نفذت مقاتلات تابعة للجيش التركي عمليات قصف جديدة استهدفت مخابئ ومواقع تجمعات مسلحي حزب العمال الكردستاني، في محافظة السليمانية التابعة لإقليم كردستان العراق شمالي البلاد، فيما تعرض معسكر للجيش التركي إلى قصف بصاروخين.
وبدأت القوات التركية الاثنين عملية عسكرية يشارك فيها سلاح الجو ووحدات برية خاصة، في قرى ومناطق عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان العراق، تستهدف مواقع مسلحي "الكردستاني"، الذي يتخذ من تلك المناطق منطلقاً لشنّ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية، فيما حمّلت حكومة الإقليم حزب العمال الكردستاني المسؤولية، واستدعت بغداد سفير أنقرة لديها، علي رضا كوناي، للاحتجاج.
واليوم الجمعة، استهدفت مقاتلات تركية تحركات لعناصر "الكردستاني" في وادي دوكان التابع لبلدة ماوت بمحافظة السليمانية.
ووفقاً لمسؤول أمني كردي تحدث لـ"العربي الجديد" فإن "حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن القصف لم يعرف بعد، كون المنطقة خالية من السكان ومن الوجود الرسمي، إذ تخضع لسيطرة حزب العمال الكردستاني"، قبل أن يستدرك بالقول: "شوهدت أعمدة الدخان وانفجارات ثانوية يعتقد أنها ناجمة عن مخازن أسلحة تم تدميرها من قبل الطيران التركي".
من جهته، قال قائممقام ماوت، كامران حسن، إن "القصف لم يسفر عن وقوع إصابات في صفوف ساكني المنطقة".
وليلة أمس، قصفت مروحيات قتالية تركية قمة جبل كورزار ضمن سلسلة جبل متين المطل على ناحية شيلادزي شمالي محافظة دهوك، واستهدف القصف كهوفاً يتحصن فيها عناصر من حزب العمال الكردستاني.
في الأثناء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، مقتل ثلاثة عناصر من الجيش التركي، مقابل مقتل ما لا يقل عن 45 عنصراً من حزب العمال الكردستاني في العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية شمالي العراق. وأكد، بحسب خبر نقلته وكالة "الأناضول"، أن "العملية تضع عناصر العمال الكردستاني في صراع مع الموت حالياً".
#عاجل | أردوغان: عملية المخلب أسفرت عن مقتل 45 إرهابيا حتى الآن، بينما بلغ عدد شهدائنا 3
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) April 22, 2022
ويتكتم حزب العمال الكردستاني عن الخسائر التي يتكبدها خلال الهجمات الجوية والبرية التي تطاول مقار تابعة له وتحركات لعناصره، في مناطق شمالي العراق.
مقابل ذلك، تعرضت قاعدة للجيش التركي لقصف صاروخي.
ونقلت وكالات أنباء كردية محلية عن مصادر أمنية قولها إن "قاعدة سيري العسكرية، والتي تقع في بلدة العمادية شمالي محافظة دهوك (أقصى شمالي العراق)، تعرضت لقصف بصاروخين، طاول أحدهما آليات داخل المعسكر"، من دون معرفة تفاصيل أخرى.
واستدعت الخارجية العراقية في وقت سابق السفير التركي لدى بغداد، علي رضا كوناي، وسلمته احتجاجاً على العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي شماليّ العراق، التي طاولَت مناطقَ متينا، والزاب، وأفاشين، وباسيان شمالي العراق، داعية إلى الكفّ عن مثل هذه الخروقات المرفوضة. كما أكدت الخارجية "حق العراق بالاستعانة بجميع مصادر القوة" في الرد على أنقرة.
وكانت حكومة إقليم كردستان العراق قد حملت حزب العمال الكردستاني مسؤولية العمليات العسكرية التي تجريها القوات التركية، داعية القوى الكردية في تركيا وإيران المعارضة لأنقرة وطهران إلى معالجة المشاكل فيما بينها بالطرق السلمية.