شهادات جديدة.. القوة الأمنية لم تتعامل بجدية مع حالة نزار بنات الصحية

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
17 أكتوبر 2021
تفاضيل جديدة في قضية بنات
+ الخط -

أظهرت شهادات جديدة خلال الجلسة الخامسة لمحاكمة المتهمين بمقتل المعارض السياسي الفلسطيني نزار بنات، أن أفراد القوة الأمنية التي قامت باعتقاله لم تتعامل بجدية مع الحالة الصحية التي تعرض لها، فيما زعم بعض أفراد القوة أن نزار يمثّل ويدعي فقدان الوعي. 

وبينت الشهادات إدخال نزار إلى مقر الأمن الوقائي محمولا غير قادر على السير على قدميه، قبل وضعه على الأرض وهو فاقد للوعي، ليقول له أحد أفراد القوة "إصحى أنت بتتخوث". كما بينت الشهادات أيضًا أن اعتقال بنات واقتحام المنزل الذي تواجد فيه تم دون طلب الأمن الوقائي لمذكرة تفتيش من النيابة العامة، فيما لم تزود القوة الأمنية بمذكرة الإحضار الموجهة للشرطة والخاصة ببنات.

محامي نزار بنات يرفض رواية  مقاومته عملية اعتقاله

وظهرت رواية لأول مرة على لسان مدير عمليات جهاز الأمن الوقائي، تقول إن نزار بنات قاوم عملية اعتقاله وإنه كان يختبئ في منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية هروبا من العدالة، وهو ما رفضه رئيس فريق الدفاع الممثل لعائلة بنات غاندي أمين الربعي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، حيث اعتبر أن الوقائع بما فيها محضر الشرطة الجنائية لم تثبت وجود مقاومة، وأن لجوء نزار لمنزل عمه في المنطقة الجنوبية في الخليل كان لشعوره بالخطر بعد إطلاق النار على منزله في بلدة دورا جنوب الخليل وليس هروبا من العدالة.

وأجلت المحكمة العسكرية الخاصة/الجنوب اليوم الأحد، الجلسة إلى الأحد المقبل 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بعد سماع أربع شهادات لمدير العمليات في الأمن الوقائي بالخليل، ورائد في العمليات وطبيب ومهندس في قسم الحاسوب، وكلهم يعملون في مديرية الأمن الوقائي في الخليل، بينما تغيب مدير الجهاز عن الحضور للجلسة بصفته أحد الشهود.
وقال مقدم في قسم عمليات الأمن الوقائي، إنه شاهد الراحل بنات ملقى على بطنه على الأرض وحوله عدد من العناصر، فيما أكد أنه سمع أحد العناصر وهو يقول له "إصحى أنت بتتخوث"، بينما كان عنصر آخر يرش الماء على رأسه محاولا إيقاظه، مشيرا إلى أن ما يتذكره يشير إلى أن الجزء العلوي من بنات كان شبه عارٍ.

بنات محمولا على الأيادي

وأكد رائد في دائرة هندسة الحاسوب خلال شهادته، أنه رأى حين استخرج تسجيلات الكاميرات عددا يتراوح بين أربع وست أشخاص يدخلون بنات محمولا على الأيادي، قبل إخراجه بعد خمس دقائق على حمالة بحسب التسجيلات.
وقال المهندس إنه لا يوجد كاميرا ترصد المكان الذي ألقي فيه نزار بنات في قاعة الاستقبال بالمقر، كما أكد أن الكاميرا الموجهة باتجاه البوابة الرئيسية للمقر لم تكن تعمل بسبب أعمال صيانة قبل عامين أدت إلى حجب الرؤية عنها ما اضطر الطاقم إلى إزالتها.
وعلق المحامي غاندي أمين الربعي في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن ذلك يشير إلى أن القوة الأمنية لم تتعامل بجدية مع حالة بنات الصحية، وأضاف: "نحن رأينا كمحامين تسجيلات الكاميرات التي تمت مناقشتها في المحكمة، وأظهرت أنه قد تم نقله محمولا إلى الاستقبال داخل مقر الأمن الوقائي في الخليل".
وأكمل الربعي: "أحد الضباط يروي أنهم كانوا يعتقدون أن نزار كان يمثل وأن حالته الصحية الخطيرة لم تكن صحيحة، لكن هذا الأمر لا يفترض أن يعود تقديره للأفراد، نحن نتحدث عن أفراد يقدرون ما يتعلق بحياة إنسان، وهذا يدلل على أنه لم يكن هناك جدية بتقديم الخدمة العلاجية له".

أما مدير العمليات في الأمن الوقائي وهو برتبة عقيد، فقدم رواية جديدة حول عملية اعتقال بنات، وقال إن "أفراد القوة التي شاركت في اعتقاله تجمهروا لديه بعد ساعة أو اثنتين من مقتل بنات وأخبروه بأن بنات رفض فتح الباب للقوة الأمنية، وأنهم دخلوا من الشباك بعد فتحه بأيديهم، وقاموا بفتح الباب من الداخل، وأن نزار هاجم القوة وقاومها، وقام بدفع اثنين أو ثلاثة من الأفراد وأسقطهم أرضا داخل المنزل ثم قاموا بالسيطرة عليه دون أن يذكروا الطريقة التي استخدموها في ذلك، واستند الشاهد لتأكيد حديثه بأنه رأى إصابات على رقبة أحد الأفراد وإصابات على بطن آخر".
وفي الرد على تلك الرواية، قال المحامي الربعي في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الرواية الجديدة لم يتم إثباتها بأي واقعة من الوقائع، وحتى بتقرير ومحضر الضبط الذي أعدته الشرطة الجنائية ورد أنه لا آثار لأية مقاومة من بنات، خصوصا وأن المتهمين يلتزمون الصمت ولم يقل أي منهم في التحقيقات بأنهم تعرضوا للمقاومة".
وأضاف الربعي أن ما سرده الشاهد نفسه من أن القوة الأمنية قامت بالدخول إلى المنزل عبر الشباك وفتحت باب المنزل من الداخل لا تشير إلى وجود مقاومة.
وقال الشاهد إنه هو من كلف مسؤول القوة الأمنية مدير مكتب الأمن الوقائي في مدينة الخليل باعتقال بنات، بناء على تكليف من مدير جهاز الأمن الوقائي لاعتقال من وردت أسماؤهم في قائمة المطلوبين، وقد تبع ذلك اجتماع لمدراء العمليات في الأجهزة الأمنية بتاريخ 23 يونيو/ حزيران 2021، لمناقشة الحالة الأمنية في المحافظة ومتابعة العبث بالسلم الأهلي.

لماذا اعتقل الأمن الوقائي بنات وليس الشرطة؟

وعلل الشاهد تنفيذ الوقائي للاعتقال وليس الشرطة بأنه يصبح من حق أي جهاز اعتقال أي شخص ورد اسمه في القائمة التي أقرت في غرفة العمليات المشتركة لخصوصية محافظة الخليل الأمنية وخطورة بعض المناطق.
وقال الشاهد إن الأمن الوقائي لم يستصدر إذنا بتفتيش المنزل قبل دخوله، لكنه في المقابل أكد أن الجهاز يقوم بالعادة بالحصول على مذكرة إحضار وإذن تفتيش من النيابة حين يقوم بإلقاء القبض على مطلوبين من داخل منازلهم، مضيفًا أن الاعتقال استند إلى مذكرة إحضار موجهة إلى الشرطة، لكنه لم يقم بتزويد مسؤول القوة الأمنية بصورة منها ولم يبلغه إن كانت المذكرة موجهة للشرطة أو الأمن الوقائي.
وعلق المحامي ربعي على تلك التفاصيل التي ذكرها الشاهد بالقول إن ذلك عمل غير مؤسسي، وأضاف: "النيابة قدرت أنها تحتاج إلى توقيف ولم تشر إلى أنه خطير؛ وبالتالي أن تتحرك كل القوات لاعتقال بنات، هي أرسلت مذكرة إلى الشرطة والشرطة أرسلتها إلى شرطة دورا أي أن الأمر بقي إلى هذا الحد".
وأضاف الربعي: "شهادة مدير عمليات جهاز الأمن الوقائي أشارت إلى أنه تلقى أمرا من مدير الجهاز وأنه لم يقدم تلك المذكرة إلى فريق التنفيذ، كيف يذهب الفريق إلى التنفيذ وهو يقول إنه ينفذ القانون؟ يجب أن يحمل المذكرة حين يطرق على باب إنسان لأنه يريد أن يعلم لماذا تم طرق الباب عليه".
وقال الشاهد إن القوة تحركت بعد التأكد من وجود نزار بنات في المنطقة الجنوبية في الخليل وتحديدا جبل جوهر، وإنه طلب منهم الذهاب بوقت متأخر لأن هذه المنطقة خطيرة حسب وصفه، وتعود خطورتها لأنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية ولا تخضع للسيطرة الفلسطينية.
وقال الشاهد إن ضباطا أخبروه بأنهم تواصلوا مع بنات قبل أسبوعين من حادثة وفاته، ورفض تسليم نفسه، وقال إن سبب وجود نزار في جبل جوهر هو رفضه تسليم نفسه، وأنه هرب من العدالة حسب وصفه، مشيرا إلى أن كل المطلوبين يلجؤون إلى تلك المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وأضاف الشاهد أنه أعطى القوة الأمنية تعليمات بالتأكد من وجود بنات داخل المنزل قبل تنفيذ المهمة، وأخذ قوة كافية لأن المنطقة خطرة ولأن العملية تمت بدون تنسيق مع الجانب الإسرائيلي، كما طلب منهم ارتداء لباس مدني وأن يأخذوا سلاحا قصيرا خوفا من الإسرائيليين.
بينما علق المحامي ربعي أن الشاهد لم يتطرق إلى تعرض منزل بنات في مدينة دورا لإطلاق النار وهو ما شكل خطرا شديدا على حياته، ما اضطره للذهاب إلى البيت المذكور وهو منزل عمه، ولم يكن بمخبأ، كما ذكر الشاهد وليس هروبا من القانون، حسب الربعي.

ذات صلة

الصورة
بتسلئيل سموتريتش في القدس المحتلة 5 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

أوعز وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، بمصادرة 26 مليون دولار من أموال الضرائب الفلسطينية (المقاصة)، بزعم دعمها للعمليات ضد الإسرائيليين.
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
الصورة
محمود عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل الحكومة

سياسة

كلف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى بتشكيل الحكومة التاسعة عشرة