قالت صحيفة الوطن التابعة للنظام السوري، إن الأخير سيستقبل خلال الأيام القليلة المقبلة وفداً فلسطينياً يضم قياديين من حركة المقاومة الإسلامية حماس، رداً على بيان صادر عن الحركة مؤخراً، تؤكد فيه عزمها بناء علاقات من جديد مع النظام في سورية.
وكانت "حماس" قد أعلنت، في بيان لها، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، عن عزمها المضي في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سورية، وإدانتها الغارات الإسرائيلية على مواقع للنظام في سورية.
وقالت الصحيفة إن "القيادة السورية ستستقبل خلال الأيام القليلة المقبلة وفداً يضم فصائل المقاومة الفلسطينية، بينهم ممثلون عن حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وتحديداً من الجناح المقاوم وليس الجناح الإخواني".
وأضافت الصحيفة: "تفيد المعلومات بأن ممثلي حماس سيزورون سورية، بعد إنهاء زيارة يقوم بها وفد من الحركة إلى الجزائر تهدف إلى بحث المصالحة مع حركة التحرير الوطني".
ونقلت الصحيفة عن الأمين العام لـ"جبهة النضال الشعبي" خالد عبد المجيد، أن وفداً من "حماس" حالياً في الجزائر، وزيارته ستستمر حتى الـ13 من الشهر الجاري، والمعلومات تفيد بأنه بعد انتهاء زيارة وفد الحركة للجزائر "سيجري تحديد موعد من قبل دمشق لزيارة ممثلين عن الحركة إلى سورية".
وأضاف وفق الصحيفة: "الأسبوع الماضي اجتمعت الفصائل في بيروت، وأبلغونا بأن رئيس وفد "حماس" الذي سيزور سورية هو مسؤول العلاقات العربية – العربية في الحركة خليل الحية، وقالوا إنهم بانتظار تحديد الموعد من الإخوة في سورية".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة النظام السوري حول الزيارة، كما لم تعلن الحركة رسمياً عن الزيارة أو موعدها.
استراتيجية لإعادة التموضع
وقال فايز أبو عيد، المسؤول الإعلامي لـ"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، إن المعلومات المسرّبة تقول إن الحركة ستزور سورية خلال الشهر الجاري في سعي لإعادة علاقاتها بالنظام السوري. ويعتقد فايز أن قرار إعادة العلاقات مع النظام اتخذ من قبل القيادات في أعلى مستويات الحركة، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن ذلك جاء بناء على رؤية هم يقولون إنها استراتيجية لإعادة التموضع والتمحور مع من يقف بجانبهم، خصوصاً أنهم يرون أن هناك محاور جديدة ستكون في العالم ستؤثر عليهم سلباً بشكل كبير.
وقال أبو عبيد إنه "من ضمن الأجندات، وفق التسريبات، سيقوم وفد الحركة بطلب الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام، وستستفيد المخيمات الفلسطينية من إعادة العلاقات مع النظام، بحيث تخفف الوطأة عن تلك المخيمات ما يتيح تقديم المساعدات"، مضيفاً أنه "ليس هناك ضمانات بأن يقوم النظام بالرد على هذه المطالب لأن النظام يفعل ما يشاء".
وأضاف أن فتح ملف المعتقلين والمخيمات مع النظام لن يفيد الحركة، لأن "فتح" التي علاقتها وطيدة مع النظام لم تتمكن من المضي في هذا الملف. ويذكر أنه يقبع في سجون النظام السوري آلاف من الفلسطينيين، من بينهم مفقودون، إضافة لمقتل وجرح المئات جراء عمليات القصف التي طالت المخيمات في مناطق متفرقة.
وكانت "حماس" قد قطعت علاقاتها مع النظام السوري عام 2011 على خلفية قمع النظام الثورة، وغادر رموز الحركة السياسيون سورية، واتخذوا من دول أخرى مقراً لهم.