في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الثلاثاء، أن ما حدث في المفاعل النووي الإيراني "نطنز"، تم من خلال إدخال عبوة ناسفة في وقت سابق وتم تفجيرها عن بعد، لمّح محلل الشؤون الحزبية، في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يكون من يقف وراء التسريبات الأخيرة، حول دور إسرائيل في تفجير السفينة الإيرانية سايس في البحر الأحمر.
كما أوضح فيرتر أن نتنياهو قد يكون وراء التسريبات أيضاً عن عملية مفترضة للكوماندوز البحري، وأخيراً عما حدث في المفاعل النووي في نطنز، ومخاطر رفع الستار عن سياسة "الضبابية" التي اعتمدتها إسرائيل في كل ما يتعلق بالحرب مع إيران سواء عبر ضرب أكثر من 12 سفينة إيرانية منذ العام 2019، أو التصعيد الأخير مقابل إيران.
وبحسب يوسي فيرتر، فإن نتنياهو، يدرك أكثر من أي شخص آخر خطورة وضعه القضائي، لافتاً إلى أن ذلك قد يدفعه نحو خلق أجواء طوارئ وترهيب، في محاولة لكسر معارضيه في اليمين والذهاب مجدداً إلى حكومة طوارئ وطنية، على غرار ما فعله في العام الماضي، عندما بالغ في الترهيب من خطر جائحة كورونا والوضع الاقتصادي في إسرائيل، وهو ما شكل "غطاء" استغله الجنرال بني غانتس في تفسير أسباب نقض وعوده الانتخابية، والاتجاه لتشكيل حكومة الطوارئ الوطنية لمواجهة وباء كورونا وإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي.
ووفقا لفيرتر، فإن تسلسل الأحداث الأخيرة ضد إيران، والتسريبات التي لا تترك مجالاً للشك في شأن هوية منفذي العمليات، تثير شكوكا في أن "صاحب البيت قد جُن" وأكثر من ذلك أنه (أي نتنياهو) فقد الكابح الأخير الذي كان يملكه.
وفي الحلبة السياسية والأمنية، يدور بشكل جلي حديث وتساؤلات عما إذا كان رئيس الحكومة يسعى لإشعال حرب ضد إيران أو حزب الله من أجل إقامة حكومة طوارئ.
لقد أدخل الدولة كلها العام الماضي في إغلاق مطلق واستبدادي، رغم وجود عدد قليل من المرضى، وتمكن بواسطة كورونا من خلق جو سوداوي يحاكي نهاية العالم، ساعد بجلب غانتس إليه، لكن هذه المرة لا توجد كورونا.
وأضاف فيرتر أن التسريب لصحيفة "نيويورك تايمز" الذي نسب لإسرائيل تنفيذ العملية في مفاعل نطنز، يمكن له أن يصدر فقط عن مصدر وحيد، مصدر موثوق به بما فيه الكفاية كي تنشره الصحيفة، لافتاً إلى أن "مصدر التسريبات" يملك ما يكفي من الشجاعة كي لا يخشى تبعات تحقيق ممكن، وربما الأسوأ والأخطر من ذلك أن وزير الأمن بني غانتس (الذي طالب بالتحقيق في مصدر التسريبات) يعرف أن التحقيقات لن تثمر شيئا لأن المشتبه به الرئيسي فيها محصن".
وتتفق هذه التحليلات لفيرتر مع حقيقة عدم تمكن نتنياهو للآن رغم حصوله على تكليف لتشكيل الحكومة القادمة، من تحقيق أغلبية تأييد 61 عضواً لها، أو ضمان عدم تصويت 61 نائباً من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي ضد الحكومة، علماً أنه يملك توصية من 52 نائباً، إضافة إلى التعويل على ضم حزب يمينا بقيادة نفتالي بينت الذي حصل على 7 مقاعد، مما يجعل المجموع الكلي لحكومة قد يشكلها 59 نائباً.
ويواصل نتنياهو الضغط على عضو الكنيست يوعاز هندل، من حزب "تكفا حداشا" للانتقال للمعسكر المؤيد له، من جهة، وإقناع حزب الصهيونية الدينية المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش بعدم معارضة حكومة يعرضها نتنياهو وتدعمها القائمة العربية الموحدة من خارج الائتلاف، ولو عبر الامتناع عن التصويت ضدها.
مع ذلك، أفادت الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، بأن نتنياهو سيلتقي نفتالي بينت مجدداً اليوم، فيما يواصل الضغط على نواب من أحزاب اليمين المعارضة له لحثهم على الانشقاق عنها ودعم حكومة برئاسته، وقد بقي لنتنياهو 21 يوماً من المهلة الرسمية التي منحه إياها رئيس الدولة لتكليف الحكومة.