صائب عريقات لـ"العربي الجديد": لن أكون خليفة عباس

أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
05 سبتمبر 2015
A65FF81B-0B64-4B68-A999-BB31B279AA63
+ الخط -
نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أنه سيخلف الرئيس محمود عباس في مواقعه، مشيراً إلى أن لا رغبة له ولا طموح لديه بذلك. وأفاد، في مقابلة مع "العربي الجديد"، بأن "الاحتلال الإسرائيلي هو من قد يخلف عباس، إذا ما استمرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على ما هي عليه". وأوضح أن "قرار عباس ترشيح نفسه لرئاسة اللجنة التنفيذية لاحقاً يعود إليه، غير أن حركة فتح رشحته للموقع". ووصف عريقات لقاءه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، مساء الخميس في العاصمة القطرية الدوحة بأنه "كان تشاورياً وعادياً". ونفى أن يكون قد طلب منه ضمانات بأن تسمح "حماس" لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المقيمين في غزة، بالمشاركة في جلسات المجلس الوطني الفلسطيني الذي يعقد، منتصف سبتمبر/أيلول الحالي، في رام الله.

عريقات، الذي التقى أثناء زيارته الدوحة وزير الخارجية القطري، خالد العطية، أفاد بأنه "لا يعتقد بأن حماس ستمنع أعضاء المجلس الوطني من المشاركة في الاجتماعات، وهي التي كانت قد رفضت قرار الرئيس عباس، عقد المجلس، واتهمته بالتفرد بالقرار".

ولفت إلى أنه "قد أطلع مشعل، على تطورات الأوضاع الفلسطينية"، ولم يطلب منه مشاركة أعضاء المجلس التشريعي لحركة "حماس" الذين هم أعضاء في المجلس الوطني في الاجتماعات، فالدعوة قدمها لهم رئيس المجلس الوطني، والمشاركة تعود إليهم. لكن عريقات اعتبر أن "من واجب كل فلسطيني المشاركة في جلسات المجلس، الذي يُعدّ مفصلاً تاريخياً وعلى الجميع المشاركة فيه، وأن يكونوا شركاء في البرنامج السياسي المقبل الذي لا يجوز أن يختلف الفلسطينيون حوله"، بحسب تعبيره. وأضاف أن "المطلوب هو إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، حتى نستطيع مواجهة مخططات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".

ورأى عريقات أن "مهمة المجلس الوطني الفلسطيني المقبلة والملحّة، تحديد شكل العلاقة مع إسرائيل، وليس مهماً من يُنتخب في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بل البرنامج السياسي الذي يحدد العلاقة مع سلطة الاحتلال، فالعلاقة الآن يجب أن تكون علاقة سلطة احتلال مع دولة محتلة هي فلسطين".

اقرأ أيضاً اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني: دورة "تسويات" لحلّ خلافات القيادة

وتابع: "استراتيجية إسرائيل منذ عام 2009 قائمة على تفريغ السلطة الوطنية من مضمونها، لتصبح سلطة من دون سلطة فعلية أو حقيقية على الأرض، وأن يكون الاحتلال بلا كلفة، وأن يبقى قطاع غزة مفصولاً عن الضفة الغربية، وتصدير الأوهام عن دولة فلسطينية في قطاع غزة".

وحول ما إذا كان النصاب القانوني لعقد المجلس الوطني الفلسطيني قد توفّر، قال: "اتفقنا مع الفصائل الفلسطينية على العمل من أجل عقد جلسة عادية للمجلس، وتوفير النصاب القانوني الذي يبلغ 445 عضواً (ثلثي الأعضاء)، واتفقنا على أن تستمر المشاورات بين الفصائل، وشكلنا لجنة لإعداد التقارير التي ستقدم أمام المجلس الوطني، فالنصاب القانوني ليس في جيبي، ولا في جيب أحد، وإذا لم يتوفر، اتفقنا كفصائل أن نقرر الخطوة التي يجب أن تتبع، لكن المهم الآن أن نعمل على توفير النصاب القانوني، وأجزم بأننا نستطيع ذلك".

وأوضح عريقات أن "المجلس سيد نفسه، وأهم بند على جدول أعماله تحديد العلاقة مع إسرائيل، إذا استمرت بالتنكّر للاتفاقيات الموقّعة، تنفيذاً لقرارات المجلس المركزي الفلسطيني التي اتخذها في مارس/آذار الماضي، بإعادة النظر في العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية مع حكومة الاحتلال، وهذه ليست توصية، بل هي قرار ملزم".

لكنه استطرد قائلاً إن "السلطة الفلسطينية ثمرة كفاح الشعب الفلسطيني، والذي يدمّرها حكومة الاحتلال التي تريدها أن تكون من دون سلطة، وهذا لا يمكن قبوله واستمراره، فالعلاقة يجب أن تكون بين دولة محتلة وهي فلسطين، مع دولة احتلال وهي إسرائيل".

وقال إن "اتهام عباس بأن هدف دعوته إلى عقد المجلس الوطني هو للتفرّد بالسلطة غير صحيح، فليس عباس من يختار أعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، بل الفصائل التي تنتخب ممثليها في اللجنة بحرية، وداخل المجلس الوطني الذي يمثل 11 مليون فلسطيني".

وتابع أن "الدعوة لعقد المجلس جاءت لأن المشروع الفلسطيني دخل مرحلة حاسمة، في ما يتعلق بالبرنامج السياسي". وأضاف "قال لنا عباس إنه حريص على تعزيز السلطة الوطنية ومؤسسات الشرعية الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحرير". وكشف عن أنه "لا صحة لرغبة عباس في الاستقالة، فهو قائد لا يهرب من مسؤولياته. ولكن، لا بد من تعزيز الشرعية الفلسطينية، فهو قد بلغ الـ81 عاماً وقد لا يترشّح مستقبلاً، كما أن أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهم أشخاص محترمون أفنوا حياتهم في خدمة القضية الفلسطينية، كبار في السن، وأنا أصغرهم عمراً، وقد بلغت الستين، وهذا وضع ليس سليماً".

وذكر أن "قرار ترشيح عباس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماعات المجلس الوطني يعود له، لكن قرار حركة فتح أن يرشّح نفسه"، غير أن عريقات ألمح إلى أن رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، في المرحلة المقبلة، قد لا يكون رئيساً للسلطة الفلسطينية، أو رئيساً لدولة فلسطين في الوقت نفسه. ولفت إلى أنه "في مرحلة ما بعد عباس لن يستطيع أحد أن يجمع بين كل هذه المناصب، وأن "الرئيس الفلسطيني المقبل سيكون منتخباً من الشعب الفلسطيني".

ورفض عريقات بشدة التكهّنات بعد قرار تعيينه أميناً لسر اللجنة التنفيذية، بأنه سيكون خليفة لعباس في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، أو سيجري تعيينه نائباً للرئيس. وقال إنه "حصل على موافقة اللجنة المركزية لحركة فتح لاختياره للمنصب، الذي جرى التصويت عليه أيضاً في اللجنة التنفيذية للمنظمة". وشدد على أنه "هناك مؤسسات تختار، وفي مقدمتها فتح، ومن ينتخبه الشعب الفلسطيني، ولا رغبة لي ولا نية ولا طموح لدي في هذا المنصب، ويؤسفني أن أقول إن خليفة عباس، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، سيكون الاحتلال الإسرائيلي. لذلك، علينا أن نرمم ونعدل ونبدل، وأن نضع برنامجاً سياسياً متفقا عليه للمرحلة المقبلة".

اقرأ أيضاً: منظمة التحرير الفلسطينية أمام مقامرة

ذات صلة

الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.