طلاب بنغلادش يخططون لتأسيس حزبهم

16 اغسطس 2024
طلاب يتظاهرون في دكا للمطالبة بمحاكمة حسينة، 12 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد الإطاحة بالشيخة حسينة، يسعى قادة الطلاب في بنغلادش لتشكيل حزب سياسي جديد لإنهاء احتكار الحكم من قبل حزب رابطة عوامي والحزب الوطني البنغلادشي، بقيادة الحكومة المؤقتة برئاسة محمد يونس.
- يركز الطلاب على إنشاء حزب يقوم على العلمانية وحرية التعبير، ويأملون في اتخاذ قرار نهائي خلال شهر بعد التشاور مع المواطنين، ويعتقدون أن الناس سئموا من الحزبين الرئيسيين.
- تسعى الحكومة المؤقتة لتنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة، بما في ذلك إصلاح اللجنة الانتخابية، ورفضت دعوات لإجراء انتخابات مبكرة، بينما تواجه قوات الأمن انتقادات لاستخدام القوة المفرطة.

بدأ قادة الطلاب في بنغلادش التفكير في تأليف حزب جديد، وذلك بعد أن أدت ثورتهم إلى إطاحة رئيسة الحكومة الشيخة حسينة، التي فرت إلى الهند، ورفضهم دعوات من الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. ويأمل الطلاب تجنب تكرار السنوات الـ15 الماضية، التي حكمت فيها حسينة البلاد بقبضة من حديد. وكان الطلاب نزلوا إلى الشوارع، الشهر الماضي، احتجاجاً على توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام محاصصة تستفيد منه شرائح اجتماعية وعائلات معينة، مجبرين حسينة على تقديم استقالتها من رئاسة الحكومة والفرار إلى الهند.

وتدير البلاد الآن حكومة مؤقتة يترأسها محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام، وتضم اثنين من قادة الطلاب في مناصب عليا. وعلى مدى معظم العقود الثلاثة الماضية، حكم بنغلادش حزب رابطة عوامي بزعامة حسينة، أو الحزب الوطني البنغلادشي بزعامة منافستها خالدة ضياء، وكلاهما في الـ70 من العمر.

تحميد شودري: العلمانية وحرية التعبير أساس برنامج الحزب

وقال محفوظ علم، الذي يترأس لجنة مكلفة بالاتصال بين الحكومة والمجموعات الاجتماعية مثل المعلمين والناشطين، لوكالة رويترز، إن قادة الطلاب يبحثون تشكيل حزب سياسي لإنهاء الاحتكار الثنائي. وأضاف علم، طالب الحقوق البالغ من العمر 26 سنة، أن القرار سيتخذ في غضون شهر تقريباً، موضحاً أن قادة الاحتجاج يريدون التشاور على نطاق واسع مع المواطنين قبل اتخاذ قرار بشأن برنامج الحزب. وتابع: "لقد سئم الناس من الحزبين السياسيين. إنهم يثقون بنا".

وقال تحميد شودري، وهو منسق طلابي آخر ساعد في حشد المتظاهرين لإسقاط حسينة، إن هناك "فرصة كبيرة" لتشكيل حزب سياسي جديد. وفي حين أوضح أنهم لا يزالون يعملون على برنامجهم، فإنه أشار إلى أن أساسه سيكون العلمانية وحرية التعبير. وأضاف: "ليس لدينا أي خطة أخرى يمكن أن تكسر الثنائية من دون تشكيل حزب".

إنشاء بنغلادش جديدة

ولم يحدد قادة الطلاب في الحكومة المؤقتة السياسات التي يعتزمون اتباعها، باستثناء التغييرات المؤسسية الشاملة، مثل إصلاح اللجنة الانتخابية التي اختارتها حسينة، لتجنب موجة أخرى من الحكم الاستبدادي. وقالت ناهد إسلام، العضو في الحكومة المؤقتة لوكالة رويترز: "كانت روح الحركة هي إنشاء بنغلادش جديدة، حيث لا يمكن لأي فاشي أو مستبد العودة (إلى السلطة)، ولضمان ذلك، نحتاج إلى إصلاحات هيكلية، الأمر الذي سيستغرق بالتأكيد بعض الوقت". وأضافت إسلام، التي تتولى حقيبة الاتصالات، أن الحكومة لا تدرس دعوات من رابطة عوامي والحزب الوطني البنغلادشي لإجراء انتخابات مطلع الخريف المقبل.

ساجيب وازيد: عاجلاً أم آجلاً سيعود حزب رابطة عوامي أو الحزب الوطني البنغلادشي إلى السلطة

وقال توحيد حسين، الذي يشغل منصب وزير الخارجية، إن الطلاب لم يناقشوا خططهم السياسية مع التكنوقراط، لكنه أضاف أن "السيناريو السياسي سيتغير لأننا استبعدنا بشكل أساسي جيل الشباب من السياسة". في المقابل، اعتبر نجل حسينة، ساجيب وازيد، في تصريح لوكالة رويترز من أميركا حيث يوجد، أن "الأحزاب السياسية لن تذهب إلى أي مكان. لا يمكنك القضاء علينا. عاجلاً أم آجلاً، سيعود حزب رابطة عوامي أو الحزب الوطني البنغلادشي إلى السلطة. بدون مساعدتنا، وبدون مؤيدينا، لن تكونوا قادرين على تحقيق الاستقرار في بنغلادش".

انضمام جنرال سابق للحكومة

إلى ذلك، من المقرر أن ينضم جنرال متقاعد إلى الحكومة المؤقتة في بنغلادش في واحدة من أربع إضافات جديدة إلى الإدارة المؤقتة التي تشكلت بعد إطاحة الشيخة حسينة الأسبوع الماضي. وذكر مجلس المستشارين، وهو الحكومة الفعلية التي تدير البلد الآن، في بيان اليوم الجمعة، أن جهانغير علم شودري (71 سنة)، الذي تقاعد عام 2010 بعد عام من تولي حسينة السلطة، وسكرتير مجلس الوزراء السابق علي إمام ماجومدر، والخبير الاقتصادي وحيد الدين محمود الذي تلقى تعليمه في كامبريدج، وخبير البنية التحتية فوزول كبير خان سينضمون إلى المجلس.

من جهة ثانية، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن ثمة مؤشرات قوية على استخدام قوات الأمن البنغلادشية قوة غير مبررة في الرد على احتجاجات طلابية حاشدة أطاحت حسينة. وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في تقرير أولي، إن "ثمة مؤشرات قوية، تستدعي إجراء تحقيق مستقل إضافي، على أن قوات الأمن استخدمت قوة غير مبررة وغير متكافئة في استجابتها للوضع". وكانت محكمة في بنغلادش قررت أخيراً أنه يمكن المضي قدماً في تحقيق يطاول الشيخة حسينة وستة مسؤولين في حكومتها بجريمة قتل وقعت خلال الاضطرابات الشهر الماضي. وتعرضت الشرطة إلى انتقادات لقمعها الدامي التظاهرات المناهضة للحكومة، والذي أسفر عن مقتل 450 شخصاً، بينهم 42 عنصراً أمنياً.
(رويترز، فرانس برس)