أكدت طهران، الإثنين، أن الحكومة الجديدة تنتهج سياسة عملانية قائمة على النتائج، و"قد طرحنا مواقفنا على أطراف مفاوضات فيينا لنؤكد استعدادنا من أجل التوصل إلى اتفاق جيد"، مؤكدة أن ذلك يعتمد على عودة جميع الأطراف إلى تعهداتها.
وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الإثنين، مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الايطالي لويجي دي مايو، أكد خلالها، أن جميع الأطراف توصلت إلى قناعة مشتركة أن أميركا هي المسببة الرئيسة للوضع الراهن، بالإضافة إلى السلوك غير المسؤول من جانب بعض الأطراف، وصمتها على جشع الولايات المتحدة الذي أسهم في تفاقم الظروف السيئة الحالية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".
بدوره، أكد وزير الخارجية الايطالي حرص بلاده على ترسيخ مزيد من العلاقات الثنائية مع طهران، معرباً عن ارتياحه حيال "الجهود الإيجابية" لعقد المفاوضات القادمة في فيينا، متطلعاً إلى تحقيق النتائج المنشودة عبر هذه العملية، "لكي نشهد المزيد من النمو في مجال التعاون التجاري بين إيران وإيطاليا".
عبد اللهيان: نساند تشكيل حكومة أفغانية شاملة
إلى ذلك، تطرّقت المحادثات الإيرانية الإيطالية إلى موضوع أفغانستان، وجدّد عبد اللهيان الإشارة إلى موقف إيران المساند لتشكيل حكومة أفغانية شاملة، معتبراً أن حضور أميركا "الكارثي وغير القانوني"، "كان السبب في مزيد من الأزمة الإنسانية داخل أفغانستان، وتدفق حشود اللاجئين والمشردين الأفغانيين، لاسيما إلى أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
واستطرد عبد اللهيان قائلاً: "إيران تستضيف حالياً ما يقرب من 4 ملايين من المواطنين الأفغان، وبما يلزم المنظمات الدولية المعنية أن تكون على قدر المسؤولية في حماية هؤلاء المشردين"، مؤكداً أن "إيران مستعدة لإرسال مساعداتها، وأيضاً مساعدات الدول الأخرى، بما فيها إيطاليا، إلى أفغانستان".
مباحثات إيرانية روسية صينية حول مفاوضات فيينا
بدوره، تباحث مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري كني، عبر "الفيديو كونفرانس"، مساء الاثنين مع نظيريه الروسي سيرغي ريابكوف، والصيني ماجائو سو، بشأن مفاوضات فيينا المقبلة، ورفع الحظر عن إيران.
ونوّه باقري كني في هذا الاتصال المرئي، بالعلاقات الايرانية مع روسيا والصين، والمواقف المتناغمة التي تجمع الدول الثلاث حيال القضايا الدولية المختلفة، لتعزيز نهج التعددية، ومواجهة النزعات الأحادية في المجتمع الدولي.
واعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني أن "الحظر الأميركي الظالم ضد ايران، ثمن التصدي للنزعات الأحادية"، مشيراً إلى أن نجاح المفاوضات المقبلة يعتمد على إلغاء هذا الحظر الذي يتعارض مع الاتفاق النووي، والاجراءات الناقضة للقرار 2231، بما يتيح إمكانية التأكد من حقيقة ذلك، في سياق انتفاع ايران من مصالح التطبيع التجاري والاقتصادي معها، وفق قوله.
كما أشار إلى مباحثاته الأخيرة في فرنسا والمانيا وبريطانيا وإسبانيا حول مفاوضات فيينا، مؤكداً إلغاء الحظر الأميركي اللاقانوني بنحو مؤثر، باعتباره ضرورة ملحة وأولوية أساسية لهذه المفاوضات.
إلى ذلك، أكد مساعدا وزيري الخارجية الروسي والصيني استمرار المشاورات والتنسيق حيال القضايا المختلفة بين طهران وموسكو وبكين، واعتبرا إعادة فرض الحظر على إيران، عنصراً رئيسياً للمشاكل التي حالت دون تنفيذ الاتفاق بين ايران ومجموعة 5+1 الدولية.