انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، من مخيم بلاطة بعد عملية عسكرية فشلت في اغتيال مقاومين يتبعون "كتيبة بلاطة" أو اعتقالهم، وخلّفت العملية شهيداً وثماني إصابات إحداها خطيرة.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني ارتفاع حصيلة مواجهات مخيم بلاطة إلى شهيد وثماني إصابات بالرصاص الحي.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت عن استشهاد الشاب فارس عبد المنعم محمد حشاش (19 عاماً) برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال العدوان على مخيم بلاطة بنابلس. وأصيب حشاش بعدة رصاصات في الصدر والبطن والأطراف السفلية.
وسجلت الطواقم الطبية، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، خمس إصابات بالرصاص الحي إحداها خطيرة، منها إصابة طفل وهو في منزله بالرصاص الحي.
وفشلت العملية العسكرية التي استمرت نحو ثلاث ساعات، وشارك فيها مئات الجنود في الوصول إلى مقاومين في "كتيبة بلاط" أبرزهم عصام الصلاج، الذي حاصرت قوات الاحتلال منزله في المخيم.
وأحرقت قوات الاحتلال منزل الصلاج بفعل قذائف "الإنيرغا" التي أطلقتها على المنزل، فيما اقتحمت عدة منازل في الحي وتمركزت فيها، واتخذت منها نقاطا للقناصة.
وأكدت مصادر محلية في مخيم بلاطة، لـ"العربي الجديد"، اندلاع اشتباكات مسلحة بين المقاومين وجنود الاحتلال، الذين انتشروا بالعشرات في محيط المنزل المحاصر.
وهي المحاولة الرابعة التي تقتحم قوات الاحتلال فيها مخيم بلاطة بهدف اغتيال الصلاج، ورفاقه من "كتيبة بلاطة".
وحسب المصادر في المخيم لـ"العربي الجديد"، فقد تسللت قوات خاصة من جنود الاحتلال للمخيم وبعد دقائق وصلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال إلى الحارات الجنوبية في المخيم وحاصرت منزل الصلاج.
وبحسب المصادر ذاتها التي اشترطت عدم تحديد هويتها، فإنّ قوات خاصة باللباس المدني دخلت المخيم من أحد الشوارع الضيقة. وبالتزامن، كانت تعزيزات تصل للمخيم من جهة سهل روجيب جنوب المخيم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال وصلت إلى حارتين على الأقل، وقامت بمحاصرة المنازل هناك، والانتشار بكثافة.
ورافقت المركبات العسكرية الإسرائيلية جرافة لإزالة الحواجز من الحجارة والحديد، التي وضعها المقاومون على مداخل المخيم لتأخير اقتحامه.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وداهمت منزل الشهيد معاذ المصري، منفذ عملية الأغوار، وأخذت قياسات المنزل تمهيداً لهدمه.
وفي التفاصيل، قالت ابنة خالة الشهيد ميس الشافعي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال، ومعها فرق هندسية، داهمت شقة الشهيد معاذ المصري، وهي فارغة منذ استشهاده، وقامت بأخذ قياسات المنزل تمهيداً لهدمه". وتابعت: "تم اقتحام المنزل وتفجير أبوابه، ووضع علامات هندسية على الأعمدة والجدران تمهيداً لهدمه لاحقاً"، مشيرة إلى أن عائلة الشهيد دفعت آخر قسط لمنزله الشهر الماضي.
قوات الاحتلال تأخذ قياسات منزل الشهيد معاذ المصري منفذ عملية الأغوار تمهيداً لهدمه، خلال اقتحام مدينة نابلس، فجر اليوم. pic.twitter.com/ws8zSEHpBw
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 13, 2023
وكان الشهيد المصري والشهيد حسن قطناني قد نفذا عملية في الأغوار في 7 إبريل/نيسان الماضي، أسفرت عن مقتل ثلاث إسرائيليات، قبل أن تتم مطاردتهما لنحو شهر وينفذ الاحتلال عملية اغتيال لهما في البلدة القديمة في نابلس في 4 مايو/أيار الماضي.
واقتحمت قوات الاحتلال شارع القدس في مدينة نابلس، والواصل بين حاجز حوارة العسكري ومخيم بلاطة ومدينة نابلس، حيث أطلق مقاومون النار على المركبات العسكرية الإسرائيلية.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر شرقي نابلس، وداهمت منزل عائلة الدش، واعتقلت الشقيقين محمد ووليد، واعتدت على والديهما بالضرب المبرح، ما أدى إلى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. واشتبك المقاومون مع قوات الاحتلال في المخيم وفجّروا عبوات ناسفة محلية الصنع في طريق مركبات الاحتلال.
وفي مخيم عقبة جبر في أريحا، داهمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، منزل عدي شلون واعتقلته، واقتحمت الحي الشرقي في مدينة جنين شمالي الضفة، واستهدفت سيارة فلسطينية بإطلاق النار من دون تسجيل إصابات، لتندلع بعدها اشتباكات بين المقاومين وجنود الاحتلال.
ونفذت قوات الاحتلال كذلك اقتحامات ومداهمات في محافظات بيت لحم، وطولكرم، واعتقلت عدداً من الشبان.
"كتيبة جنين" تعلن إفشالها محاولة اغتيال
إلى ذلك، أعلنت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، اكتشاف قوة خاصة إسرائيلية وإفشال مهمتها باغتيال أحد المقاومين.
وقالت "كتيبة جنين" في بيان صحافي: "حاولت قوة خاصة من جيش العدو التسلل للحي الشرقي من مدينة جنين فجر اليوم، في محاولة لاغتيال أحد المقاومين، وفور اكتشافها تم استهدافها بصليات كثيفة من الرصاص".
وأكدت أن مقاتليها تصدّوا لقوات وآليات الاحتلال، التي وصلت لسحب القوة الخاصة، كما تمكن مقاتلوها من توجيه ضربات مكثفة صوب قوات الاحتلال وآلياته التي تمركزت في الحي الشرقي وأمطروها بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة، محققين إصابات مباشرة.
على صعيد منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوساً تلمودية في الجهة الشرقية منه.
وأقام مستوطنون خياماً على أراضي بلدة حارس بمحافظة سلفيت شمالي الضفة، فيما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مشطباً للمركبات وأزالت أكثر من 100 مركبة، في قرية الديوك التحتا بمحافظة أريحا شرق الضفة، بحجة إقامته بمنطقة مصنفة "ج"، بينما هدمت مغسلة سيارات في مخيم شعفاط بمدينة القدس المحتلة؛ بحجة البناء دون ترخيص.
واستولت سلطات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، على 70 دونماً من أراضي قرية عزون عتمة التي تقع خلف جدار الفصل العنصري جنوب قلقيلية شمال الضفة، لصالح توسعة مستوطنة "شعاري تكفاه"، الجاثمة على أراضي القرية، بينما هدمت قوات الاحتلال أسوارًا في القرية.
واعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، شابين من القدس، وشاباً من بلدة صيدا شمال طولكرم شمال الضفة، وشابين من بيت لحم جنوب الضفة.