استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية السفير الصيني، اليوم الجمعة، للاحتجاج على تعليقات أدلى بها واتهم فيها سيول بالميل نحو الولايات المتحدة والابتعاد عن الصين، مع اشتداد المنافسة بين واشنطن وبكين على النفوذ العالمي.
وحذر النائب الأول لوزير الخارجية الكوري الجنوبي تشانغ هو- جين السفير الصيني شينغ هايمينغ من تصريحاته "البلهاء والاستفزازية" التي أدلى بها خلال اجتماع مع زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية.
واتهمت الوزارة شينغ بانتهاك البروتوكولات الدبلوماسية، والتدخل في السياسة الداخلية لكوريا الجنوبية، لكنها لم تحدد أجزاء تعليقات شينغ التي اعتبرتها غير ملائمة. كما لم تشارك الوزارة ما قاله شينغ رداً على تشانغ.
وفي اجتماع، أمس الخميس، مع زعيم الحزب الديمقراطي في كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ، المنافس الرئيسي للرئيس المحافظ يون سوك يول، اتهم شينغ حكومة يون بالانحياز المفرط تجاه حليف سيول في المعاهدة، الولايات المتحدة، والإضرار بعلاقاتها مع الصين، أكبر شريك تجاري للبلاد.
وقال شينغ إن كوريا الجنوبية هي المسؤولة بالكامل عن "العديد من الصعوبات" في العلاقات الثنائية، مشيراً إلى عجزها التجاري المتزايد مع الصين والذي نسبه إلى جهود "إزالة الصين"، مشيراً على ما يبدو إلى الإجراءات التي اتخذتها الشركات الكورية الجنوبية لتحويل سلاسل التوريد الخاصة بها بعيداً عن الصين. وطالب بأن تحترم سيول المصالح الجوهرية لبكين، بما في ذلك قضية تايوان، والقضايا الإقليمية الرئيسية الأخرى.
ومع قيام الولايات المتحدة بالضغط على الصين بكل قوتها، يراهن البعض على فوز الولايات المتحدة وأن الصين ستخسر. قال شينغ، واصفاً المستقبل الوردي لبلاده في ظل الزعيم الاستبدادي شي جين بينغ، "لكن من الواضح أن هذا هو الحكم الخاطئ".
وقال شينغ: "ما يمكن قوله على وجه اليقين هو أن أولئك الذين يراهنون على هزيمة الصين سوف يندمون عليها بالتأكيد لاحقاً".
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن تعليقات شينغ "غير المسؤولة" عارضت "رغبة حكومتي البلدين وشعبيهما في تقدير العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين على أساس الاحترام المتبادل وتعزيزها".
وكافحت كوريا الجنوبية، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على صادرات رقائق ذاكرة الكمبيوتر والمنتجات التكنولوجية الأخرى، لتحقيق توازن بين الولايات المتحدة، حليفتها العسكرية منذ عقود، والصين، أكبر مشتر لسلعها، حيث يتعمق التنافس بين واشنطن وبكين بشأن التأثير الإقليمي والتكنولوجيا.
في مواجهة التهديد النووي المتزايد من كوريا الشمالية، دفع يون بقوة لتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة، مما يجعله هدفاً رئيسياً لسياساته.
ووسعت سيول التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة، وتسعى للحصول على تأكيدات أقوى بأنها ستستخدم أسلحتها النووية بسرعة وحزم للدفاع عن كوريا الجنوبية في حالة تعرضها لهجوم نووي كوري شمالي.
وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بدورها إلى تعاون ثلاثي أقوى مع كوريا الجنوبية واليابان لمواجهة كل من التهديد الكوري الشمالي والسياسة الخارجية المتشددة للصين.
(أسوشييتد برس)