رأت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ سقوط الصاروخ، الذي أطلق فجر اليوم، الخميس، من سورية، بالقرب من ديمونا في صحراء النقب، يعد "تحولاً خطيراً" على صعيد الصراع بين إسرائيل وإيران.
وفي تحليل نشرته اليوم، الخميس، تساءلت صحيفة "غلوبس" عما إذا كان الصاروخ "السوري" قد انحرف عن مساره وسقط في النقب بشكل غير مقصود، أم أنّ هذا التطور يعكس "تلميحاً إيرانياً".
وقالت الصحيفة إنه حتى لو كان ما صدر عن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّ الصاروخ سقط في محيط ديمونا بشكل غير مقصود صحيحاً، فإنّ هذا التطور "خطير ويشي بطابع التصعيد الذي تشهده المواجهة الإيرانية الإسرائيلية السورية".
وأشارت إلى أنه على الرغم من أنّ سورية "ممزقة ودامية"، إلا أنّ جيشها يملك منظومات صواريخ من إنتاج روسي بإمكانها أن تصل إلى أي نقطة في إسرائيل، وضمنها أهداف استراتيجية وأمنية بدقة إصابة عالية.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ التجربة دلّت على أنّ الصواريخ من طراز "SA5"، الذي أطلق اليوم، تنحرف عن مسارها في حال لم تتمكن من إصابة الطائرات التي أطلقت لاستهدافها.
وحسب الصحيفة، فإنّ لدى إيران دافعا كبيرة للمسّ بإسرائيل، بوصفها عدوها الأساس والقوي، والتي تقود كل "أعداء" طهران الآخرين في الجهود الهادفة لمواجهة برنامجها النووي، لافتة إلى أنّ هذا الدافع تفاقم أخيراً في أعقاب الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية، واغتيال عالم الذرة الإيراني محسن فخري زادة، ومع تواصل حرب السفن المتبادلة في البحر الأحمر والخليج "الفارسي".
وبحسب الصحيفة، فإنّ بعض وسائل الإعلام الإيرانية المرتبطة بالحكم في طهران طرحت أخيراً إمكانية أن يتم استهداف مفاعل ديمونا كرد على استهداف نطنز.
واستدركت الصحيفة بأنّ إيران تخشى من تبعات المبادرة بشن هجوم مباشر على إسرائيل، وتترك هذه المهمة لمنظمات مرتبطة بها، سواء في سورية، أو لبنان، أو قطاع غزة.
ووفق الصحيفة، فإنّ رواية الجيش الإسرائيلي بأنّ الصاروخ الذي سقط في النقب انحرف عن مساره، وأن سقوطه في المنطقة لم يكن مقصوداً، "تبدو صحيحة، لأنّ إيران غير معنية بتهديد فرص رفع العقوبات الأميركية عنها من خلال مفاوضات فيينا، من خلال المبادرة بشن هجوم مباشر على إسرائيل".
لكن الصحيفة من ناحية ثانية، تشير إلى أنّ التجربة تدل على أنّ إيران يمكن أن تتبنى استراتيجية "حافة الهاوية"، بهدف تعزيز مواقفها التفاوضية.
أما صحيفة "جيروزاليم بوست"، فقد اعتبرت أن سماع صفارات الإنذار في ديمونا وأصوات الانفجارات وسط إسرائيل "تجسد كل المخاوف التي تقلق الإسرائيليين".
وفي تقرير نشره موقعها، شددت الصحيفة على أنّ هذا التطور يدل على خطورة المواجهة الدائرة حالياً بين إسرائيل وإيران، مشيرة إلى أنّ ما يفاقم هذه الخطورة أنّ لدى إيران خبرات في استخدام الطائرات المسيرة في تنفيذ عمليات هجومية.
وأبرزت أنّ آخر هجوم بطائرات مسيرة نفذته إيران ضد إسرائيل وقع في فبراير/ شباط 2018، وانطلق من سورية، في حين تعرضت إسرائيل لهجوم بصاروخ أطلق من سورية في مارس/ آذار من العام نفسه.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ إيران نقلت إلى العراق وسورية تقنيات تحسن من دقة إصابة الصواريخ، إلى جانب تسليح "حزب الله" اللبناني بصواريخ بعيدة المدى.
واسترجعت الصحيفة ما كشفته مجلة "نيوزويك" الأميركية في 2018 عن أنّ إيران زودت المليشيات الحوثية في اليمن بطائرات مسيرة قادرة على الوصول إلى إسرائيل.
من ناحيتها، اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنّ حادثة اليوم "تدل على مدى حساسية الأوضاع على الجبهة الإيرانية الإسرائيلية"، وأنّ عملية واحدة يمكن أن تقود إلى اتجاهات مختلفة وغير مقصودة.
وفي تعليق أعده المعلق العسكري رون بن يشاي، قدرت الصحيفة أنه "لا توجد نية للتصعيد" لدى كل من إسرائيل وإيران وحلفائها في سورية ولبنان.