وجهت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة، اليوم السبت، انتقادات هي الأولى من نوعها للمرجع الديني العراقي آية الله علي السيستاني، لدعوته الأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات العراقية، المزمع عقدها في 6 يونيو/حزيران المقبل.
وفي افتتاحية "كيهان"، التي استهلها مديرها حسين شريعتمداري، المعين من قبل المرشد الإيراني الأعلى، بالمديح للسيستاني، أشار إلى لقاء الأخير مع مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق هينيس بلاسخارت في وقت سابق من الشهر الجاري، قائلا إن السيستاني أكد خلال اللقاء على "مواقفه القيمة في شؤون العراق، والتي تنم عن رؤيته الحكيمة بشأن القضايا العراقية الجارية"، غير أن شريعتمداري انتقده في دعوته إلى إشراف الأمم المتحدة على الانتخابات العراقية.
وقال في هذا الصدد إن "طلبه هذا أولا لا يناسب الموقع الرفيع والمرموق الذي يحظى به آية الله السيستاني، وأن الأمم المتحدة هي التي بحاجة إلى دعم سماحته لتبرير أهليتها (للإشراف على الانتخابات)، وثانيا إن هذه الدعوة لا تنسجم مع مكانة العراق كدولة مستقلة".
وأضاف أن "الطلب من الأمم المتحدة للإشراف على انتخابات هذا البلد هو إعلان عن إفلاسه وعدم الثقة بالشعب والرهان على الأجانب"، غير أن شريعتمداري أكد في الوقت ذاته، أن السيستاني "بريء من هذين الأمرين".
واتهم مدير صحيفة كيهان الإيرانية الأمم المتحدة بأنها "على عكس مزاعمها لا تعمل لأجل إرساء السلام العالمي، وإنما تحولت إلى أداة ضغط بيد القوى المتغطرسة وتحديدا أميركا وحلفاءها الغربيين والعبريين والعرب"، لافتا إلى أن "إطلالة سريعة على أداء المنظمة ومواقفها خلال العقود الأخيرة تظهر هذا الواقع المرير".
وفي ختام مقاله، وفي محاولة لتلطيف انتقاداته، حاول شريعتمداري نفي صدور الدعوة للأمم المتحدة للإشراف على الانتقادات عن المرجع الديني السيستاني، ساعيا لنسبها إلى مكتبه، حيث قال في هذا الصدد "إنني على قناعة بوجود خطأ في تقرير لقاء سماحته مع ممثلة الأمم المتحدة وأن مكتبه لم يراع الدقة في ذلك"، داعيا مكتب السيستاني إلى "تصحيح التقرير".