قدّم عدد من كبار الضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، توصية عسكرية إلى رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، لوقف حملة التشويه التي تقودها الحكومة الإسرائيلية ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وفق ما أوردته القناة 12 العبرية، الليلة الماضية.
وتقود أوساط رسمية إسرائيلية حملة تشويه ضد الوكالة، بزعم مشاركة نحو 12 موظفاً فيها بعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانتماء أكثر من 190 موظفاً إلى حركتي "حماس" أو "الجهاد الإسلامي"، وهو ما دفع عدة دول إلى إعلان وقف تمويلها للوكالة.
وذكرت القناة أن ورقة التوصيات لم تصدر بناءً على طلب هليفي، بل بادرت إليها المستويات المهنية في الجيش الإسرائيلي، في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على الوكالة، دون أن يكون هناك بديل لها في الوقت الحالي.
وجاء فيها أن التسريبات الإسرائيلية التي دفعت عدة دول إلى وقف تمويلها للوكالة، "جرت بصورة غير منظمة وغير مدروسة، الأمر الذي قد يكون له تبعات سلبية".
وكتب كبار الضباط في رسالتهم: "على المدى القصير، نوصي بعدم تعميق تشويه أونروا، قبل المناقشة المتوقعة في الكونغرس، وكذلك حتى إجراء مناقشات لتحديد السياسات بشأن هذه القضية في الأسبوع القريب، من قبل المستوى السياسي (الإسرائيلي)، ومناقشة البدائل (التي يمكن أن تقوم بدور الوكالة)".
وتنص الرسالة أيضاً على أن "هذه الحملة هي بمثابة كرة ثلج"، وأن "الحملة الدولية على الوكالة لم تعد تعتمد على إسرائيل، وليس هناك ما يمكن القيام به حيال ذلك"، مضيفين أن "سياسة الجيش في هذا الشأن لم تتحدد بعد. والآن، على المستوى السياسي أن يقرر ما إذا كان سيضغط أكثر لوضع حد للمنظمة بعد 75 عاماً من نشاطها".
وعقّب الجيش الإسرائيلي على ما نشرته القناة، قائلاً: "رئيس الأركان لم يطلب كتابة وثيقة تدعو إلى عدم تشويه سمعة المنظّمة. هذه وثيقة تقدّم توصية واحدة من خيارات مختلفة. أونروا منظمة إشكالية كما يتضح من الأدلة التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وهذه ليست المرة الأولى. إن تحديد السياسة وتنوع الآراء في هذا الموضوع سيتم من خلال الحوار بين المستويين العسكري والسياسي".