومة نتنياهو انتهكت ضماناتها بموجب مذكرة الأمن القومي رقم 20، وأنها لا تمتثل للقانون الأميركي للمساعدات الإنسانية، وذلك بعدما قيّدت حكومة نتنياهو بشكل تعسفي وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، واستخدمت الأسلحة الأميركية في انتهاك القانون الإنساني الدولي.
وطلب هولين من إدارة بايدن حظر استيراد أي سلع من المستوطنات في الأراضي المحتلة، أو على الأقل إعادة فرض سياسة وضع العلامات التي تميز المنتجات المصنوعة هناك عن تلك المصنوعة في دولة إسرائيل، كما شدد على ضرورة الاستمرار في دعم منظمة الأونروا، وتشجيع الحلفاء الأميركيين على دعم جهودها
واعتبر هولين أن أهم ما يجب على إدارة بايدن القيام به في الأسابيع القليلة المتبقية لها، الاعتراف بدولة فلسطين، وفقاً للشروط التي حددتها الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن السلطة الفلسطينية صاغت بالفعل تشريعاً يتوافق مع القانون الأميركي. ودعا الرئيس بايدن للقيام بذلك على الفور، لأنه "لا تزال هناك فرصة لإجراء بعض التصحيحات في المسار"، مؤكداً أنه "دون اتخاذ موقف، فإن الولايات المتحدة محكوم عليها بالبقاء غارقة في هذا الصراع لأجيال قادمة".